التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 05:26 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو | زواج من عجوز وسوس وجاموسة.. محطات كفاح الأم المثالية 2015

الأم المثالية الأولى على مستوى جمهورية مصر العربية تقول في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، إنها تزوجت رجل يكبرها بـ 50 عاما، و ترك لها  10 قراريط، وعملت في كفافة الجلباب، حتى ضعفت عيناها في سبيل تربية أولادها.

وراء هذه السيدة البسيطة قصة كفاح عاشتها منذ الصغر، حيث دفعها القدر لأن تتزوج رجل يكبرها بـ 50 عاما، عانت معه منذ زواجها في عام 1991، حيث ضحت بشبابها وصحتها أيضا، إنها السيدة سميرة فرحات أحمد، الأم المثالية لمحافظة الفيوم وعلى مستوى الجمهورية.

قالت السيدة سميرة: "كنت شابة صغيرة أبلغ من العمر 18 عاما، وفوجئت بجدي ووالدي يدخلان عليّ و معهما رجلا كبير السن، أكبر من والدي، و يطالبوني بالزواج منه، ومع التقاليد الريفية، لا تستطيع البنت أن ترفض طلبا لأهلها، وإلا سيكون مصيرها الرحيل عن الدنيا، حسب "عادات" قريتنا الحامولي التابعة لمركز يوسف الصديق في الفيوم".

وأضافت: "تزوجت سيد حسين، و كان يكبرني بـ 50 عاما، وبعدها بعام، أنجبت طفلتي الأولى نجوى، وهي حاليا في الفرقة الخامسة، بكلية طب الأسنان بجامعة القاهرة، وفي عام 1994 أنجبت طفلي الثانى علاء، وهو حاليا بالفرقة الثانية، بكلية الطب جامعة الفيوم.

تابعت: "تزوجت من المرحوم زوجي، وكان يعول 7 أولاد كبار بعد وفاة والدتهم،، و بعد وفاة زوجي في عام 1994، كان طفلي الصغير علاء، يبلغ من العمر 7 أشهر، حيث بدأت رحلة المعاناة، حيث لم أملك أموالا سوى 10 قراريط هي ميراث ابني وابنتي، بالإضافة إلى حجرتين مسقوفتين من الجريد والبوص، كان (السوس  ينخر في السقف) ما يؤدي إلى تساقط بقاياه، على وجه أطفالي، وكنت أدعو الله أن يحميهم من السوس".

واستطردت: "بعد وفاة زوجي خيروني بترك الأولاد مقابل السماح لي بترك المنزل والزواج، إلا أنني رفضت ترك أولادي الصغار، وتفرغت لتربيتهما، وكنت أعمل في كفافة الجلباب البلدي، طوال الليل، مقابل 150 قرشا وصلت في بعض الأحيان إلى 3 جنيهات، كانت تساعدني في الإنفاق على أولادي، خاصة أنني كانت أتقاضي معاشا لا يزيد عن 60 جنيها.

وقالت إن أولاد الخير قاموا بمساعدتها في عام 2008، عن طريق جمعية الأورمان، والتي منحتها جاموسة، حتى توفر لها الجبن والزبد واللبن، موضحة أنها كانت تطعم أولادها منه، كما كانت تقوم بذبح "البطة"، واقتسامها على أسبوعين، خاصة أنها لا تملك شراء اللحوم.

وأضافت أن الجيران كانوا يأتوا إليها بالكنافة والقطايف في شهر رمضان مشيرة  إلى أن ابنها علاء، الطالب بكلية الطب، كان يقوم بالعمل في رفع مواد البناء تارة، و صبى نجار تارة أخرى، حتى يقوم بتدبير نفقات شقيقته الكبرى، الطالبة بكلية الطب.

ومن جانبه قال علاء، الطالب المثالي على مستوى إدارة يوسف الصديق التعليمية، إنه سعيد باختيار والدته، الأم المثالية على مستوى الجمهورية، والذي جاء نتيجة الصبر والشقى على تربيته و تحملها الصحاب وهي في سن صغيرة، مطالبا محافظ الفيوم بمنح والدته شقة قريبة من دراسته حتى يستقر أسريا، حيث يقطع المسافة بين قريته ومدينة الفيوم في 3 ساعات يوميا خلال رحلة الذهاب فقط، و يعاني الأمريين أثناء العودة، نظرا لعدم وجود وسيلة مواصلات مباشرة، ما يضطره إلى عمل ترانزيت 3 مرات، خلال الرحلة من وإلى الجامعة.