التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 01:14 م , بتوقيت القاهرة

الأم المثالية بجنوب سيناء.. "أرملة ومرض و4 أبناء"

عاشت السيدة الحاصلة على لقب الأم المثالية بجنوب سيناء، الحاجة نادية يحيى أبو الحسن، 56 عاما، سنوات صعبة للغاية، بدأت بمداهمة المرض لزوجها، والذي كان يعمل بمجال السياحة، واضطر لترك عمله نظرا لمرضه بفيرس "سي" الكبدي، وقضت معظم أوقاتها ما بين السفر بزوجها للقاهرة لعرضه على الأطباء هناك، وبين الرعاية لأبنائها الأربعة.


وظلت على هذا الحال لعدة سنوات حتى توفى زوجها، دون أن يترك لها مليما واحدا، أو معاشا شهريا يعينها على أعباء الحياة، وتوفير احتياجات أبنائها الأربعة، وكان نجلها محمد أكبر أبنائها وقتها في السنة النهائية بالجامعة، وأصغر أبنائها يبلغ من العمر عام ونصف، وقادت وحدها السفينة، حتى نجحت في الوصول إلى بر الأمان، وتخرج نجلها الأكبر محمد من كلية العلوم قسم الكيمياء التطبيقية، وحصل نجلها الثاني عمرو على بكالريوس التجارة قسم إنجليزي من جامعة حلوان، والتحق بالعمل بفرع بنك دبي الوطني بمارينا، ونجلها الثالث عماد يدرس بالصف السادس بكلية الطب، ونجلها الرابع في الصف الثالث الثانوي.


وقالت الحاجة نادية يحيى، لـ"دوت مصر"، مساء الثلاثاء، إن جميع جيرانها وكل من يعرفها بمدينة شرم الشيخ كانوا على ثقة كاملة في أنني سوف أفوز بالأم المثالية على مستوى محافظة جنوب سيناء، بل بعضهم يرى أنني استحق الأم المثالية على مستوى الجمهورية، فما مررت به طوال حياتي، قصة كفاح كبيرة، أشعر دائما بالفخر كلما تذكرتها رغم ما عانيته خلالها من ظروف صعبة للغاية، بدأت بمرض زوجي، وما عانيته طوال 5 سنوات كاملة وأنا أذهب به للمستشفيات بالقاهرة والعودة لشرم الشيخ، حتى توفى وبدأت في معاناة جديدة، حيث أصبحت مسؤولة عن أمانة غالية جدا تركها لي زوجي، وهي أبنائنا الأربعة.


وتابعت الحاجة نادية: "رغم أن زوجي توفى دون أن يترك لنا معاشا شهريا يعيننا على أعباء الحياة، إلا أنني لم ألتفت لذلك، ولم يؤثر على عزيمتي في استكمال المشوار مع أبنائي، واكتفيت براتبي في عملي كمدرسة بالمعهد الأزهري بشرم الشيخ، فأنا كنت صاحبة الفضل في تأسيس التعليم الأزهري بالمدينة، حيث إني خريجة كلية الدراسات الإسلامية، وعندما انتقلت أنا وزوجي للإقامة بشرم الشيخ عام 1985، جمعت أبناء البدو وبدأت أدرس لهم في منطقة فضاء العلوم الأزهرية، حتى تم إنشاء أول معهد أزهري بالمدينة عام 1989، وتدرجت في الوظيفة، حتى أصبحت الآن موجهه للمواد الشرعية بالمنطقة الأزهرية بجنوب سيناء.


وأضافت: "لقد حصلت من قبل على لقب المدرسة المثالية على مستوى محافظة جنوب سيناء، خلال عام 1998، وتم تكريمي من المحافظ مصطفى عفيفي، الذي كان محافظا لجنوب سيناء في هذا الوقت، وظلت أرعى أبنائي، بكل عزيمة، رغم مرض ابني الأصغر بالسرطان في عينه اليمنى، وهو في العاشرة من عمره، وأجريت له عدة عمليات بالقاهرة، وتحملت الكثير من المشقة لعلاجه، خاصة وأنني أعاني من مرض السكر وارتشاح بالركبة وغضروف بالظهر".


واختتمت الحاجة نادية حديثها: "رغم ما تعرضت له من مشقة كبيرة طوال حياتي، إلا أنني أشعر بأنني أديت الأمانة التي تركها لي زوجي، رحمة الله عليه، حتى وصلت بأبنائي الأربعة إلى تلك المكانة الوظيفية والتعليمية التي يتمتعون بها، وفرحتي كبيرة بعد زواج نجلي الأكبر محمد، والذي رزقه الله بطفله الأول فارس، فأصبحت جدة، وأشعر أنه ما زال أمامي الكثير لأقدمه لأبنائي".