التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 07:37 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا انقلب عبدالله صالح على دول الخليج؟

برغم أن المبادرة الخليجية سارت وفق ما يريد الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، حتى أنه قال لإحدى الصحف الخليجية إنه هو من صاغها مع حزبه "حزب المؤتمر الشعبي" في العام 2011، إلا أن التطورات المتسارعة في اليمن ومع تقدم الحوثيين، باتت تتجه نحو تقويض العملية السلمية، والمبادرتين الخليجيتين الأولى والثانية، والتي نصت كل منها على عملية انتقال سلمي للسلطة في البلاد، يتبعها إجراءات دستورية، وعملية تقاسم فيدرالي للأقاليم اليمنية تابعة لحكم مركزي في العاصمة صنعاء. 



فلماذا انتقل علي عبد الله صالح من كونه شريكا في استقرار الوضع السياسي اليمني بعد توقيعه على المبادرة الخليجية، إلى التحالف مع خصومه الحوثيين، والذي خاض معهم حروب عديدة أدت إلى خسائر بشرية ومادية في صفوف الجيش والدولة اليمنية.


تقلبات صالح


عضو مجلس الشورى السعودي، محمد بن عبدالله آل زلفى، قال لـ "دوت مصر": أعتقد أن الرئيس علي عبد الله صالح من الشخصيات غير الموثوق فيها، هو يتمتع بذكاء من خلال قدرته على التغير والتلون، لكن بما يخدم مصلحته، فسياسته أوصلت اليمن إلى ما هي عليه بسبب تقلباته وعدم ثباته على قضية معينة، فعلاقات دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية كانت مبنية على أنه رئيس اليمن، وكانوا يحافظون على الحد الأدنى من التعامل كونه رئيس دولة جارة. 



وتابع آل زلفى من العاصمة السعودية الرياض: "الظروف أملت عليه أن يكون متغير، وإحساسه بأن المبادرة الخليجية أجبرته على التنحي وشعوره بأنه خرج خارج السلطة وإلا كان يريد أن يكون بشار أسد آخر أو قذافي آخر لكن المبادرة الخليجية حاولت أن تحفظ له ماء الوجه وأن تخرجه من المواجهة الحقيقية مع الشعب اليمني والمزيد من سفك الدماء".


إعادة الحسابات 


وأوضح آل زلفى بأن "علي عبد الله صالح دخل 4 حروب مع الحوثيين ووجدناه هو يفتح أبواب صنعاء يوم 21 سبتمبر ثم نجد أن القوات التابعة له هيئها بشكل قوات خدمة لمصلحته وأبناءه، مساعدة الفريق الذي يتحدث باسمه، يسلم الكثير من الأسلحة وقواته للحوثيين، الآن الضربة الجراحية التي يتعرضها اليمن أو ضد المسؤولين عن جر اليمن لهذه المأساة سواء الحوثيين أو علي عبد الله صالح".



ويشير إلى أن هؤلاء الآن سيعيدون حساباتهم: "فهل سيبقى علي عبد الله صالح حليفا للحوثيين يتبرأ منهمن وهل سيأخذ منحى آخر مختلف هل سيراهن على أنه لا حل لمشكلة اليمن إلا من خلاله كما يتصور ويعتقد، الأمر أصبح خارج قدرة علي عبد الله صالح على المزيد من المناورات كما تعود خلال 30 سنة من حكم اليمن".


تحالف مفترض


من جانبه ينفي علي الورقي لـ"دوت مصر"، وجود أي دليل على أن الرئيس السابق تحالف مع الحوثيين لا من قريب ولا بعيد لا شيء ظاهر ولا مخفي، هناك أشياء تريدها دول الخليج من بينها أحقاد سابقة، اليوم قامت مع 10 دول عربية وأجنبية بضرب اليمن، وهم يقولون أنهم يضربون مناطق حوثية"، بحسب وصف الورقي.


ويؤكد الورقي بالقول: "لا شيء واضح بأن هذا التحالف قائم، هذا مجرد كلام، لكن إذا تحدثنا ضمن إطار سياسي، لما لا يحق لصالح التحالف مع الحوثيين؟ ما دام في هناك أحزاب قامت ضده في ثورة عام 2011 وأنا أسميها أزمة وليست ثورة، فمن المؤكد أنه سينقلب ضدهم، من قام بالثورة عام 2011 تحالفوا مع الحوثي، ومن ضمنهم حزب الإصلاح رسميا، فلماذا عندما كبرالحوثي عليهم انقلبوا، عليه، واعتبروا أن علي عبد الله صالح متحالف مع الحوثيين؟".



ويتابع الورقي حديثه: "لماذا حلال على الإصلاح أن يتحالفوا مع الحوثي بينما خصمهم الآخر علي عبد الله صالح لا يحق له أن يتحالف مع الحوثي، كل طرف من هؤلاء يعتمد على عناصر خارجية مخربة، في النهاية أنا أقول لك إنه لا شيء يبرهن تحالف صالح مع الحوثيين على أرض الواقع، وأنا لا أحمل علي عبد الله صالح وحده مسؤولية ما يجري في اليمن، وإنما الجميع، الحوثي وحزب الإخوان، ودول الخليج".


تحالف تكتيكي


المحلل السياسي اليمني، عبد الله اسماعيل، قال لـ"دوت مصر": "علي عبد الله صالح لم يوقع المبادرة الخليجية بشكل اختياري، بالعكس كان نتيجة الضغط الشعبي في 2011، ولذلك رأى صالح أن تخليه عن السلطة شيء سلبي، فهو لم ينسى ذلك الأمر تماما، فاحتفظ بكثير من الترتيبات للانتقام السياسي من خصومه الذين أسقطوه في عام 2011".



وأضاف، أعتقد أنه كان يرى أن الخليج شارك في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى من خلال إقراره المبادرة الخليجية، وبالتالي رغم أنه حارب الحوثيين في 6 حروب متتالية واستعان بالسعودية في الحرب السادسة ضد الحوثيين عندما اعتدوا على الحدود السعودية، إلا أنه تحول بعد 2011 إلى البحث عن حلفاء لإعادته للمشهد السياسي، ورأى في الحوثيين أداة تمكنه ينفذوا له هذا الأمر وتحالف معهم ابتداء من سقوط عمران وثم صنعاء وما تلاها من أحداث كبيرة".


ويبين عبد الله أن الحوثيين بالنسبة لصالح هم حلفاء تكتيكيين وأن الأمر كذلك بالنسبة للحوثيين، فتحالفهم مع صالح يندرج أيضا ضمن الإطار التكتيكي، لأن الحوثيين لديهم مشروع خاص لا يتوقف في صنعاء، بل الاستحواذ على كامل الاراضي اليمنية، لذلك تحالفهم لن يستمر".