التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 09:09 م , بتوقيت القاهرة

خبير بمكافحة الإرهاب: مصر كانت «مقاول أنفار» للقاعدة

"السلاح" "التمويل" "التقنيات" ثالوث أساسي في بناء تنظيم القاعدة، يوضح أبعاده وتفاصيله العميد حسين حمودة، خبير في شوؤن مكافحة الإرهاب، والمطلوب على رأس قائمة اغتيالات التنظيم.


القاعدة حركة سنية إسلامية أصولية متطرفة متعددة الجنسيات، وهي في اللغة تعني أساس الشي، وهي ترمز للنواة لإقامة الخلافة الإسلامية الكبرى.


والقاعدة كمدرسة فكرية تنتمي لإيدلوجيا السلفية الجهادية المجددة التي تستند لمرجعيات تاريخية؛ منها مرجعية الإمام أحمد بن حنبل، ومجدد المذهب ابن تيمية، وهو الأب الروحي لحركات السلفية الجهادية بينما سيد قطب هو الأب الحقيقي لهذه المدرسة، وامتداده في العصر الحديث أبومحمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني.


 


الجيل الرابع من الحروب


"نحن اليوم فى الجيل الرابع من الحروب الذى يقضى بتفكيك الدول من الداخل دون حاجة لمعارك عسكرية أو اقتحام أراضى الخصم" يقول خبير شؤون مكافحة الإرهاب، موضحا أن الجيل الأول هو جيل الجماعات المسلحة، وهذا الجيل ظهر فى مصر والجزائر بقوة فى السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.



ويضيف حمودة، أن الجيل الثانى بدأ مع الحرب على الإرهاب، وهنا حدث تحول من محاربة العدو القريب لمحاربة العدو البعيد، والتحول من الإرهاب المحلي إلى الدولي، ومن هنا ظهر اسم جديد للتنظيم عام 1998 يعبر عن التحول الجزئي للتنظيم وهو الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصاري.


أما الجيل الثالث من العنف المسلح –وفقا لحمودة- فهو جيل العنف الفردى والعشوائي عن طريق جهاد العملية الواحدة، وهذا الجيل أبرز مثال عليه هو تفجير طالب الهندسة حسن بشندي نفسه بمنطقة الحسين عام 2005.


ويحذر حمودة من العنف الفردي العشوائي معتبرا انه الخطر الداهم؛ فكل أسرة مصرية بعد أحداث 30 يونيو وما تلاها فيها مشروع إرهابي.



التمويل والسلاح


توسعت القاعدة بعد بن لادن رغم أن لها فرع واحد في شبة الجزيرة العربية، وأصبحت لها فروع نموذج –لاترتبط بها تمويليا ولكنها تتبع نفس الفكر- من اليمن إلى سوريا ومن غزة وسيناء إلى الجزائر ومن أفغنستان إلى مالي.


تعاظم نفوذ القاعدة بفعل الربيع العربي كما حدث تعاظم بفعل حرب العراق 2003، وأصبحت القاعدة وفروعها "النموذج" لديها تنوع في السلاح والتمويل، لكن حمودة ينفي ما قاله الصحفي الباكستاني حامد مير أن القاعدة لديها أسلحة كيماوية ونووية قائلا "لو كانت تمتلكها لاستخدمتها".



ويوضح العميد حمودة، أن القاعدة مرت بعدة مراحل مختلفة للحصول على التمويل والسلاح؛ ففي البداية خلال حربها مع السوفيت كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمد القاعدة بالسلاح، بل وكانت تبني لهم المعسكرات في بيشاور، وترسل لهم مدربين ومخططين قبل أن تسحب كل ذلك منهم، كما كانت السعودية تمولهم، بينما مصر في عهد حسني مبارك كانت "مقاول أنفار" ترسل اليهم المحاربين، معتبره أنها بهذه الطريقة  تتخلص من نفايات بشرية، لكنهم لم يعلموا بعودتهم وانقلب السحر على الساحر وأصبح حليف الأمس هو عدو اليوم.


