التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 02:39 ص , بتوقيت القاهرة

ندوة بجامعة عين شمس تناقش ارتباك سياسات أردوغان

ناقشت ندوة عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "ماذا يحدث في تركيا"، "ارتباك سياسات أردوغان"، والتي افتتحها مدير المركز، الدكتور جمال شقرة.


وقال شقرة، خلال الندوة، إن التطورات الداخلية التي تشهدها تركيا ممثلة في الاحتجاجات وقضايا الفساد أدت إلى وجود حالة من عدم الاستقرار السياسي، كما أن تركيا لديها مشكلات مع دول الجوار، موضحا أنها تفكر في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل وإيران، في ظل ما تتعرض له من ضغوط داخلية وإقليمية، متمثلة في حالة عدم الاستقرار السياسي داخل المجتمع التركي، وما يصاحبها من استحقاقات انتخابات برلمانية قادمة، وانهيار نظام جماعة الإخوان في مصر الذي كان حليفا لها.


وأشار إلى أن كل من دولتي تركيا وقطر قد خططتا لحضور اجتماع لجنة الاتصال المعنية بحل الأزمة الليبية لهدف واحد هو القبض على الورقة الليبية والاستيلاء عليها والتحكم في مستقبلها ضمن المخطط الأمريكي لتنفيذ "الشرق الأوسط الجديد".


وأضاف مدير المركز أن المحور المصري الخليجي محق تماما في التوجه الذي دفع كل من مصر والسعودية والإمارات إلى مقاطعة الاجتماع، ولحقتهم ليبيا لثقتها في أجهزة الاستخبارات المصرية والسعودية، والمعلومات التي قد تكون توصلت إليها حول علاقة تركيا وقطر بليبيا، ويتضح ذلك عندما ندرك أن ليبيا بلد يغرق، إلا أن الخطر القادم على يد تركيا وقطر أعظم.


ونبه جمال شقرة إلى أن الدول الكبرى لن تخضع بنفسها، وتطالب بعض الدول التي كانت تسير وفقا لأجنداتها بأن تتصالح مع مصر، فدفعت بقطر للقيام بهذا الدور، وتركيا في انتظار الرد الأمريكي لاتخاذ موقفها من المصالحة، لا سيما أن قطر دورها يقتصر على ذلك، ولن تكون مؤثرة بمفردها دون الولايات المتحدة، فالبيت الأبيض يستخدمها كورقة كوتشينة.


وأكد أن الموقف التركي من الثورة السورية ومن نظام الأسد أثر على علاقاتها بكل من النظام السوري، والذي كان يعد حليفا في السابق، بجانب تأثر علاقاتها بكل من روسيا والعراق، وحتى علاقاتها مع الغرب، وذلك لأنه كان في وجهة نظر الغرب الداعم لوصول الإسلاميين لسدة الحكم من خلال ترويجه للإسلام المعتدل.


ونوه بأن سياسة أردوغان حيال مصر لا تحظى بإجماع أو حتى توافق داخل تركيا، حيث ترى بعض الدوائر المقربة من الحكومة، أن الموقف التركي من الحكومة في مصر زاد من تعقيد السياسة الخارجية لأنقرة، خاصة أنها متوترة أساسا مع القوى الكبرى مثل واشنطن والاتحاد الأوروبي، وقد تضر هذه المواقف التركية من النظام الحالي في مصر بالعلاقة مع الدول الخليجية، ومن ثم استثماراتها في تركيا، الأمر الذي إن تطور سوف يؤدي إلى عزلة تركيا عن باقي الدول المحيطة بها.


من جانبه، أكد الباحث التركي ومدير مركز النيل للثقافة والفنون، سنان بورولماز، أن الولايات المتحدة لعبت دورا من المفاوضات التي جرت بين تركيا وإسرائيل، والتي أسفرت عن تقديم الحكومة الإسرائيلية اعتذارا رسميا لتركيا، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات وبدء تسوية الخلافات، حيث كشف الاتفاق المبدئي عن قيام إسرائيل بدفع تعويضات إلى عائلات الأتراك الذين قتلوا خلال الهجوم على سفينة مرمرة.


وأشار إلى أنه هناك مصلحة أمريكية في إنهاء هذه الأزمة، على اعتبار أن الدور التركي في المنطقة، خاصة في هذه المرحلة غير المستقرة، هو دورا أساسيا في التقديرات الأمريكية، وأن استئناف التعاون خاصة الأمني والعسكري بين إسرائيل وتركيا، هو أحد مرتكزات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة.


وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية التركية، أشار سنان إلى أن التقارب التركي مع إيران يرجع بالأساس إلى الرغبة التركية في الانفتاح على السوق الإيرانية، والتعاون في ملف الأكراد الذي يتزايد خطرهم بمرور الوقت نتيجة للصراع الدائر في سوريا وسيطرتهم على أجزاء منها، فضلا عن إيجاد نوع من توازن المصالح والقوى بين البلدين، مؤكدا أن تركيا تتجه الآن إلى التواصل مع دول المحيط العربي "إيران- سوريا- إثيوبيا"، بعد توتر العلاقات مع معظم الدول العربية، وأن التواجد التركي في كردستان العراق يقوم على القوة الناعمة والاقتصاد خوفا من انفصال شمال العراق الذي سيكون له تأثير على أكراد تركيا.


وتحدث عن حركة الخدمة الإيمانية التابعة للداعية فتح الله كولن، حيث عرفها بأنها حركة اجتماعية مدنية تعتمد على التطوع، وتستقي إلهاماتها من الإيمان، وتهدف إلى إرساء ثقافة التعايش مع الآخر في إطار القيم الإنسانية العالمية فهي ليست بطريقة أو مذهب، ولا تصف نفسها بالدينية أو الإسلامية.


وتطرق بورولماز إلى تطورات المشهد السياسي التركي، حيث أوضح أن الفوز المتكرر لأردوغان في الانتخابات جعل منه ديكتاتورا، وأوضح أنه استغل فكرة الانضمام للاتحاد الأوروبي كغطاء لتمكين نفسه، وبعد أن حقق هذا الغرض بدأ في طرحة فكرة الانضمام لمنظمة شنغهاي، والتي تضم دولا غير ديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان، كالصين وروسيا، مؤكدا أن حركة الخدمة لا ترغب في انضمام تركيا لمنظمة شنغهاي وترغب في انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، لأنها ترى في الاتحاد الأوروبي أكثر تعبيرا عن قيم الإسلام السمحة كالعدل والحرية واحترام الأديان الأخرى.


وشدد على أن أردوغان استغل القضية الفلسطينية للاستهلاك المحلي لزيادة شعبيته دون أن يقدم شيئا لها، ورغم التوتر الذي شهدته العلاقات بين تركيا وإسرائيل، إلا أن العلاقات استمرت بينهما على المستويات الأخرى، خاصة الاقتصادية، وفي الوقت الذي ضغطت فيه الولايات المتحدة على إسرائيل لتقديم الاعتذار لتركيا، تعهدت الأخيرة بعدم ملاحقة المتهمين في الاعتداء على السفينة، وذلك دون علم الرأي العام التركي.


وأشار سنان إلى أن أردوغان يسيطر على قطاع كبير من الاقتصاد ووسائل الإعلام التي تدعمه، فهناك 10 قنوات وصحف يسيطر عليهم، وبعد فضيحة الفساد أصبح القضاء والمدعون العموميون في يده، موضحا أن الصراع مع حركة فتح الله كولن استخدم كغطاء لتبرير فضائح الفساد.