التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:27 م , بتوقيت القاهرة

جهادي سابق يكشف مراحل تجنيد انتحاريي "بيت المقدس"

الأفكار التكفيرية والدينية المتشددة، لها بعض القواعد والأسس، التي تعتمد عليها الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وتعتبرها وكأنها مبادئ خاصة بهم، ومن أبرز هذه القواعد، توافر شروط معينة في العضو المنضم لها، حتى يتحول إلى انتحاري، يُكلف بتنفيذ عملية إرهابية كبرى، باستخدام سيارة مفخخة، أو حزام ناسف، أو تفجير نفسه في الهدف بأي طريقة كانت.


جهادي سابق يقيم بالشيخ زويد بشمال سيناء، يتحفظ "دوت مصر" على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أكد أن اختيار الانتحاري للقيام بمثل هذه المهمات، يتطلب توفر شروط وأسس لمعينة في العضو التكفيري، حتى يصل لمرتبة الانتحاري، يأتي على رأسها: "أن يعتنق الانتحاري الفكر التكفيري لمدة لا تقل عن العام، وأن يكن حافظا للقرآن الكريم كاملا، وأن يشارك في عملية إرهابية واحدة على الأقل، شريطة أن تكون عملية ناجحة".


وأضاف الجهادي السابق لـ"دوت مصر"، أن الأساس الذي يختار به قيادات أي تنظيم إرهابي أحد أعضائها، لتحويله إلى انتحاري، هو اختيار العناصر المتشددة دينيا لأقصى درجة، حيث يمكن التلاعب بعقولهم، ويكونوا على استعداد كامل لترسيخ فكرة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة داخل وجدانهم، ويتم تهيئتهم لمدة لا تقل عن 6 أشهر على الأقل، ليقدموا على تنفيذ العملية الانتحارية، وكأنهم في طريقهم لجنة الخلد، وإيهامهم بأنهم  يضحون بأرواحهم من أجل تطبيق شرع الله وإعادة الخلافة الإسلامية.


وأشار إلى أن اختيار الانتحاري دائما ما يكون بأولويات، فالانتحاري الذي تتوافر فيه جميع الشروط، وفي نفس الوقت يكون مريضا بأي مرض خطير، تقع عليه أولوية الاختيار أولا لتنفيذ العملية الإرهابية قبل الأصحاء منهم.


وتابع الجهادي السابق أنه قبل العملية الانتحارية بـ10 أيام، يتم عزل الانتحاري الذي وقع الاختيار عليه، عن باقي عناصر التنظيم الإرهابي، ويقيم في مكان مخصص به طوال هذه الفترة، ولا يتردد عليه إلا أمير التنظيم، بجانب الأكثر علما في الدين والفتوى بين عناصر التنظيم، من وجهة نظرهم، كما يظل الانتحاري يقرأ القرآن الكريم، بجانب صوم الأيام العشرة.


ونوه بأنه قبل العملية بـ24 ساعة فقط يجلس معه قيادات التنظيم الإرهابي يتقدمهم أميره، للحديث مع الانتحاري، واصفين له العمل المكلف به بالعمل العظيم، الذي يخدم الإسلام والمسلمين، ويساهم في التخلص من دولة الكفر، حسب وصفهم، مع وعود له إذا كان متزوجا ويعول أبناء، بأن أسرته بالكامل ستجد كل الرعاية بعد وفاته في العملية الانتحارية، بجانب إقناعه بجنة الخلد التي تنتظره في الآخرة.


ومن جانبه أكد أحد مشايخ قبيلة "السواركة" بشمال سيناء، عبدالحميد السواركي، لـ"دوت مصر"، أن من الأحداث الإرهابية السابقة التي مرت بها شمال سيناء، وشهدت أعمال انتحارية، تبين لنا أن العناصر الإرهابية تنتقي الأشخاص الذين تخطط للانضمام لهم، وتحويلهم لانتحاريين، ودائما ما يكون هؤلاء الأشخاص لديهم مشاكل نفسية، بسبب ظروفهم  المادية أو الاجتماعية، ويتم التلاعب بهم وبعقولهم باسم الدين، وهذا ما حدث بالفعل لمحمد حمدان السواركة، الذي نفذ العملية الانتحارية بمديرية أمن جنوب سيناء، حيث كان يعمل عربجيا ويعاني من الفقر، ونجح تنظيم "بيت المقدس" في ضمه إليهم، واستغلال ظروفه النفسية، ليكون في يوم من الأيام انتحاريا ينفذ لهم عملية انتحارية.


وأضاف شيخ القبيلة، أن بمتابعتنا لتلك الأحداث، أيقنا أنه ليس بالضرورة أن تكون الظروف النفسية التي يعانى منها من يتم التلاعب بعقله ليصبح انتحاريا، ناجمة عن فقره أو ظروف المالية الصعبة، ولكن منهم من يمرون بظروف نفسية سيئة، نتيجة لأمور اجتماعية صعبة وضعتهم في هذا الطريق، وأبرز مثال على ذلك، الانتحاري الذي يدعى وليد، ونفذ عملية استهداف وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، فقد كان رائدا في القوات المسلحة، وتم فصله من الخدمة، فوقع فريسة في يد تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي.


وأرجع مصدر أمني رفيع المستوى بسيناء، لـ"دوت مصر"، السبب الرئيسي في سقوط بعض الشباب ضحايا في يد التنظيمات الإرهابية وتحويلهم لانتحاريين إلى الظروف الاجتماعية والنفسية التي يمر بها هؤلاء الشباب، واتفق مع سابقه في أن الجماعات الإرهابية تبحث عن مثل هؤلاء الشباب واستغلال ظروفهم، وإقناعهم بعلاجهم باسم الدين والقرآن والسنة، وتفسير القرآن والسنة لهم حسب رغبة تلك الجماعات ومعتقداتهم التكفيرية، ويكثفون من جرعاتهم حتى يتحول الشاب الذي وقع في أيديهم إلى عابد لهم ولأفكارهم.


وأكد المصدر أن مهمة الجماعات الإرهابية، هي تكرار مسألة كفر المجتمع والحكومة والحاكم، وأنهم جميعا السبب في وصوله للظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها، لأنها حسب معتقداتهم مجتمعات كفرية لا تطبق الشريعة، مشيرا إلى أنه سبق وسقط العديد من العناصر الإرهابية في أيدى أجهزة الأمن، ويتبين من التحقيقات معهم، أن الانتحاريين دائما ما يكونوا من الشباب الذي لا يتعدى عمرهم الـ35 عاما، حيث يتم اختيارهم لشن عملية انتحارية، قبل أن يفيق من الغيبوبة التي وقع فيها بفعل تلك الجماعات الإرهابية، والتي تستخدم الدين أسوأ استخدام لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.