التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 09:08 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| سفير صدام في موسكو: المقاومة ليست "داعش"

لم يسعفه الوقت لأخذ متعلقاته كلها، خاصة صورة مع الرئيس الراحل صدام حسين من منزله، بعد أن اقتحمته قوات الأمن، وأخذت كل ما فيه، وقت الاحتلال الأمريكي 2003، إلا أنه ما زال يفخر بكونه جزءا من النظام العراقي السابق ويكرر "يوم من أيامك يا صدام".
السفير العراقي السابق، مزهر نعمان الدوري، أو كما يعرف بسفير صدام حسين في موسكو، التقاه "دوت مصر" بمنزله في مدينة نصر (شرق القاهرة)، ليتعرف على رأيه تجاه ما يحدث في العراق، خاصة بعد صعود دور "داعش" في العديد من المدن، وعن الفرق بين الأخيرة والمقاومة العراقية في الداخل، وما مشاكل رجال صدام حسين في مصر، خاصة أنهم يعيشون فيها منذ الاحتلال الأمريكي..

الكثير يخلط بين "داعش" والمقاومة العراقية في الداخل.. نود أن نوضح الفرق؟
هناك الكثير من التشكيلات التي قاومت الاحتلال الأمريكي، بعد المعركة التي سميت "ضربة الصدع" تم تدمير المنازل وقتل المدنيين، بقرار من الرئيس الأمريكي جورج بوش، والذي أعطى أوامره لجنوده بقتل "كل شيء"، وهو ما ترتب عليه ظهور قوة مقاومة من ضباط وعشائر ومدنيين، مهمتها أن تقاتل المحتل الأمريكي، كذلك ظهرت فصائل مسلحة تقاتل مع الاحتلال.

وما هدف تلك الفصائل المقاتلة الداعمه لأمريكا؟
هدفها تصفية قيادات الجيش العراقي ومدنين في الجنوب وفي بغداد، وهي تشكيلات مسلحة متعددة، حولها الاحتلال إلى ما أسماه "الجيش العراقي"، إلا أن هذا الجيش لا يمثل كل أطياف الشعب العراقي؛ لأن التجنيد ألغي وأصبح الجيش يمثل طائفة بعينها، والآن هناك ما يسمى "صراحة" بالحشد الشعبي الذي شكل بفتوى من المرجع الشيعي السيستاني، ويضم طائفة بعينها ترتكب جرائم بحق العراقيين.

إذا أنت ترى أن "الحشد الشعبي" يقوم بممارسات داعشية؟
العديد من مقاطع الفيديو تظهر ذلك، آخرها قتلهم لطفل "سني" عمره11 عاما، بدعوى أنه منضم لـ"داعش".
كيف لطفل بهذا العمر أن يكون عنصرا في تنظيم إرهابي؟

دعني أعود إلى المقاومة العراقية.. مم تتألف؟
من "الطريقة النقشبندية" وهو تنظيم غير حزبي يضم ضباط ومتطوعين جميعهم عراقيين، والتنظيم الثاني "جيش القادسية" وهو ضباط عراقيين سرحوا من الجيش بعد الاحتلال، وكذلك هناك "جيش المجاهدين"، و"جيش الراشدين" وغيرها فصائل، كما أن العشائر العراقية شكلت مجموعات تقاوم الاحتلال، حيث إن معظم أسر تلك العشائر اعتقل وقتل أبناؤه، فتشكلوا للدفاع عن أنفسهم. ولا يجب أغفال أنه قبل الاحتلال الأمريكي 2003، لم تظهر تنظيمات القاعدة المتطرفة في العراق.

ترددت أنباء عن تعاون النقشبندية مع الجيش العراقي لمحاربة داعش في تكريت.. ما حقيقتها؟
لا لم يتم ذلك، مستحيل أن تتعاون المقاومة مع "الجيش"، وليس معنى هذا أننا نؤيد "داعش" أو ندعمها؛ فالمقاومة قاتل "داعش" وتحمي ديارها وأبناءها.

إذا لا علاقة بين داعش والمقاومة؟
"القاعدة" لم تكن موجوده قبل الاحتلال، رغم أنها حاولت أن تبني علاقة مع نظام صدام، ورفضها لأنها صناعة أمريكا، وأنا شاهد على أن ممثل من موريتنانيا طرح رسالة للتعاون مع القاعدة، ونحن "نظام صدام" رفضنا ذلك، فالقاعدة لا تنسجم عقليا ولا فكريا مع العراقيين.
أما "داعش" فحديثة الظهور، حيث نشأت أواخر 2013 في سوريا، واستغلت الانتفاضة السلمية في العراق، التي استخدم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي القوة لفضها. داعش تريد أن تقيم خلافة، أما المقاومة تريد أن تنصف أبناء العراق.

في رأيك لماذا عادت أمريكا مجددا وتدخلت في العراق؟
أعجبني لقاء في التلفاز لضيف تحدث عن موقف مصر من الرد على الإرهاب في ليبيا، وكان السؤال هل أمريكا توافق على ضرب القوات المصرية لـ"داعش،" وكانت الأجابة لا؛ لأن أمريكا لا تريد إنهاء "داعش".
وأشار الضيف لاجتماع في باريس حضره التنظيم الدولي للإخوان ممثلين عن مصر والأردن وبعض الدول، وكذلك حضره مسؤولون من إسرائيل.
وما أقصدة أن أمريكا صنعت القاعدة، والتي تكونت منها كل التنظيمات المتشددة.

ما المشاكل التي تواجهكم باعتباركم رموزا لنظام صدام في مصر؟
مصر تحتضننا منذ زمن طويل، وهي قلعة لكل الأحرار والمظلومين، خاصة العراقيين، وبعد الاحتلال جاء نحو 150 ألف عراقي إلى مصر، منهم جزء كبير من كبار الضباط من العهد الوطني، رتب عالية من لواءات وفرقاء وعمداء ورموز سياسية وأمورهم كانت تسير بشكل طبيعي، لكن بالفترة الأخيرة -ونحن كعرب يهمنا أمن مصر- بعض الإداريين أو بعض صغار الموظفين تصرفوا مع العديدين بشكل غير لائق وقت تجديد الإقامة، ونتمنى أن يتغير ذلك.

حدث أن لواء في قوات الدفاع الجوي العراقي للنظام السابق قدم لتجديد الإقامة، وتم التعامل معه من قبل موظفين بطريقة سيئة، ورمي أحدهم جواز سفره في وجه، وحفظا لكرامته سافر وترك مصر، ومن الممكن أن تقتله إيران أو يتم تسليمه في أي دولة يذهب إليها.