التوقيت الجمعة، 17 مايو 2024
التوقيت 09:46 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| الزهار: مستعدون لطلب وساطة كل الدول لإعادة علاقاتنا بمصر

عديد من الشبهات تحيط بعلاقة حماس بجماعة الإخوان، في ظل اتهامات وجهت إليها بالتدخل في الشأن الداخلي المصري عقب ثورة 30 يونيو، والتورط في عمليات إرهابية في سيناء، أودت بحياة عدد غير قليل من جنود الجيش المصري.


مؤخرا، أصدرت محكمة الأمور المستعجلة المصرية حكما قضائيا باعتبار حركة  حماس  جماعة إرهابية، فيما أعلنت الحكومة المصرية عقب ذلك بأن الحكم القضائي قابل للطعن عليه. وحول تداعيات الحكم القضائي علي الجانب الفلسطيني والوساطة المصرية في الملف الفلسطيني كان حوار القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود الزهار لـ "دوت مصر".


ما رأيك في الحكم القضائي باعتبار حماس جماعة ارهابية؟


- الحكم باعتبار حماس جماعة إرهابية يعتبر نقطة سوداء في تاريخ القضاء المصري.


وكيف تري قرار الحكومة المصرية بالطعن علي  هذا الحكم؟


- نتمني أن  يكون القرار بالطعن مؤشر لفرصة أخري لعودة العلاقات بين بين حماس ومصر، ولكن أخشي أن تكون هناك محاولة لتأكيد القرار مرة أخري بما  سيكون كارثة حقيقية، فليس من مصلحة الشعب الفلسطيني أو من مصلحة حماس أن تعتبرها مصر جماعة إرهابية، كما أنه  ليس من مصلحة الشعب المصري أن تكون العلاقات بهذا السوء، وعلي أساس الحكم النهائي للقضاء المصري سوف  تتحدد العلاقة بين حماس ومصر، أما إذا أكدت المحكمة قرارها السابق، فمعني ذلك أن الأمور ستبقي علي وضعها الحالي.


ترددت أنباء حول وجود اتصالات بين حماس ومصر لتوطيد علاقتهما .. ما صحة هذه الأنباء؟  


- لا توجد أي اتصالات مباشرة بين مصر وحماس، سوي من خلال حركة الجهاد الإسلامي، عن طريق أحد مؤسسيها رمضان شلح، وتضمن اللقاء حديثاً حول ضرورة إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية .


من المسؤول عن هذا الانقسام؟


- كل الفصائل المتابعة للقضية الفلسطينية وغير المعادية لحماس تقر بأن المعطل الرئيسي لبرنامج المصالحة الفلسطينية هو محمود عباس،  فقد أعطيناه حكومة الوفاق الوطني ولم تقم حتي الآن بخطوة واحد  لإعمار غزة، ولم تجلس مع موظفين وإداريين رسميين، ولم تقم بأي تواصل مع إدارات الصحة والتعليم وغيرها، وغير ذلك فإن الآراء تقول بتمكيننا من الأمن والمعابر .


ولكن السلطة الفلسطينية هي السلطة الشرعية في الوقت الحالي؟


- القيادة الفلسطينية فقدت شرعيتها في 2005 بسقوطها في انتخابات البلديات، وسقطت شرعيتها في 2006 لأن حماس حصلت علي 79 مقعد من 132 ثم شكلت الحكومة، والحكومة الفلسطينية سقطت لأنه لم يعد هناك وجود لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحت السلطة الفلسطينية تكتسب شرعيتها فقط لأن إسرائيل وأمريكا تقبل بها، لكن الشعب الفلسطيني صوت ضدها عندما دخلت وحدها الانتخابات منذ عامين، ونجح المستقلون في مقابلها.


ما صحة ما تردد حول مساع من جانب حماس لتتراجع مصر عن موقفها؟


- نعم، خاطبنا المملكة العربية السعودية للتوسط حتي تتراجع مصر عن موقفها ضد حماس، ومستعدون للذهاب لكل دولة يمكن أن تتحدث إلي مصر بشأن تحسين العلاقات وبالمناسبة جلسنا في 25 ديسمبر الماضي مع الجانب المصري واتفقنا علي تحسين العلاقات، وأن يكون هناك استمرار للقاءات، وللأسف لم يحدث ذلك، ربما يعود ذلك  للأجواء في كل المنطقة العربية.


و في حديثنا مع السعودية وغيرها  دول كثيرة، نعبر عن رغبتنا في أن تكون علاقتنا بمصر طيبة، بما ينعكس بشكل إيجابي علي الشارع الفلسطيني الذي لازال يعاني من آثار العدوان الاسرائيلي.


