التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 09:36 ص , بتوقيت القاهرة

ميليشيات العراق و"داعش".. وجهان لعملة واحدة

أثار فيديو تم نشره لعناصر من الجيش العراقي وهي تطلق النار على طفل مكبل عمره 11 عاما، تساؤلا حول ما إذا كانت تلك المجموعات المسلحة التي ترعاها الحكومة، تسير على نهج داعش في التعامل مع المدنيين أم لا؟

لم يقتصر الأمر على ذلك فمنظمة "هيومن رايتس ووتش" وثقت في تقرير لها، نشر قبيل أيام، العديد من المذابح التي ارتكبتها ما وصفتهم بالميليشيات الحكومية وقوات الأمن العراقية، بحق المدنيين ووصفتها بالطائفية، ومن بين تلك التنظيمات:

"سرايا السلام"

تنظيم مسلح تم تشكيله في 10 يونيو 2014، بعد سيطرة جماعات مسلحة تابعة لتنظيم "داعش" على محافظة نينوى ومدينة سامراء وأجزاء واسعة من مناطق في العراق، وتم تشكيل هذه السرايا كقوة دفاعية، وهو تتبع للتيار الصدري الشيعي.

"سرايا السلام" شارك في عدد من العمليات ضد تنظيم داعش ببعض المدن مثل سامراء، دايلى، وجرف الصخر، وتمكنت من تحرير البحيرات، فيما وجهت قيادات سنية الإتهامات إلى هذه الميليشيات الشيعية في بغداد بالوقوف وراء اغتيال شيخ عشيرة سُنية قاسم سويدان الجنابي ونجله و8 من حراسه الشخصيين.

ووثقت "هيومن رايتس ووتش" العديد من المذابح التي ارتكبتها الميليشيات الحكومية وقوات الأمن، بحق المدنيين السنّة، بعد استردادها السيطرة على بلدات أخرى.

وقالت هيومن رايتس ووتش: إنه مع تداول تقارير تفيد أن داعش يتخذ من رهائن مدنيين دروعاً بشرية، ينبغي على القوات التي أسرت مقاتلين من داعش واحتجزت من تشتبه في أنهم من مؤيدي داعش أن تنقل هؤلاء الأسرى على الفور إلى المنشآت الرسمية التابعة لوزارة العدل؛ للتقليل من مخاطر توقيع عقوبة الإعدام بإجراءات موجزة، وأعمال القتل الانتقامية، وغيرها من الانتهاكات.

جيش المهدي "التيار الصدري"

تيار سياسي وديني يتبع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، للتيار ممثلين في مجلس النواب العراقي من أبرزهم نصار الربيعي رئيسهم في البرلمان، كما يحمل ممثلون للتيار 6 حقائب وزارية في الحكومة العراقية السابقة التي رأسها الربيعي. يمثل جيش المهدي ولو بطريقة غير مباشرة الجناح العسكري للتيار الصدري.

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أكد في بيان له الثلاثاء، وقوع عمليات ذبح واعتداء بغير حق من قبل ميليشيات من الحشد الشعبي ضد مواطنين عراقيين، قال إنهم لا ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، داعياً إلى عزل ما وصفها "المليشيات الإرهابية" التي تسيء للحشد الشعبي وتريد بسط نفوذها بالذبح والاغتيالات.

ووجهت قيادات سنية الإتهامات إلى الميليشيات الشيعية في بغداد بالوقوف وراء اغتيال شيخ عشيرة سُنية قاسم سويدان الجنابي ونجله و8 من حراسه الشخصيين.

"عصائب أهل الحق"

ميليشيات شيعية تعرف أنها أشد الفصائل الشيعية تشددا تعمل داخل العراق وسوريا، وهي أكبر "المجموعات الخاصة" في العراق، وهو المصطلح الذي أطلقه الأمريكان على المليشيات الشيعية المدعمومة من إيران، المجموعة أعلنت مسؤوليتها عن ما يقارب من 6 آلاف هجوم على القوات الأمريكية وحلفائها والقوات العراقية.

انشقت عصائب أهل الحق عن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عام 2004، حيث أسس قيس الخزعلي (الأمين العام) وأكرم الكعبي (نائبه) هذا التنظيم الذي يقدر عدده حاليا بأكثر من 10 آلاف مقاتل.

