التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 08:42 ص , بتوقيت القاهرة

استقطاب اليمن.. بين لبنان "السعودي" ولبنان "الإيراني"

لا ينتهي الحديث في لبنان عن الخصومات السياسية والإشكاليات الناتجة عنها، ولا تنتهي عملية الاستقطاب السياسي المرتبطة بالمتغيرات الإقليمية، المرتبطة بما كان يطلق عليه قبل ثورات الربيع العربي "الممانعة – والاعتدال"، الذي أدى بلبنان إلى دفع أثمان باهظة كانت على حساب إمكانيات الدولة اللبنانية فقط، في وقت يبرز فيه صراع لبناني – لبناني بسبب التطورات القائمة في اليمن.


 




 



 


 



ممانعة واعتدال


في العام 2006، وتحديدا في شهر تموز/يوليو مر لبنان بحرب الـ 33 يوما، قتل فيها أكثر من ألف لبناني، إضافة إلى تدمير قرى بأكملها في الجنوب من قبل القوات الإسرائيلية، انتقاما لمقتل جنود إسرائيليين بنيران حزب الله، خلال عملية تدور حولها إشارات استفهام.



هذه الحرب أبرزت الانقسام اللبناني اللبناني الناتج عن الانقسام العربي الحاد، والذي برز بين نظام بشار الأسد وحزب الله وإيران من جهة (محور الممانعة)، و(محور الاعتدال) حيث كان مرتبطا بالسعودية ومصر وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعمق الخلاف بعد اتهام وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بشكل غير مباشر لحزب الله وسوريا بالتهور في فتح معارك مع إسرائيل دونما نتيجة.


يقول المحلل السياسي اللبناني، جورج علم، لـ "دوت مصر": "أولا هناك خلاف قديم في لبنان، لكن الوضع في اليمن يزيده تفاقما، وهذا الخلاف يأخذ الطابع المذهبي، ثم الطابع المحوري، في إطار ما يسمى محور المقاومة الذي يدعمه حزب الله، والمحور الأمريكي السعودي الذي يسمى الاعتدال".



الحوار مستمر


ويتابع: "لكن دعنا نقول إن هناك مساحة من الحوار بين الطرفين حزب الله وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، فآخر المعلومات بأن اليمن لم ينعكس على الحوار الذي سيعقد جلسة في الثاني من شهر أبريل/نيسان، علينا الأخذ بعين الاعتبار كيف سيكون الوضع في اليمن، هل سيذهب لتسوية أم سيفتح بوابة لحرب في المنطقة، من بينها لبنان؟، كل هذه التوقعات هي رهن الظروف والتوقعات التي ستحدث في اليمن".


وكانت الخارجية السعودية قالت في عام 2006 تعقيبا على الحرب في لبنان، "تود السعودية أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها، دون رجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها، ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية، فتوجد بذلك وضعاً بالغ الخطورة، يُعّرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار، دون أن يكون لهذه الدول أي رأي أو قول".


 




 



 


وضع مأزوم


ويتابع علم من بيروت القول "دعنا نقول إن الوضع السياسي في لبنان شبه مأزوم، لا يوجد رئيس جمهورية، وهذا نتيجة صراع بين السنة والشيعة، وطبعا هناك مجلس نواب مدد لنفسه بالتالي ليس من الممكن إجراء انتخابات نيابية، إضافة لذلك، الوضع في سوريا، والاقتصاد الهش، لذلك أرى أن الاستقرار الهش في لبنان، نتيجة معادلة دولية، وبقدر هذه المعادلة التي تديرها المجموعة الدولية بقدر ما يساعد الاستقرار في لبنان، فهناك صيغة دولية للحفاظ على لبنان".


في حرب 2006، كان الموقف السوري متماشيا مع موقف حزب الله وإيران، وخرج الرئيس السوري بشار الأسد، بتصريحات أثارت غضب الدول الخليجية ومصر، حيث وصف الزعماء هناك بأشباه الرجال، الأمر الذي أدى لعزلة عربية طويلة الأمد على الأسد.


هذا الخلاف العميق كان بارزا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والفراغ الرئاسي المتكرر في لبنان أدى لتعميق فجوة الخلاف، وتعويم مسألة الخلاف المذهبي إلى السطح تحت عنوان الصراع السني الشيعي في لبنان والمرتبط بالخلاف السعودي الإماراتي.


وبالتالي، هل سيؤثر هذا المناخ، خصوصا تطورات في اليمن على جلسات الحوار بين فريقي المستقبل (السني) وحزب الله (الشيعي)؟.


اشتباك لبناني


يقول المحلل السياسي اللبناني، إبراهيم بيرم لـ "دوت مصر": "كما كل حدث، الشارع اللبناني ينقسم بالخلاف الإقليمي السعودي الإيراني، أحدهم يجاهر بالتأييد للسعودية، وعلى سبيل المثل، سعد الحريري، الذي صرح بأن التحرك السعودي خطوة (شجاعة وجريئة)، بينما حزب الله يقول إن التحرك السعودي (اعتداء موصوف)، لذلك وبناء على هذه القضية، الوضع في لبنان مسار جدال وخلاف دائمين، فالخلاف بالنسبة لهذه القضية مازال خلاف سياسي، والسؤال، هل يؤثر على الحوار اللبناني بين حزب الله والمستقبل أم لا؟ ولا نستطيع أن نحكم الآن إلا أن الأيام القادمة ستبين ذلك، مدى إرادة الطرفين أن يكونا خارج التزامات دول المنطقة".


 




 



 


ويتابع بيرم من بيروت: "حتى الآن يبدو أن منسق الحوار، رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه بري، متشائم لأن السعودية تدخلت في حرب ضد اليمن، وعنوانها العريض صراع سعودي إيراني، فنحن في لبنان يهمنا بقاء الحوار مستمرا، يعني عدم تطور الصرع السياسي إلى اشتباكات، في ظل الصراع الإقليمي".