ما رأيك في تصريحات بعض قيادات حماس بأن مصر لم تعد تصلح كوسيط في الملفات الفلسطينية؟  


- إذا أصر القضاء المصري على حكمه اعتبار حركة حماس إرهابية، فإن ذلك بالضرورة يؤثر علي الوساطة المصرية في القضية الفلسطينية، فالوسيط يجب أن يكون محايداً، وحتي مصر في عهد مبارك رغم موقفها المعروف من الحكومة ومن حركة حماس كانت وسيطاً، وكنا نقبل بهذا لأن الوسيط عندما يكون محايدا فإنه يستطيع أن يقنع الطرفين، ومصر صعبت علي نفسها أن تظل وسيطا مقبولا في هذه الفترة ،لأنها اتخذت موقفا غير محايد، وأصبحت منحازة لطرف ضد آخر.


كيف تري الربط بين فتح معبر رفح الدائم وسيطرة السلطة الفلسطينية عليه؟


- جميع المتواجدين عند معبر رفح مدنيين أو من الشرطة التي تتولي ختم الجوازات،  أو أمن يتابع عمليات التهريب إن تمت، وصحة تتابع الوضع الصحي، وليست هناك كوادر تابعة لحماس، وتشهد جميع طوائف الشعب الفلسطيني أن هناك عمليات تهريب لا حصر لها من جانب فتح، وقد ضبط ابن أحد أكبر قيادات فتح يهرب ذخائر عبر معبر رفح، وتم إغلاق المعبر علي إثر ذلك، ومصر تعرف أيضا أن أحد رجال فتح حاول تهريب 4 ملايين دولار من غزة إلي الخارج، وتم تبليغ أبو عمار وقتها، وبالتالي هناك أوجه لا حصر لها من الفساد بمعبر رفح.


بشكل محدد .. هل علاقتكم بإيران أدت لتأزم العلاقات مع مصر؟


- علاقة مصر طبيعية بكل من إيران والنظام السوري، ولا دخل لعلاقتنا مع إيران بتأزم العلاقة مع مصر.


وماذا عن علاقتكم بالإخوان؟


- السبب الوحيد لتأزم وضع حماس في مصر هو  أن حماس جذورها إخوانية، وفكرها اخواني، في حين أن  فكر الاخوان هو فكر إسلامي، وليست الفكرة أن الإخوان صنعوا دين دخلت فيه حماس، ولكن هذا الدين موجود في القرآن والسنة ومصادر الشريعة، وحماس آمنت بهذه الفكرة منذ سنوات، وليس كل من له علاقة فكرية مستندة علي القرآن والسنة له علاقات بجماعة الإخوان.


كيف تري الاتهامات التي وجهت إليكم بتهريب الرئيس الأسبق من سجنه إبان ثورة يناير وتدخلكم في الشأن المصري؟


- مصر تعرف أننا ليس لنا مبرر أخلاقي أو ديني نقف فيه ضدها، ولا نقبل أن يقول لنا الإخوان في مصر افعلوا أو لا تفعلوا، لأننا تنظيم فلسطيني مهمته الدفاع عن فلسطين وتحريرها، وبالتالي فإن محاولة ربطنا بالاخوان هي المشكلة، وموقفنا هو موقف مراقب لموقف الاخوان المسلمين علي مستوي القيادة العامة.


إذن كيف تفسر تلك الاتهامات؟


- كل ما قيل عن أن حماس تعبث بأمن مصر أكاذيب، والدليل علي ذلك أننا قمنا بإطلاع كل الفصائل الفلسطينية علي تقارير كتبتها مجموعة من الذين كانوا يتعاونوا مع لإسرائيل في في العهد السابق، وأرسلنا هذا التقارير إلي المخابرات الفلسطينية في رام الله، التي ترسلها بدورها إلي مصر وجهات أخرى، ويقوموا بترويجها، وأطلعنا كل الفصائل الفلسطينية علي هذه الأكاذيب لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء المجرمين.


ونتتظر من الإعلام المصري، إذا كان غير منحاز، أن يبتعد عن مثل هذه التقارير الكاذبة، فعلي سبيل المثال ادعوا أن رائد العطار تدخل في  الشأن المصري في الفترة الماضية، علما بأنه استشهد في الحرب الأخيرة علي غزة في 2014، وقالوا أن حسن سلامة هو من قام بتفجيرات ضد الجنود المصريين في سيناء وهو معتقل في السجون الاسرائيلية منذ سنوات طويلة، وبالتالي فإن هذه القضايا المفبركة التي اعتاد الاعلام المصري عليها، والأجهزة الأمنية تعرف أنها كذب وكنا نتمني أن تقوم الأجهزة الأمنية بإبلاغ تلك القنوات الإعلامية التي تنشر تقارير غير صحيحة، لتحسين العلاقة وهذا السكوت جعلنا نظن أن الإدارة في مصر راضية عن هذه الحالة، وبالتالي فإن أمامنا كثير من الخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين تلك العلاقات، وأعتقد أنه علي مصر أن تقوم بهذا الدور الآن .
 


أخيرا .. ما رأيك في جهود سكرتير عام الأمم المتحدة روبرت سري؟


- الخطة التي وضعها روبرت سري لإعمار غزة فشلت باعتراف الجميع.