التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 09:13 م , بتوقيت القاهرة

قمة "شرم الشيخ" بين تاريخ الكفاح وواقع الاقتتال

تنطلق في العاشرة من صباح اليوم السبت أعمال القمة العربية، في دورتها السادسة والعشرين، وسط زخم من التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، وتتطلب موقفًا عربيًا فاعلاً في هذه الحقبة التي تمر بها الأمة.
 


يرقب الشارع العربي ما سوف تسفر عنه أعمال هذه القمة، التي تعقد وسط أجواء اقتتال في المنطقة العربية ومؤامرات من بعض الدول التي تهدف إلى النيل من وحدة واستقرار الأمة، الأمر الذي يلقي بمسؤوليات جسام على القادة والزعماء العرب خلال قمتهم غدًا.



يشارك في أعمال القمة ـ التي يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ 14 رئيسا وملكا وأميرا، حيث يشارك رؤساء كل من مصر وفلسطين والسودان وتونس والعراق وموريتانيا وجيبوتي والصومال، إضافة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وملوك وأمراء كل من السعودية والأردن والبحرين والكويت وقطر، فيما يتراوح مستوى تمثيل باقي الدول العربية بين رؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية وممثلين شخصيين.
ويمثل دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، والجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ولبنان رئيس الحكومة تمام سلام، وليبيا يمثلها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمغرب رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، ويمثل سلطنة عمان أسعد بن طارق آل سعيد ممثل السلطان قابوس بن سعيد، أما جزر القمر فيمثلها نائب رئيس الجمهورية نور الدين برهان.



تأتي أعمال هذه القمة ـ وهي القمة العاشرة التي تستضيفها مصر ـ وسط تطورات الأوضاع الخطيرة في اليمن التي تعرضت لمؤامرة تجزئتها من جانب ميليشيات الحوثيين، وهو ما دفع بالتحالف العربي إلى النهوض والتصدي لمحاولات ميليشيات الحوثيين السيطرة على اليمن وتقسيمه.



وتعد القمة العربية التي تعقد غدًا بشرم الشيخ بمثابة طوق نجاة للدول العربية من الأزمات والتحديات التي تحاك بالمنطقة العربية ، كما تعد قمة للتضامن العربي ولم الشمل وتنقية الأجواء.



تأسست جامعة الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية في 22 مارس 1945، أي قبل منظمة الأمم المتحدة بأشهر، وتألفت في البداية من سبع دول عربية كانت تتمتع بالاستقلال آنذاك، وهي : مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق واليمن والمملكة العربية السعودية، وهي منظمة إقليمية مقرها القاهرة.



ومن بين أهداف الجامعة العربية تنسيق مواقف الدول الأعضاء سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وتسوية أي خلافات أو نزاعات عربية، وتوحيد مواقف الدول العربية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وقد شغلت القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين جميع القمم العربية منذ تأسيس الجامعة العربية، إلى جانب العديد من القضايا العربية الأخرى.



ولم تغفل جامعة الدول العربية الجوانب الثقافية والتعليمية حرصًا على حماية وتكريس هوية الشعوب العربية، حيث ساهمت في صياغة المناهج الدراسية، فضلاً عن النهوض بدور المرأة، وتعزيز رعاية الطفولة، وتشجيع برامج الشباب والرياضة، والحفاظ على التراث الثقافي العربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول الأعضاء.



كانت أولى اجتماعات القمة العربية بدعوة من الملك فاروق في قصر "أنشاص"، في 28 مايو 1946، وشاركت فيها الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، وأصدرت عدة قرارات جاء على رأسها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة في نيل استقلالها، وكانت قضية فلسطين قلب القضايا القومية، حيث وقفت الجامعة العربية ولاتزال ضد الاحتلال الإسرائيلي باعتباره خطرًا لا يداهم فلسطين وحسب، وإنما جميع الدول العربية والإسلامية.