التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 06:42 ص , بتوقيت القاهرة

هكذا تدرس الحركات الإسلامية العلوم الشرعية

ينشأ الصراع كثيرا بين علماء الأزهر في مصر، وجامعة الزيتونة في تونس، مع أعضاء الجماعات الإسلامية، سواء كانت دعوية أو جهادية، لأن الأخيرة تدعي أنها على دراية بالعلوم الشرعية، وأنها تعلمت علوم الفقه والشرعية والحديث والسيرة مثل علماء المؤسسات الدينية.


بدورهم أعضاء التنظيمات الإسلامية، الجهادية والدعوية وحتى الإرهابية منها، لديهم طريقة سهلة لتلقي العلوم الشرعية في وقت سريع، اقترحها الشيخ السلفي السعودي، علي بن خضير الخضير، باسم "اقتراح في تدريس الفقه"، ونشرها منذ عدة سنوات وتبناها تنظيم "القاعدة"، وساهم في نشرها عبر منتدياته الرسمية وغير الرسمية.



تدريس الفقه
يرى الخضير أن تدريس كتب العقيدة والتوحيد من أسهل الأبواب وأقربها لأنها أبواب ثابتة معروفة ليس فيها اختلاف بل مجمع عليها، ومن ثَم فليس أمام طالب العلم إلا ضبطها وحفظها واعتقادها.


ويوضح أن طريقة تدريس الفقه والأحكام الفقهية بالطريقة الشائعة والمتداولة، غير مستقرة وتحتاج إلى ضبط، ولذا اقترح طريقة لتدريس الفقه والأحكام، رأى أنها خيار مناسب مبني على تجربة سابقة، وبحسب تصور الخضير يجري التدريس على مرحلتين:
 


تشكيل العقلية
فى المرحلة الأولى، يجري تدريس ما هو "ثابت" و"مستقر" من الأحكام الفقهية، وهذه المرحلة تنقسم إلى شعبتين:


- الشعبة الأولى: تدريس أصول الفقه، ويقصد بذلك أصول السلف لا أصول المتكلمين أو غيرهم التي أخذوها من عقولهم أو من طرق أخرى للمفارقين لأهل الإسلام، والهدف المعلن لذلك كما يقول الخضير هو أن يبني المتعلم أحكامه الفقهية بطرق صحيحة وعلى صراط مستقيم، والهدف الخفي هو قتل التعددية المذهبية وتدريبه على تلقي الأحكام من دون مناقشات على اعتبارها الأحكام الوحيدة.


- الشعبة الثانية: تدريس الأشياء الثابتة من الأحكام الفقهية، التي ليس فيها خلاف، والأشياء الثابتة- حسب تصور الخضير- هي المجمع عليها التي صح نقل الإجماع فيها، ويقول الخضير عنها: "فائدة هذا من أجل أن يضبط طالب العلم المسائل المجمع عليها، لأن هذه المسائل لها صفة الثبات وعدم التغير وليست مثل مسائل الخلاف التي قد يتنقل فيها طالب العلم إن تبين له رجحان القول الآخر الذي كان مرجوحا فيما سبق، فيكون عنده قسم من الأحكام الفقهية ثابتة ودائمة معه تمثل جزاء من علمه الفقهي".


لكن تبقت مشكلة ما هو المجمع عليه؟ ومن هم العلماء الذين يمثلون الإجماع؟ وما هي الكتب التي يعتمد عليها؟ وعن ذلك يقول الخضير إنه "من المعروف أن هناك كتبا تعنى بالإجماع، لكنها مخلوط معها غيرها، وبعضها غير شامل"، ومهو من أجل ذلك يطالب بأن ينقل أحدهم مسائل الإجماع ثم يرتبها على أبواب الفقه المعروفة، ومن ثم يتدخل أمير الجماعة أو التنظيم في اختيار المسائل التي يريد تعليمها لأتباعه.



تمييز الشذوذ الفكري
يرى الخضير أن الشخص إذا اجتاز المرحلة الأولى، فإنه بذلك يكون أنهى المهمة الصعبة، لأن المرحلة الثانية "أسهل"، إذ ستكون عقلية المتلقى تشكلت وأصبح من السهل أن يعرف كيف يستخرج الأحكام.


ويضيف أنه بما أن العضو يعرف مواطن "الإجماع الصحيح" كما علموها له، سيصبح عنده ملكة في معرفة الراجح، ويوضح أنه في هذه المرحلة من الممكن له استعراض بعض أقوال "أهل العلم"، ليعرف من منهم يوافق "الإجماع" الذي تعلمه في المرحلة السابقة.


بعد تشكيل العقلية فى المرحلة السابقة، يرى الخضير أنه ليست هناك مشكلة في أن يقرأ الطالب أو العضو المستجد أي كتاب فقهي فى المرحلة الثانية، لأنه أصبح لديه "من الأصول ما يكفي لحمايته من الشذوذ أو التعصب لأحد، إنما تكون ترجيحاته واحدة مهما شرح أو تناول أي كتاب من كتب الفقه"، أو بمعنى آخر أصبحت عقليته موافقة لما تعلمه من قادته وسيرى كل من يخالف الرأي الذى تعلمه "شاذا فكريا".


ويرى الخضير أن ميزة هذا الأسلوب فى التدريس أنه يجعل هناك أصولا ثابتة ومعروفة في الجملة عند متعلميه، فيؤدى إلى تقليل هوة الخلاف بينهم، ويوصلهم للتقارب.



شروط المتلقي
هناك 4 شروط وضعها الخضير لكي تنجح عملية "تشكيل عقلية" الشخص الإسلامي وتعليمه الفقه، وهي أن يكون عمره فوق العشرين، وثانيها ألا تتحدد مدة معينة للتعليم، فلا يجوز الاستعجال، ولا يجوز الانتقال إلى المرحلة الثانية إلا بعد نجاح مهام وأهداف المرحلة الأولى.


وثالث هذه الشروط هو الاهتمام بالمراجعة الدورية بمعدل مرة كل أسبوع، للتأكد من نجاح عملية التلقي، وآخر هذه الشروط ضرورة أن يحفظ المتلقي جزءا "ولو يسيرا" من القرآن، ليتحدث به ويؤم به الناس وما إلى ذلك.