التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 01:25 ص , بتوقيت القاهرة

شعوب بحثت عن حكامها

يتعين على الشعوب في مختلف دول العالم مستقبلا أن تتهيأ ألا تكتفي بانتخاب حكامها فقط، بل أن تضع في حسبانها أيضا مهمة البحث عنهم بعد ذلك، خصوصا بعد اختفاء الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بعد أيام قليلة من اختفاء نظيره الروسي، فلادمير بوتين.


هادي


تضاربت الأنباء صباح الأربعاء عن مكان تواجد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بعد إعلان مسلحي الحوثيين السيطرة على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية، الواقعة في لحج شمالي مدينة عدن، التي تحصن فيها منصور.


وكان شهود عيان قد أكدوا لـ"رويترز" أن طائرات حربية مجهولة حلقت فوق مدينة عدن اليمنية الجنوبية، الأربعاء، وأطلقت صواريخ على منطقة بها مجمع الرئيس عبدربه منصور هادي.


وقال مصدر أمني في الرئاسة اليمنية، وفقًا لـ"فرانس 24"، إن الرئيس هادي غادر عدن إلى خارج البلاد، مشيرا إلى أنه "غادر على متن مروحية من قصر المعاشيق الرئاسي".


بينما قال مسؤولون يمنيون لوكالة "أسوشيتد برس" إن الرئيس اليمني غادر منزله في عدن إلى جهة مجهولة، وكانت مصادر أمنية قد أعلنت الأسبوع الماضي انتقال منصور هادي إلى مكان آمن بعد تعرض المجمع الرئاسي في عدن لغارة جوية.



بوتين 


"ذهب إلى زوجته في بريطانيا لاستقبال مولوده الجديد.. أعلن إسلامه.. تعرض لمحاولة انقلاب من قبل دميتري مدفيديف.. تغيب في إصابة خلال ممارسته لرياضة الكريكت".


كانت هذه أبرز الشائعات، التي طالت الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، عقب تغيبه عن عدسات وسائل الإعلام لمدة أسبوعين، ليخرج الكرملين بعد ذلك، ويؤكد، في بيان رسمي، أن بوتين سيلاقي في بطرسبورج نظره القيرغيزي، ألماز بيك أتمبايفن، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية.


وكان ظهور بوتين مع زعيم قريغيزستان هو الأول من نوعه منذ 5 مارس/ آذار الجاري.


وبلغت الشائعات، التي طالت غياب بوتين ذروتها، عندما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على موقعها الإلكتروني، الأحد، أن "انقلابا داخل النخبة الحاكمة في روسيا وقع ضد بوتين".



الحاكم بأمر الله


في صباح الثامن و العشرين من شوال سنة 411 للهجرة، استيقظت القاهرة على خبر هز شوارعها، وجعل الناس يتفننون في إصدار الشائعات التي لازالت تتردد حتى يومنا هذا.


وانطلق خبر اختفاء الحاكم بأمر الله في البداية في القصر، ثم انحدر في غضون ساعات عبر الأزقة والشوارع ليصلَ كل بيت وكلَ أذن وكان مفاده: "خليفة الله، أبوعلي المنصور، الحاكم بأمر الله، اختفى حيث خرج إلى المقطم غير أنه لم يرجع. بعدَ ساعة أو ساعتين".


واكتسب الخبر مزيدا من  التحول، فحكي أن الحاكم بأمر الله ركب على حماره تلك الليلة، وخرج إلى جبل المقطم بصحبته رجل وصبي، لم يستطع أحد أن يسميهما، وذلك كي يتدبر النجوم كما جرت عادته، ثم أمر تابعيه بمغادرته، ومنذها وهو مفقود لا يعلم عنه خبر.


يزيد آخرون على ذلك، فيقولون أن أخت الحاكم، أرسلت رجالا إلى المقطم كي يتبينوا حقيقة الأمر، هناك، وتحديدا في موضع يطلق عليه بركة القصب، عثر الرجال على حمار الحاكم وهو يعرج مجروحا بضربة سيف، كما عثروا على جبة الحاكم معفرة بالتراب، وقميصه ممزقا ملقى على الأرض.


وسرعانَ ما عمت الفوضى وتعقد الأمر، إذ خرج رجل صعيدي من بني الحسين، وأخذ يطوف بالأسواق حاملا في يده اليمنى جلدة رأس، وفي يده اليسرى قطعة فوطة، زاعما أنه قتل الحاكم بأمر الله إحقاقا للحق وانتقاما لحرمات الله. قبل أن يسحب سكين لحم طويلة كان يخفيها، ليغرزها وسط عنقه.


وفي رواية أخرى خرجت جماعة، وأخذوا يطوفون ويصرخون، زاعمين أن الحاكم بأمر الله لم يقتل، إنما احتجب، غادر مصر بفسادها وشرورهها قاصدا ما وراء الهند، واختلط الأمر على العامة، ولم يدروا ما الصحيح وما المُلفق، وبقيت الأخبار تزيد وتتعقد وتتشابك وتتناقض.