التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 06:53 م , بتوقيت القاهرة

الائتلاف السوري: جذور الإرهاب في مخابرات "الأسد"

قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، خالد خوجة، إن المعارضة في الخارج تريد الانفتاح على مختلف الأطياف وتوحيد الصفوف مع الداخل، مبديا الاستعداد للجلوس مع النظام "للتفاوض على رحيل الأسد"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.


واعتبر خوجة، في مقابلة أجراها مع قناة "فرانس 24"، أمس الجمعة، أن "جذور الإرهاب موجودة في أقبية مخابرات النظام السوري".


ووصف رئيس الائتلاف السوري زيارته لفرنسا بالمثمرة، واللقاءات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، بالإيجابية جدا، مشيرا إلى أن "طلباتنا محددة وهي دعم ائتلاف المعارضة السورية، والحكومة المؤقتة، وهي الذراع التنفيذي للمعارضة السورية، ودعم مؤسسة الجيش الحر".


وأكد أن فرنسا من أكثر الدول الداعمة للشعب السوري، ولمطالبه، وهي عضو فعال في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وفي نواة المجموعة، وهي أول من ساهم في دعم المعارضة السورية، سواء على المستوى السياسي، والتأثير في اللوبيات والمنظمات الدولية، أو على مستوى الدعم العسكري والإغاثي.


ولدى سؤاله عن الاستراتيجية الجديدة للائتلاف، الذي يلام من قبل جهات عدة بأنه فشل في كسب المعركة السياسية والميدانية، قال خوجة "إن وصف الفشل إجحاف"، موضحا أن "ما كان يحصل في الواقع هو أن الانقسام داخل مجموعة أصدقاء الشعب السوري كان ينعكس بشكل سلبي على الائتلاف، سياسيا وعسكريا".


وأشار إلى أن ما قصده بالاستراتيجية الجديدة هو أولا خطة رئاسية جديدة تسعى للحفاظ علىى تماسك المعارضة وفتح الباب لباقي أطياف المعارضة لكي ينضموا إلى أرضية مشتركة مع الائتلاف، وإعادة الاعتبار للائتلاف بالتوجه للحاضنة الشعبية والارتكاز على الدعم الداخلي، دون إهمال التواصل مع الدول الداعمة لمسيرىة الثورة السورية، وثاتيا الأخذ بزمام المبادرة، "وفي هذا الإطار نحن بدأنا حوار مع هيئة التنسيبق السورية وتيار بناء الدولة والموضوع الحوار بين الائتلاف وباقي الأطياف مستمر".


وبشأن ما وصلت إليه جهود الائتلاف لتوحيد المعارضة السورية، معارضة الداخل مع الائتلاف في الخارج، قال خوجة "بدأنا بداية جيدة الأسبوع الماضي في لقاء باريس، واتفقنا على أن تكون وثيقة المبادئ الأساسية التي أصدرها الائتلاف، كما هي وثائق هيئة التنسيق، معتمدة في المراحل المقبلة، وربما نتفق على إطار مشترك تنضم إليه باقي أطياف المعارضة سواء الثورية التي لم تنتضم للائتلاف أو السياسية".


وحول تصريحه بأن رحيل الأسد ليس شرطا للجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري، وما إذا كان تنازلا جديدا لصالح النظام، أو داخلا ضمن الاستراتيجية الجديدة، قال رئيس الائتلاف السوري "طريقة تفسير تصريحي هي التي احدثت هذه الضجة"، موضحا أن "ما قصدته هو أن التفاوض مع النظام هو تفاوض من أجل رحيل الأسد، فإذا كان قد رحل فما داعي التفاوض؟".


وأضاف "الجميع يعرف أن النظام والجهاز الأمني الاستخباراتي هو الذي يحكم، وليس لدينا مشكلة مع النظام ولا مؤسسات الدولة، وطبيعة المفاوضات هي على رحيل بشار الأسد والمنظومة الأمنية التي تحكم الشعب السوري بالحديد والنار، فهو ليس شرطا في بداية المفاوضات لكن يجب أن تؤيدي بالضرورة في مرحلة من مراحلها لرحيل النظام".


وتعليقا على تصريح الأسد بأنه ربح المعركة في سوريا بعد 4 سنوات وأن المعارضة عجزت عن انتزاعه من مكانه، قال خوجة "لا شك لدى أية دولة من الدول التي تراقب مايحدث بسوريا أن الأسد هو مجرم حرب، والاشكالية لدى بعض الدول، ربما البرلمانيين أو بعض الشخصيات ومنهم النواب الفرنسيون الذين زاروا الأسد، هو هل نرجح سيء على سيء آخر وهو داعش".


وتابع "هي مقاربة خاطئة، ستزيد من التأزم في سوريا والمنطقة وستزيد من توليد منظمات إرهابية غير داعش، لأن جذور الإرهاب موجودة في أقبية مخابرات النظام السوري، وهو نظام ديكتاتوري يبحث عن استراتيجية للخروج من الأزمة التي وقع فيها بتوليد مزيد من حالة الفوضى".


وأوضح أن "ما قتل على أيدي بشار أكثر من 220 قتيل موثقين من المنظمات الإنسانية، في حين أن ما قتل على يد داعش لا يتجاوز 5 آلاف، ومن قتلوا على أيدي النظام تعرضوا لجميع الوسائل الوحشية من ذبح وحرق كأساليب داعش، أو البراميل المتفجرة والغازات السامة، لذلك العالم أصبح يعرف أن طبيعة هذا النظام طبيعة إجرامية وخطره أكبر من داعش".


وعما إذا كانت الدول الغربية والولايات المتحدة تعطي الأولوية لمحاربة داعش عن رحيل الأسد، رد خوجة قائلا "لا دولة لا تورد النظام السوري مع الحرب على داعش، حتى  أمريكا تقول إن الإرهاب الذي تمارسه الدولة هو من الذي يجب مواجهته، وأنه لا مستقبل للأسد في سوريا، ولا خلاف على أنه ارهابي".


وبشأن زيارة نواب فرنسيين للأسد وتخوف الائتلاف من أن تصبح المقاربة بين داعش والأسد هي السائدة في أروقة القرار في الغرب، وأن يتم تعويد النظام السوري من جديد، قال "لا اعتقد والدليل هو ردة الفعل التي حدثت في فرنسا على المستوى البرلماني والحكومي، والتي أظهرت أنه غير مقبول زيارة البرلمانيين الفرنسيين للأسد، وكان لي لقاءات بمجلس الشيوخ واللجان البرلمانية، وهم متفهمون تماما قضية الشعب السوري، واعتذروا على ماقام به البرلمانيون".