التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 07:31 م , بتوقيت القاهرة

خبراء: زيارة السيسي للسودان بداية حل الأزمة

حضر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الاثنين، القمة الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، في العاصمة السودانية، الخرطوم، وقعوا خلالها "وثيقة سد النهضة". واتجه بعدها إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في زيارة رسمية ستستمر 3 أيام.


تلك الجولة التي تأتي في إطار تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما كان واضحا في كلمته أمام القمة الثلاثية، الرغبة في تحقيق طموحات دول حوض النيل، دون الإخلال بحقوق أى منها، وأن مصر اختارت التعاون لبدء حقبة جديدة من العلاقات المصرية الإفريقية، في إطار التقارُب كما كانت في سابق عهدها.


وحاول "دوت مصر" أن يستطلع آراء الخبراء في الشأن الإفريقية ومجال الموارد المائية، حول مدى أهمية تلك الخطوة، ودورها في مستقبل العلاقات المصرية السودانية والإثيوبية، والإفريقية بشكل عام.


في هذا السياق يرى النائب السابق لرئيس المركز القومي للبحوث المائية، الدكتور عبد الفتاح مطاوع، أن أقل وصف لتلك الخطوة، يأتي بالمُمتاز، بعد ما شهدته العلاقات المصرية السودانية والإثيوبية، من تقلبات كثيرة خلال الـ20 سنة الماضية.


مُشيرا إلى أن الأزمة في العلاقات كانت قد اشتدت حدتها في عهد حكم "الإخوان"، بعد  أن كانت العلاقات المصرية الإفريقية تمُر في الفترة ما بين عام 2000 وحتى 2006، بما  أسماه الخُبراء بـ"شهر العسل".


وأوضح مطاوع أنه بصفته كأحد المسؤولين عن هذا الملف خلال الفترة ما بين 2003 حتى 2011، فإن تلك الزيارة التي يقوم بها الرئيس "السيسي" تُعد خطوة في الطريق الصحيح.


مُشيرا إلى أن أغلب الموضوعات التي كانت مُعلقة ما بين الفنيين ووزراء حوض النيل فيما يتعلق بهذا الملف، سواء اتفاقية "عنتيبي" أو "سد النهضة"، كانت سياسية في الأساس، وليست قانونية أو فنية أو أمنية. وهو الأمر الذي دفعهم كمسؤولين عن هذا الملف في العام 2007، بأن يرفعوا ما بينهم من نقاط خلافية إلى رؤساء دول حوض النيل، بهدف حسم الخلاف. وقال: "ولكن مع الأسف لم يهتم أحد في ذلك الوقت".  


وأوضح نائب مدير مركز الدراسات السودانية- معهد البحوث والدراسات الإفريقية- جامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة، أنه عندما نتحدث عن السودان يجب أن نُدرك أننا أمام شعب واحد في دولتين، وبالتالي فإن العلاقات ما بيننا وبين السودان تكمُن في الصلات قبل العلاقات بمعنى أهمية أن نعي عُمق "الصلات التاريخية" بين البلدين.


ويرى شبانة أن تلك الزيارة تُعد الأولى من نوعها، فهي تأتي في إطار تدعيم العلاقات المُشتركة ما بين الجانبين. موضحا أن ذلك لم يحدُث منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، حيث اقتصرت أغلب الزيارات على حضور القمم الإفريقية.


وأطلق شبانة على زيارة الرئيس "السيسي"، ما أسماه بزيارة الدفعة القوية للعلاقات بين مصر والسودان، وقال: "أنا عايز أنقل السودان من مربع الوسيط إلى مربع الشريك، أنت واقف على الحياد بيني وبين أثيوبيا، ومعتقد أنك كده بتمسك العصاية من النص، لأ هذا الحياد يجعلك أقرب للموقف الأثيوبي، وهذا خطأ لأنك شريك وستُضَر مثلك مثلي، واحنا عايزين نحل الأزمة من وجهة نظر مصلحة الدول الـ3، بنظرية الكل فائز، وليس نظرية المباريات الصفرية، التي لم يُعد لها وجود في العلاقات الدولية حاليا".


وأشار إلى أن العلاقات المصرية السودانية كانت تشهد توترا، بسبب 3 ملفات، يأتي في مقدمتهم، أزمة سد النهضة، والتي أكد شبانة أنه بحلها، ستتواجد الانفراجة الحقيقية في العلاقات ما بين مصر ودول حوض النيل. أما عن الملفات الأخرى، فكانت بسبب العلاقات بين النظام السوداني وجماعة "الإخوان"، والآخر ملف حلايب، والذي يراه بالأزمة المُفتعلة.


وأكد شبانة أن العلاقات ما بين مصر والسودان يجب أن تكون قائمة على فكرة المُشاركة والمصالح المُتبادلة والحفاظ على المنفعة للجميع".


كما أوضح أن وثيقة سد النهضة التي تم توقيعها اليوم، ليست بمعاهدة تفصيلية، ولكنها اتفاق إطاري، بمعنى أنها وثيقة اتفاق مبادئ على أساسه تقوم معاهدات تفصيلية.


وأكدت الخبير بالشؤون السودانية، بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الدكتورة أماني الطويل، أهمية أن تسير العلاقات المصرية السودانية في مسارين، أحدهما خاص بسد النهضة والآخر المسار الطبيعي والتاريخي بين مصر والسودان.


وعن أزمة سد النهضة، أوضحت الطويل أنه من المُبكر جدا أن نتوقع حلها، بموجب زيارة  الرئيس "السيسي" للسودان اليوم، ولكن يُمكن وصفها بالخطوة الأولى في طريق حل الأزمة. وقالت: "أعتقد أن رحلة الدبلوماسية المصرية خلال الفترة القادمة ستكون  شاقة".


في حين رفض المتحدث باسم حركة أبينا السودانية، حمور ذيادة، التعليق في هذا الشأن، موضحا أن تصريحات الجانب السوداني، يعتقد أنه ستكون مُقتصرة على السفارة والجهات الرسمية فقط، دون إبداء أية أسباب واضحة.