بعد حرب السوفيت، أصبحت أمريكا تدعم القاعدة في مناطق وتحاربها في مناطق أخري، ففي فترة كانت تدعم الحكومة العراقية لضرب القاعدة ثم تركت تسليح العراق، لتعود في الشهور الأخيرة وترسل للعراق أسلحة كبيرة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشم "داعش" هناك.


كما قررت الولايات المتحدة محاربة الفرع الوحيد للقاعدة الأم الكائن في جنوب اليمن، لترسل للحكومة اليمنية طائرات بدون طيار للقيام بهذه المهمة، وبهذه الطائرات استطاعت اليمن قتل الزعيم الروحي للقاعدة أنور العولقي.


ويؤكد خبير مكافحة الإرهاب أن سياسة الولايات المتحدة تقضي بتسليح من يتماشي مع أهدفها، لذا فهي تدعم القاعدة في سوريا وتحاربها في أفغانستان وشبه الجزيرة العربية.


أما عن السلاح فيقول حمودة: "طالما السلاح موجود في منطقة صراع فالطرفين يستطيعوا الحصول عليه، ويعطي مثال على ذلك باليمن، فإيران تدعم الحوثين ـ الشيعة - هناك، ورغم الخلاف بينهم وبين القاعدة إلا أنهم يتفقان على أن عدوهم واحد وهما الحكومة اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية.


ويوضح أن السلاح تجارة عالمية، وروسيا أكبر مصدر للسلاح في العام بعد أمريكا، بالإضافة إلى فرنسا والصين والهند، كما أن أجهزة استخبارات بعض الدول تدعم الفصائل المتناحرة بالسلاح لأهداف سياسية.


وفي مصر، يصل السلاح للقاعدة المتمثلة في أنصار بيت المقدس، من إسرائيل ومن الجنوب لكن أكبر مصدر للسلاح هو من ليبيا بعد مقتل القذافي، ويشمل تسليح القاعدة في مصر، صواريخ الستريلا ار بي جي تليسكوب، صواريخ ستنجر وسام 7، وهو تسليح ثقيل ظهر من خلال أول عملية نوعية استهدفت  طائرة عسكرية في سيناء.


بينما القاعدة في الصومال، تحصل على مساعدات مالية من بريطانيا بقيمة 90 مليون استرليني سنويا، وتصل للصومال عن طريق وكالات الإغاثة، حيث تمنح هذه الوكالات أموالها للحركة خوفا من القتل، كما سرقت القاعدة هناك 500 مليون استرليني من أموال التبرعات، لذا فالقاعدة في الصومال تمول من الغرب بشكل غير مباشر.


 


تقنية الإرهاب الناعم


من وجهة نظر حسين حمودة، لم يعد الإرهاب تقليديا في العصر الحالي، بل استغل الإرهاب الإعلام كأداة ليظهر مفهوم الإرهاب المتلفز، وشركة السحاب الذي دشنها بن لادن من أجل إطلالته الشهيرة نموذجا على هذا، تبعتها عدة مواقع الكترونية، وهذا يكمن في أطار الحرب النفسية التي كانت اداة رئيسية في الجيل الثالث من الحروب على الإرهاب.


ويشير حمودة إلى أن القاعدة اتجهت لتقنيات الإرهاب الناعم، وقد ظهر ذلك في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والهجمات القادمة ستكون ضد البنية التحتية المعلوماتية للعدو عن طريق استخدام أساليبب اختراق الحواسيب لتعطيل شبكات الكهرباء والمياه والطيران والبنوك والمنظومات الدفاعية، على حد قوله.


وفي مصر يحاول الإخوان المسلمين تطبيق هذا الإرهاب لكن "ستر الله" أن الحواسيب لا نعتمد عليها في البنية التحتية للشبكات والمصالح فمازلنا نستخدم "دفتر الباشكاتب" لذا يفجر الإخوان "محولات الكهرباء" و"قنابل المسامير".