التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 07:33 م , بتوقيت القاهرة

تجريم النقاب بالقانون.. واجب شرعي

بكل وضوح، وبشكل مباشر ودون لف ودوران، ما الذي ننتظره لتجريم "النقاب" قانونيًا، هل "فيه حد كاسر عينا " مثلاً؟

 اللحظة مواتية تمامًا، لإنقاذ المجتمع المصريّ من هذا المظهر القبيح، وما يترتب عليه من سلوكيات مُشوهة، أصبحت إجرامية أيضًا، أخبروني بالله عليكم، من منكم يُنكر خوفه عند مرور كائن يتلفح بالسواد ويخفي وجهه؟ ما الذي يضمن أن هذا الكائن العابر ليس مجرمًا، كيف لا يكون إخفاء الوجه دليلاً على التخطيط الإجراميّ؟!

 بالنسبة لي.. فإن أي شخص يتنازل عن ملامح وجهه والتي هي شخصيته الظاهرة للعيان، هو إما مختل أو مجرم، لا ثالث لهما، ولا أنكر أن كثيرًا ممن يرتدين هذا المسمى بـ"النقاب"، ارتدينه غصبًا وإجبارًا من الزوج أو الأب، فالنقاب الآن في مرحلة تشبه "الحجاب" في بداياته، حين بدأ "طوعيًا"،ثم أصبح إلزاميًا، بعدما تحول لعادة اجتماعية، ولا أفرح كثيرًا بمن يرتدين "نقابًا" غريب الشكل الآن عما اعتدنا رؤيته منذ ظهور هذا الملبس المعادي للجمال.

 يتمثل الشكل الجديد في حجاب عادي مع غطاء للوجه، ولا فرق عندي بين أن تكون من ترتديه تخلت عن بعض التشدد فأصبحت ترتدي الحجاب مع غطاء الوجه، أو العكس.. إنها اختارت التشدد فأصبحت تغطي وجهها مع ارتدائها للحجاب، كمقدمة لارتداء النقاب التقليدي، ففي الحالتين هي حالة تماهي سيؤدي التطور الطبيعي لها إلى زيادة انتشار "النقاب".

لم أحب ولم أتعاطف أبدًا مع هذا الرداء منذ ظهوره، لكني الآن أشعر بفزع حقيقي، حين أتصور أن كل من تمر أمامي وهي تكفن نفسها بالسواد مع غطاء للوجه ورداء يزيد عن طولها فيجمع معه تراب الشارع؛ كل واحدة منهن هي مشروع مجرم قد يخطف طفلي، أشعر بجزع حقيقي منذ سمح النادي الذي أرتاده لهن بالحصول على العضوية، تحت ضغوط تعرض لها فى عام الحكم الأسود للإخوان، برغم أن دخول النادي كان ممنوعًا بغطاء الوجه حرصًا على أمن الأعضاء.

لن أنسى أبدًا الذعر الذي أصابني وصديقتي منذ سنوات بعيدة، حين كنا في مترو الأنفاق، نحتمي بعربة السيدات من "البهدلة" في باقي العربات، ثم وجدتها تجذبني من ذراعي، وتشير بعينها كي أنظر إلى المنتقبة التي تقف بجواري، كانت قدمها ظاهرة وتشي بأنها رجل.

كلما حلت كارثة، وقيل إن المتهمة /المتهم، كانت ترتدي النقاب، تثور نقاشات على استحياء تطالب بمنعه، ولا أدري لما التردد؟! اللحظة مناسبة تمامًا، ولن يعترض سوى قلة تستهدف زيادة قمع نساء هذا البلد تحت أي مسمى، وما أسهل استغلال مسمى الدين.. اللحظة مناسبة، حتى أني أكاد أوقن بأن نساءً يرتدين "النقاب" سيفرحن كثيرًا حين يتخلصن منه بسلطة الدولة، وما من رجل دين سيدافع عنه، بعدما قال أغلبهم إنه ليس من الإسلام.

 أما المدافعون عن "الحرية الشخصية"، فعليهم أولاً الدفاع عن حق كل مواطن في هذا البلد في الحياة والأمان، وفي حق كل امرأة في الحرية الشخصية الحقيقية، بأن تسير في الشوارع ترتدي ما تشاء حقًا، دون اتهامها بأن أقل خلقًا ودينًا ممن ترتدي ما يسمى بالنقاب.

تجريم النقاب بالقانون واجب ..الآن وليس غدًا.