التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 01:25 ص , بتوقيت القاهرة

أبناء بن لادن..بين متمردين وإرهابيين مجهولي المصير

"عيشوا بسلام، ولا تتبنوا أساليب العنف، ولا تحتذوا بى في طريق الجهاد ولا تفعلوا ما فعلته" هذه هي وصية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لأبناءه وأحفاده كما نقلها زكريا السادة شقيق زوجته.


لكن لماذا؟ سؤال ربما يتضح إجابته من كلمات زوجتة السادسة والأخيرة أمل السادة خلال التحقيق معها عندما قالت: "بن لادن كان يشعر بالندم بسبب تداعيات هجمات 11 سبتمبر على عائلته".


ثمانية من ابناءه فقط كانوا معه وقت مقتله من ضمن نحو عشرون من ابناءه، بينما هرب الباقون بعد هجمات الحادي عشر من سبتمر إما للسعودية أو إلى إيران.


حظي بن لادن بـ 11 من الأبناء  الذكور فلماذا لم يخلفه أحدهم لزعامة القاعدة؟، اثنان منهم وهما علي وعامر –ابناء الزوجة الثانية خديجة- قد افترقا عن أبيهم منذ طلاق والدهما من والدتهما، ويعيشا في السعوية منذ ذلك الحين.


وفضل عبد الله الابن البكر لأسامة يعيش حياة هادئة بالمملكة العربية السعودية، وهو نفس قرار الابن الثاني عبد الرحمن الذي عاش في اللاذقية مبتعدا كحال أخيه الأكبر.



"عمر" يتمرد على الخلافة


عمر كان الخليفة المتوقع، فهو المقرب من "أسامة"، وصحب والده في السودان في الفترة (1991-1996)، ثم إلى أفغانستان بعد ذلك، وتدرب في معسكرات القاعدة لكنه قرر عام 2000 أن يتمرد عندما أعلن أنه لا يريد أن يشترك فى قتل المدنيين، ولم يعترض أسامة بن لادن على الطريق الذي اختاره "عمر".


نجح "عمر" في استعادة جنسيته السعودية، وأعلن عن رفضه لأفعال والده، واعرب عن حزنه واسفه للأرواح البريئة التي زهقت لكنه يقول في مذكراته  "لكني لا يمكني ان آمر قلبي بالكف عن حبه".


يؤكد انه لا يشبه والده "فهو يصلي للحرب أما أنا فاصلي للسلام" هكذا يقول عمر.



 


أقرب الأبناء لأبيهم..


"من شابه أباه فما ظلم" هكذا يقول المثل، ويتحقق المثل فقد كان كلا من "سعد ومحمد وخالد وحمزة" أقرب لابيهم، فمحمد الابن السادس لزوجته الأولى نجوي الذي ولد عام 1985 وهو متزوج ابنة ابو حفص المصري، كان خيار أسامة الثاني بعد سفر عمر.


وكان محمد مرشحا بقوة لقيادة التنظيم في حال وفاه والده خصوصا انه قوبل بدعم من القيادة هناك، كما كان يشرف شخصيا على تأمين الحياة الشخصية لوالده، لكن كحال باقي أخوته تضاربت الأنباء ما بين هروبه واعتقاله وبين مقتله.


"سعد" ابنه الثالث الذي يرجح أنه أصيب خلال عملية مقتل والده كان تواقا للقيادة، بينما رجح آخرون تولى "خالد" القيادة لكن تشير معظم التقارير إلى مقتله مع أبيه.



وأيضا تضاربت الأنباء حول مصير "حمزة" الابن الوحيد لخيرية الزوجة الثالثة لأسامة، الذى ظهر في بعض أشرطة الفيديو التي عثر عليها الأمريكيين في أفغانستان إلى جانب والده.



يؤكد البعض أن "حمزة" خليفة أبيه وأنه سيعود يومًا ليكمل طريق والده، حتى ان تنظيم القاعدة من خلال مؤسسة "السحاب" للإنتاج الاعلامي -الذراع الإعلامي للتنظيم-، قد أعلنت فور مقتل "بن لادن" أن "حمزة" هو الزعيم الجديد.