التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 05:31 ص , بتوقيت القاهرة

بن لادن وعبد الله أوجلان.. بداية واحدة ونهايات مختلفة

 


"عبد الله أوجلان" التركي.. و"أسامة بن لادن" السعودي.. كلاهما "إرهابي" وفقا للمنظمات العالمية، وكلاهما "مناضل" وفقا لأتباعهما .. لكن هل من تشابه بينهما؟ وهل كان من الممكن أن يصبح أسامة بن لادن هو "أوجلان" العرب؟


"مقارنة ظالمة جدا" هكذا يقول الدكتور محمد عبد القادر خليل، خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كلاهما استهدف أبرياء لكن الاختلاف في عدالة القضية، فوفقا لـخليل، قضية أوجلان لم تختلف ولم تتغير، بينما بن لادن استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في حربها مع الاتحاد السوفيتي بدعوى محاربة الكفر والإلحاد.


ويشير خليل إلى فارق جوهرى آخر، فأوجلان استهدف تركيا فقط؛ كان يحارب من أجل تأسيس دولة كردية لذا وصف بأنه زعيم ملهم، بينما بن لادن رجل ارهابي انشاء جماعة لها فروع استهدفت ابرياء ليس في الغرب فقط بل إسلاميين وعرب وحول من أسماهم –مجاهدين- إلى استهداف أوطانهم وهو ما حدث في موجة عنف التسعينات، مشيرا أن بن لادن  هو من اعطى ذريعة لأمريكا لاستهداف دول عربية وإسلامية كأفغنستان والعراق.



بعكس بن لادن ولد أوجلان لعائلة فقيرة في الرابع من إبريل من العام 1948، بجنوب شرق تركيا في منطقة قريبة حدوديا من سوريا.


مسار مختلف اتخذه "أوجلان" أو كما يطلق عليه "أيبو" أو العم بالكردية، ليصبح بطلا ناضل من أجل حرية شعبه –وفقا للأكراد-، فهو قائد حركة تحررية مسلحة، أسس في عام 1978 حزب العمال الكردستاني، ليغادر تركيا عام 1980.


بدأ حزبه تنفيذ العمليات المسلحة عام 1984 سعيا لإنشاء وطن قومي للأكراد، لكنه عدل هدفه لاحقا إلى إقامة حكم ذاتي، وخلال هذه الفترة تسبب أوجلان في مقتل أكثر من 40 ألف شخص بينهم أطفال ونساء.


نجحت المخابرات التركية في اعتقاله يوم 15 فبراير عام 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، وحوكم بتهم الخيانة العظمى ومحاولة تقسيم الدولة التركية ليصدر بحقه حكم بالإعدام، ليتحول إلى السجن مدى الحياة، ليقبع منذ ذلك الحين في الحبس الانفرادى بسجن إيمرالى بجزيرة تقع على بحر مرمرة.


"بن لادن" ليس أوجلان العرب، وفقا لنبيل نعيم ـ صديق بن لادن ـ بن لادن لم يندم يوما ولم يرد تغيير مسار حياته، وهذا عكس ما حدث لأوجلان، وهو الاختلاف الذي يرصده خبير الشؤون التركية قائلا: "أنه لم يصر على موقفه كبن لادن بل دخل في مفاوضات مع الحكومة التركية ودعا أنصاره إلى هدنة".



ففي سبتمبر عام 2006، دعا أوجلان الشعب الكردي للهدنة والكفاح السلمي من أجل تحقيق حلم العدالة الكردية قائلا "لم نكن نخشي القتال، فلن نخشي السلام"، هو لم يدعو لوقف القتال فقط بل اعتذر أوجلان خلال محاكمته لأسر الضحايا الأتراك.