وكانت "هيومن رايتس ووتش" أفادت بأن أفراد المليشيات بدأوا منذ 20 يونيو الماضي في مهاجمة قرى بلور والمطار والعروبة والحرية والصدور والهارونية، التي تؤوي كلها ما يقرب من ألف عائلة سنّية. وقال أبو سيف إنه تعرف على أفراد المليشيات من المكتوب على جوانب عرباتهم، كأفراد في المقاومة الإسلامية "عصائب أهل الحق"، وشهدت هذه المناطق المليشيات ومتطوعين يحرقون ما لا يقل عن 50 منزلا في القرى، ويطلقون الهاون والصواريخ على منازل في يونيو، وليس من المعلوم ما إذا كان أي من أفراد داعش موجودا في القرى في ذلك الوقت.

ومن جانبه، دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، إلى عزل المليشيات الإرهابية لكي لا تكون نقطة سوداء في جبين الجهاد والوطنية، مشيرا إلى أن هذه المليشيات تسيء للحشد الشعبي وتريد بسط نفوذها بالذبح والاغتيالات، وهو بذلك يؤكد وجود عمليات إبادة من جانب تلك الميليشيات.

"فيلق بدر"

أسسه عالم الدين الشيعي، محمد باقر الحكيم، الذي اغتيل في العام 2003 بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للبلاد، في طهران عام 1981 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يسمى في ذلك الوقت "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، وكان الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويشن عمليات عسكرية ضد نظام صدام حسين.

ويتزعم فيلق بدر حاليا وزير النقل في حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها، هادي العامري، ويضم نحو 12 ألف مقاتل، غالبيتهم انخرطوا في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات.

وانشق العامري، الذي يقود فيلق بدر منذ العام 2002، عن المجلس الإسلامي الأعلى بعد انتخابات 2010، ويقود العمليات العسكرية حاليا في محافظة ديالى (مسقط رأسه).

ويُتهم التنظيم بالوقوف وراء مقتل العديد من قادة الجيش العراقي السابق، ولا سيما ضباط القوات الجوية والطيارين، وكذلك أعضاء حزب البعث المحظور في أعقاب إسقاط النظام السابق.

جيش المختار"حزب الله العراقي"

مليشيا شيعية تابعة لحزب الله فرع العراق، يتزعمه القيادي الديني واثق البطاط الذي يقول إن تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة، ويدعو الحزب منذ تأسيسه في مطلع يونيو(حزيران) 2010 لقتل أعضاء حزب البعث المحظور ومن يصفهم بـ"النواصب والوهابيين".

وتبنى "جيش المختار" في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، قصفا صاروخيا استهدف مخافر حدودية سعودية انطلاقا من صحراء السماوة جنوبي غربي العراق، ردا على "تدخلات المملكة في شؤون العراق"، حسب قول البطاط. وعلى خلفية الحادث اعتقلت قوة أمنية عراقية البطاط مطلع العام الحالي في العاصمة بغداد ولا يزال محتجزا حتى اليوم.

وتشير التقديرات إلى أن مليشيا جيش المختار تضم نحو أربعين ألف مقاتل، ويرجح أنها انخرطت في المعارك الأخيرة مع تنظيم "داعش"، لكن لم تتضح المناطق التي انتشرت فيها.

المرجعيات الدينية للشيعة "السيستاني"

يتمتع السيّد علي الحسيني السيستاني بتأثير واسع على ملايين الشيعة الذين يعتبرونه مرجعهم الأبرز، ودفعت الفتوى التي أطلقها في يونيو/حزيران، عشرات الآلاف منهم لحمل السلاح لقتال جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبدوره، دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، أمس، المقاتلين العراقيين المشاركين في عملية استعادة محافظة صلاح الدين ومحيطها، وإلى حماية سكان هذه المناطق ذات الغالبية السنية.

ويتكون الجيش العراقي الذي يقوم بتحرير تكريت من 30 ألف عنصر من الشرطة والفصائل الشيعية وأبناء بعض العشائر السنية. ويرى البعض دعوته أمس من حماية الأقلية الشيعية في مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، هى دعوة لقتل أهل السنة في ذات الوقت، من قبل الميليشيات العراقية.

ووفقا لـ"هيومن رايتس واتش" تم إجبار سكان على ترك منازلهم، وخطفهم وإعدامهم ميدانياً في بعض الحالات، وفر ما لا يقل عن 3000 شخص من منازلهم في منطقة المقدادية بمحافظة ديالى منذ يونيو/حزيران، بجانب اختطاف وقتل العشرات من المدنيين السنة، خلال الأشهر الأخيرة، مع إفلاتها التام من العقاب على جرائم الحرب، في الوقت الذي تحظى فيه عمليات قطع الرؤوس والإعدامات التي تقوم بها داعش باهتمام كبير بنفس الفترة.