التوقيت الأربعاء، 01 مايو 2024
التوقيت 03:15 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| هل يتمكن "صالح" من رئاسة اليمن مجددا؟

لم يتوقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عند نقطة التحالف مع الحوثيين في سبيل سيطرتهم على العاصمة صنعاء، بل بدأ يلعب على وتر قضية الرئاسة لخلط الأوراق، بحسب ما أكد محللون لـ"دوت مصر".


في هذا السياق، تدور تساؤلات حول تمكن علي عبد الله صالح من العودة إلى المشهد السياسي اليمني، سواء من خلال تحالفه غير المعلن مع الحوثيين، وامتلاكه بعض الأوراق الهامة المرتبطة بالجيش، والتي لم تسلم مقارها بشكل كامل في العام 2011 بعد تنحيه، ما يبدو جليا أن علي عبد الله صالح ما زال يمسك بكثير من خيوط الأزمة السياسية في اليمن.


هذه المسألة وإن بدت غير ذات أهمية بالنسبة لكثير من اليمنيين، إلا أنها قد تكون جزءا من تسوية سياسية تقترحها قوى يمنية لعودة صالح إلى واجهة الحكم والخروج باتفاق سياسي يقنن النفوذ الحوثي، لكن هل هذا وارد في المرحلة الراهنة؟



توافقات سياسية 
المحلل السياسي عبد الله اسماعيل قال لـ"دوت مصر": المظاهرات التي حدثت في العاصمة صنعاء، أمس الجمعة، لدعم ترشيح نجل الرئيس اليمني السابق، أحمد علي صالح للرئاسة، هي ثاني تجمهر، حيث رفعت صورا لأحمد علي صالح، إلا أن حزب المؤتمر الشعبي تنصل من هذه التحركات.


ولفت عبد الله: قضية الترشح للرئاسة جاءت استباقا لأي اتفاق، يجب أن يكون الترشح مرتبط بتوافقات سياسية، حيث يتم تحديد توقيت الانتخابات ومن ثم تأتي مواضيع الترشيح.


توقيت خاطئ
واعتبر أن هذه المظاهرات هي محاولة لخلط الأوراق ولتجميع ما كان يتحدث به صالح بأنه ما زال لديه أنصار، إضافة للانقسامات الكبيرة داخل المؤتمر الشعبي العام بسبب علاقته الواضحة مع الحوثيين، مشيرا إلى أن المجتمعين اختاروا الوقت الخاطئ، ورفعوا صور مرشح لهم في ظل أزمة سياسية تعصف بالبلاد.


ولم يستبعد الصحفي اليمني إمكانية قيام علي عبد الله صالح بالتعاون مع الحوثيين من أجل الدخول إلى عدن، بعد ورود أنباء عن وجود مجاميع عسكرية كانت متجهة لعدن، وتم إعادتها، مشيرا إلى أن المعلومات ليست مصادر رسمية بل هي تقارير اخبارية.



الإيقاع بالحوثيين 


وقال عبدالله "نحن الآن أمام جماعة تحمل السلاح، وترفض العودة إلى المربع السياسي وتستقوي بالسلاح، وقضية السيطرة على الجنوب ومأرب ومحافظات لم يدخلها الحوثيين، هو متوقع، نحن لا نستبعد مغامرة حوثية من أجل الدخول إلى بافي المحافظات، الحوثيين يتأكون على القوة وفرض الأمر الواقع، وهناك رفض شعبي واستعداد حكومي لهذه المسألة، وعبد ربه منصور هادي، يعيد تشكيل الشرعية المتبقية والرئاسة والحكومة، وهناك خطوات جرت بالأمس وقبله، وأتوقع إجراءات قادمة تسحب البساط عن من تحت الحوثيين الذين يحتلون العاصمة اليمنية".


"علي المخلوع"
يقول رئيس الحراك الجنوبي في محافظة الضالع، العميد عبد الله مهدي سعيد لـ"دوت مصر"، إن تحرك علي عبد الله صالح في هذا التوقيت جاء ليعطي رسالة للداخل والخارج، بأنه ما زال موجود، وأنا أعتقد أن القضية هي مجرد لعبة ما بين (المخلوع) والحوثيين، المسألة بدأت تنكشف على الأرض، وأنا أقول أنه لا يمكن لـ 5+1 في المعادلة اليمنية أن تنتصر على اليمن".



ويقصد مهدي سعيد بالـ"5+1" بأنها عدد الأقاليم اليمنية التي خرج بها الحوار اليمني، معتبرا بأن الأقاليم الخمسة هي شافعية والإقليم الواحد هو الإقليم الزيدي في منطقة "حوث" التابعة للحوثيين، ولا يمكن أن يتحكم الحوثيين بالأقاليم اليمنية الشافعية منفردا.


تحالف قصير
ويتحدث مهدي سعيد بأن هناك دعم لخطوة صالح من خلال بعض الصحفيين وووسائل الإعلام التي لها مآرب سياسية، وقال،"لكن مع ذلك (علي المخلوع) ضعيف شعبيا وسياسيا وهو على القائمة السوداء ليس فقط داخليا وإنما دوليا".


ويتابع سعيد "بالنسبة للمخلوع علي صالح وأسرته خرجوا من المشهد السياسي هؤلاء كانوا ضمن حصانة المبادرة الخليجية السياسية ،لكن اليوم هذه الحصانة غير موجودة والشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بعودة صالح".


وأشار سعيد إلى دور الحوثيين في عودة صالح إلى الواجهة بالقول "الحوثيين مجموعة تابعة لمديرية (حوث) هؤلاء حصلوا عوامل ساعدتهم على أن يكونوا في الواجهة، وهذه العوامل مرتبطة بالصراعات الداخلية، إضافة إلى مساعدة (المخلوع) بالتفاف الناس من حولهم، إذا الحوثيين الآن داخل صنعاء، هم والمخلوع عملوا تحالف استراتيجي وهذا التحالف آني لن يستمر لأنه يوجد هناك ثأر بين الحوثي وصالح".



جزء من صراع


من جانبه يقول رئيس مركز رصد الديمقراطي اليمني، عبد الوهاب الشرفي، لـ"دوت مصر": إن هذا الطرح يأتي كجزء من الصراعات بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، واثارة مثل هذه القضية في هذا التوقيت، هو من أجل إثارة الشرعية الرئاسية في اليمن، حيث يحاول صالح عن طريق تحريك غير مباشر لمتظاهرين من أعوانه لترشيح أحمد بن علي عبد الله صالح للرئاسة.


ويوضح الشرفي أن المسألة مرتبطة بخلاف علي عبد الله صالح مع الإخوان المسلمين المتمثلين بحزب الإصلاح، والذين كانوا في واجهة المبادرة الخليجية، إضافة لذلك الحوثيين وعبد الله صلاح يرفضان عودة هادي للرئاسة، بالتالي جاء طرح أحمد صالح كاسم للرئاسة".