اتخذت السلطات المصرية قرارا بإجلاء رعاياها باليمن، في أعقاب بدء عملية عاصفة الحزم، التي قادتها المملكة العربية السعودية ضد مواقع للحوثيين في اليمن، بعد سيطرتهم علي معظم مؤسسات الدولة والانقلاب علي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأعلنت وزارة الخارجية أن السلطات المصرية سوف تجلي المصريين برا وبحرا وجوا، إلى كل من السعودية وسلطنة عمان وجيبوتي.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الوضع بالنسبة لليمن أكثر تعقيدا من ليبيا، نظرا لقلة عدد الجالية المصرية في اليمن، الذي لا يزيد عن 10 آلاف مصري شبه مقيمين في اليمن، وتربطهم علاقات نسب ومصاهرة هناك، وفي الغالب لن يرغب أي منهم في العودة إلى مصر، متوقعة ألا يصل أكثر من 1000 مواطن مصري إلى المنافذ الحدودية.

وأكد مصدر لـ"دوت مصر" أن التوزيع الديموجرافي للمصريين في اليمن يعد سببا في صعوبة عملية الإجلاء، حيث يتركز معظمهم في كل من صنعاء وتعز، مشيرا إلى أن مخاطر إجلائهم إلى أقرب منفذ حدودي ستكون مرتفعة.

وأضاف "فيما يتعلق بالمصريين المتواجدين في تعز، فإن أقرب نقطة إليهم هي ميناء عدن"، لافتا إلى وجود "حرب شوارع" في عدن لا تسمح للميناء أن يعمل لإجلاء الرعايا المصريين، وفيما يتعلق بالوصول إلى الحدود البرية مع سلطنة عمان، فإن الأمر سيستغرق 3 أيام، وبالتالي سيكون اختيارا غير مناسب.

وأكدت المصادر أن المكان الأكثر أمانا هو معبر حرض علي الحدود السعودية، القريب من مدينة الحديدة، ويعد المعبر هو أكبر معبر لذهاب وإياب العمالة اليمنية للسعودية.

وعن الاختيار الأخر لنقل المصريين، من مطار صنعاء إلى جيبوتي مباشرة، فإن ذلك يجري بالتنسيق مع التحالف العربي والأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، حيث يتطلب إجلاء المصريين من مطار صنعاء وقف الضربات الجوية لعاصفة الحزم. وأكد المصدر أنه يجري التنسيق مع السفارات التي لازالت متواجدة في اليمن، لاسيما السفارة الروسية، لتأمين وصول المصريين لأقرب نقطة حدودية.