التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 04:33 ص , بتوقيت القاهرة

بالصور| عشري ووالي يشهدان احتفال الجامعة العربية بيوم اليتيم العربي

شاركت الدكتورة ناهد عشري وزيرة القوى العاملة والهجرة، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، أمس الخميس،  في فعاليات مؤتمر اليوم العربي لليتيم، تحت رعاية الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر الأمانة العامة.


كما شارك في الاحتفال نائب عن شيخ الأزهر، وممثل عن الكنيسة ونائب عن الباب تواضروس الثاني، فضلا عن عدد كبير من نجوم الفن والرياضة مثل صفاء أبو السعود، والكابتن محمود الخطيب، والكابتن أحمد حسن ، وممثلين عن الجمعيات الأهلية .


وقال الدكتور نبيل العربي: إن إحياء يوم عربي لليتيم سنويا فرصة للتمسك بالقيم الدينية والإنسانية تجاه هذه الفئة من المجتمع والعمل على احتضانهم ورعايتهم رعاية شاملة والحث على تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بهم. فضلا عن تعويضهم عن الحرمان ومساعدتهم على تنمية شخصيتهم نفسيا وجسديا ليصبحوا مواطنين صالحين للاعتزاز بوطنهم.



    وأكد أحمد بن حلي نائب أمين الجامعة  في كلمة "العربي" التي ألقاها نيابة عنه،  إن رسالة المجتمتع العربي قد تضاعفت أكثر جراء اندلاع الأزمات وارتفاع رقعة الصراعات والإرهاب في معظم الدول العربية، كما هو الحال في فلسطين، وليبيا، وسوريا، والعراق الذي يشهد صراعات دموية.


 


    وأعرب عن سعادته بحضور نجوم المجتمع المصري العربي، موجها شكره لمؤسسة الأورمان وحرصها على المساهمة في ترخيص المفاهيم الأساسية لمجتمعنا العربي، والقوانين التي تكفل اليتيم وفقا لما جاءت به الشرائع السماوية.



      وأشار إلى الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية في التنمية الاجتماعية الشاملة على اعتبار أن أطفال اليوم هم رجال الغد، مؤكدا أن هذا التوجه يتواكب مع إعلان نتائج قمة شرم الشيخ، حيث جدت الالتزام السياسي بدعم قضايا العمل العربي المشترك، وكان من ضمن نتائجها إعداد تنمية مستدامة للدول العربية والتي تشكل قضايا حقوق الأطفال وحمايتهم.


 


     ومن جانبها قالت عشري "تخالجنى اليوم فى هذا الاحتفال العربى مشاعر وخواطر شتى، بعضها شخصى، وخاص جدا يتعلق بما استقر فى وجدانى منذ الصغر من قيم تعلمتها حول احترام مشاعر اليتيم، وتعظيم علاقتى به فى مراحل طفولتى المختلفة".


 


    وأشارت إلى أن بعضها الآخر يتعلق بواقع المجتمع العربى وثقافته ونظمه ومؤسساته ذات الصلة بعمليات التنمية الاجتماعية وقيم التكامل والتضامن مع الفئات المحرومة، ونظم وآليات الرعاية القائمة والمطلوبة لحماية هذه الفئات وتمكينها من العيش الكريم وفرص التعلم والتعامل الطبيعى مع المجتمع.



      وأكدت أن الواقع  يشير إلى أن تلك الأبعاد الاجتماعية والتنموية تعتبر نواة أساسية فى تقريب الدول والشعوب العربية نحو مزيد من التكامل والوحدة، ولذلك فإن الأنشطة المشهودة من قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة وكافة المنظمات والمجالس الوزارية العربية ذات الصلة بشؤون الأسرة والطفولة والأمومة ورعاية الشباب والدفاع الاجتماعى ضد الجريمة تعتبر أنشطة إستراتيجية بالمعنى الدقيق للكلمة، وهى تتكامل ولاشك مع الأبعاد الأخرى لمفهوم الأمن القومى العربى فى معناه الأشمل.


      وقالت: إن اليتيم فى الحياة له وجهان: وجه فردى وإنسانى يتمثل فى افتقاد الطفل لأحد والديه أو لكليهما، ووجه آخر اجتماعى ووطنى ويتمثل فى غياب القدوة أو الرعاية أو مصدر الهداية أو المرجع أو المستند .


 


     وأردفت أنه إذا كانت آثار الوجه الأول تنعكس بالدرجة الأولى على هذا الطفل وأحواله المادية والصحية والنفسية - وقد تنعكس بالتالى على بعض المخالطين له والمتعاملين معه فى بعض مراحل حياته فإن الأصعب والأفدح حين تتوارى فى المجتمعات والأوطان نماذج القيادة الصالحة والرؤى السديدة والمرجعيات الواضحة فى تكييف الأمور ومعالجة التحديات.



      وتابعت: إذا نظرنا إلى أحوال بلادنا العربية فسوف نجد فيها بعض المواقع التى تشهد الآن يتماً من النوع الثانى تتكاثر فيها النزاعات حول مرجعيات العمل الوطنى وثوابته، وتصل الأمور فى بعض المواقع إلى حد تمارس فيه بعض القيادات سياسات ممنهجة فى القمع والقتل مما يفضى إلى زيادة أعداد اليتامى من النوع الأول، وظهور جيل جديد من الأطفال الذين يفتقدون آباءهم وأمهاتهم ليس فقط بسبب الفقر أو المرض أو حوادث الطرق أو الشهادة وإنما بسبب الحروب الأهلية وقمع الطغاة والمسكونين بهوس السلطة أو بضلالات الفكر الظلامى المتطرف.


  وأما الشعب العربى فى فلسطين العزيزة فما يزال يعانى من اليتم بوجهيه الأول والثانى الذى فرضته عليه الظروف الدولية القاهرة منذ عام 1948، فهو يفتقد الوطن الدافئ والمستقل الذى يضم شتات الأبناء وينظم حياتهم الطبيعية وينمى تطلعاتهم الإنسانية إلى مستقبل واضح وآمن.


 


     وهو فى نفس الوقت مايزال يعانى من ارتفاع أعداد يتامى الحروب والاعتداءات المتكررة، ومهما كانت وسائل وأشكال الدعم والتخفيف والمساندة التى تقدمها لهذا الشعب الصامد الدول العربية الشقيقة والمنظمات الدولية الإنسانية - فإن الجراح الدفينة بسبب إفتقاد الوطن الآمن والمستقل تظل هى اليتم المعنوى الأكبر.


 



    وقالت: إنى لا  أكرر هنا ماهو معروف عن موقع رعاية اليتيم فى الشرائع السماوية وفى الدساتير الوطنية والتشريعات القانونية التى تمثل مراجع لحياتنا وثقافتنا العربية، وإنما أشير هنا بكل تقدير واعتزاز إلى التنامى الملحوظ فى اهتمام العديد من مؤسسات القطاع الخاص وشركات الأعمال بالبعد الاجتماعى والإنسانى والعمل الخيرى.


    ومنها ما يخصص فى ميزانياته السنوية حصصا خاصة لدعم ملاجئ الأطفال ودور رعاية اليتامى . وكذلك أشير بقدر مماثل من الاعتزاز إلى قيام بعض الحكومات العربية - ومنها حكومة بلادى - باستصدار القوانين واللوائح المنظمة لعمل مؤسسات الإيواء للأطفال المحرومين من الرعاية، ولعمليات تدريب العاملين فى هذا المجال، ومنها مايتصل بنظم المتابعة والمحاسبة والرقابة على جودة الآداء وسلامة العمليات التربوية.