التوقيت الخميس، 16 مايو 2024
التوقيت 10:44 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| بعد 38 عاما على رحيله.. منزل العندليب "مزرعة بصل"

38 سنة مرت على رحيل عبدالحليم حافظ، ومازالت أغانية تملأ الأرض شرقا وغربا، ومازال عشاقه ومعجبوه يتلهفون ذكراه، إما لمشاهدة أفلامه والارتقاء بأبصارهم وأسماعهم عن ملوثات العصر، وإما للكشف عن جديد من محتوى صندوق أسرار حياته.


حليم أو العندليب كما لقبه أهل الفن والطرب، رغم أنه صال وجال الأرض طولا وعرضا، وتسابق على لقائه زعماء وقادة دول عدة، إلا أنه عاش حياة بسيطة بمنزله في قرية "الحلوات" مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، وبموت العندليب تحولت جنائن البيت إلى صحراء، نعم منزل حليم باعه الورثة مقابل 35 ألف جنيه، بعد أن تحول لـ"خرابة تسكنها خيوط العنكبوت"، وتبدلت حديقته التي كان  يزرع بها  أجمل الورود  والأزهار إلى زراعة البصل.


 


هذه كانت كلمات شكري أحمد،  ابن خالة عبد الحليم حافظ، في حديثه لـ"دوت مصر" في الذكري الـ38 على رحيل العندليب.


انتقلنا إلى مسقط رأس حليم؛ حيث الطريق الترابية على الجانبين، تتوسطها ترعة قال مقربون إن عبدالحليم كان يسبح فيها وهو طفل صغير.


على بعد أمتار من مدخل القرية يقع قصر بسيط تتوسطه مساحة خضراء شيد على مساحة 7 قراريط، من يصدق أن المكان الذي كان يخرج منه روائع الموسيقى ذات يوم سيتحول إلى ملجأ لحيوانات الشوارع ويصبح مهجورا.


 


التقينا الحج شكري أحمد، ابن خالة العندليب، الذي يبلغ من العمر81 عاما بمنزله بالقرية، وبدأ حديثه قائلا: "منزل  حليم كان أحدث بناية في القرية والجميع من أبناء القرية كان يفتخر بذلك، في الفترة التي كان فيها حليم على قيد الحياة وكان بمثابة ''قصر جمهورية قرية الحلوات وملتقى لنجوم الفن والطرب، ولكنه أصبح الآن  خرابة غارقا في الظلام، فحليم الذي أسعد الملايين أثناء حياته وبعد رحيله هل يستحق كل ذلك الإهمال من المسؤولين''.


 


 وتابع: "المنزل كان ملكا لخاله الحاج متولي عماشة، واشتراه حليم بعد تحسن أوضاعه المادية وصممه على أحسن  طراز، وأدخل إليه التليفون قبل أي أحد، والأجهزة الكهربائية الحديثة"، وأكمل الخال حديثه عن القصر: "لو لقى اهتمام من المسؤولين لأتى إليه السياح من جميع أنحاء العالم".


وأكد ابن خالة العندليب، أن حليم ساهم في بناء جامعة الزقازيق بـ50 % وبنى مسجدا  بمدينة الزقازيق، حمل اسمه لفترات ثم تغير لمسجد الفتح، كما أنه جمع تبرعات لبناء السد العالي رغم أنه كان يمر بأزمة مرضية شديدة في ذلك التوقيت.


 


وتساءل الحج شكري: هل حليم لا يستحق من المسؤولين أن يضموا منزله لهيئة الآثار، وترميمه وجعله متحفا أو مزارا سياحيا، لماذا ذلك الإهمال بشأن حليم فهو لا يستحق ذلك أبدا؟.


وتابع: "أناشد وزير الآثار أن يعطي حليم حقه لأنه حتى الآن لا يوجد بمحافظته أي شيء يخلد ذكراه.. لا يوجد شارع باسمه أو متحف، وهو الذي قدم الكثير من الخدمات لمحافظة الشرقية، ودعم مصر أيضا بأغانيه الوطنية وجمع التبرعات لبناء السد العالي وهو مريض، ولم يقدر له أحد من المسؤولين بالمحافظة ذلك".


 


وعن شخصية حليم، قال ''كان صادقا جدا في كل أفعاله.. بخلاف أن إحساسه كان عاليا جدا، وهو ا سهل له الوصول للناس ويفسر حبهم له والتفافهم حولهو تمسهكم به، كانت لديه نظرة مستقبلية عما يعجب الناس على مدار سنوات طويلة وده سر أن كنوزه الغنائية ما زالت موجودة إلى الآن بيننا"، وأضاف:" هناك سرا إلهيا في حب الناس لعبدالحليم، فالكل كان يشعر أنه حليم واحدا من عائلته.. الله يرحمه''.


وأكمل الحج شكرى حديثه قائلا: ''عبدالحليم كان شخصا مؤمنا بالله جدا وعندما كان يأخذ الحقن والدواء ويعالج في أكبر المستشفيات بفرنسا وانجلترا يقول ''بسم الله الشافي الذى لا شفاء إلا شفائه''، كما كانت لديه قوة إرادة صلبة فى مواجهة المرض لدرجة أن بعض الصحفيين كتبوا أنه ''يتمارض''، ولو كانوا شافوا كمية الدم ''النزيف'' التي كان يتعرض لها ما قالوا ذلك، كما أنه كان محبوبا لدى الجميع وتعذب في حياته كثيرا وفى المقابل منحه الله موهبة فريدة وحب الناس لأنه كان راضيا بما قسمه الله له''.


 


وأضاف: "حليم تعَذب منذ ولادته بوفاة أمه وحرمانه من الأب أيضا، بعد ذلك بأربع سنوات، وعندما بدأت الحياة تضحك له أصابه المرض، وفترة مرضه كانت أصعب مراحل حياته".


 


وأوضح أن الاحتفالات التي كانت تقام 7 ليالٍ متواصلة سنويا منذ رحيله، توقفت منذ 4 سنوات، فكان يحضرها قيادات المحافظة والفنانون، والإعلاميون كل ذلك لم يعد يقام.


 


وطالب الحج شكري، المحافظة بإعادة إقامة احتفالية في الذكرى السنوية للعندليب الراحل، والتحفظ على منزله كمكان أثري أو متحف، أو مزارا يخلد ذكراه.


وكشف شكري أن حليم كان يمتلك عزبة بمركز كفر صقر مساحتها 118 فدانا كنت أرعاها له، لمدة دامت 11 عاما وبعد ذلك قامت شقيقته عليا قبل وفاتها ببيع جميع ممتلكاته بمحافظة الشرقية، لذا أطالب المسؤولين باسترداد قصر حليم والتحفظ عليه كمنزل أثري، وهذا سوف يدر لمصر دخلا من السياحة  لأن الجميع يتمنون مشاهدة القصر الذي شيده حليم العندليب الأسمر .                                                              


        


العندليب مات، وحلت ذكرى وفاته الـ38 ومازال صندوق أسراره لم يفتح بعد، ومازال جمهوره يترقب ذلك بكل شغف.