التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 05:12 ص , بتوقيت القاهرة

الدين لله.. والوطن للمنايفة

المنوفي لا يلوفي ولو أكلوه لحم الكتوفي"و"إن جاك اليهودي فوته وإن جاك المنوفي موته" , "إنت منوفي يابني ولا إيه؟"


مثل تلك الأمثال المصرية اللطيفة وغيرها، مجرد نقطة في بحر من امتعاض المصريين من المنايفة عموما، واستخدامهم كمضرب للأمثال في البخل والخبث وقلة الأصل، لتبقى كراهية المصريين للمنايفة قالب آخر من القوالب المصرية الصميمة، تماما كغباء الصعايدة وأفورة البورسعيدية وكل تلك التشكيلة الجميلة من المشاعر الوطنية الرقيقة.



و بغض النظر عن أن المنايفة ليسوا بالضرورة بالسوء الذي تتهمهم الغالبية به - وإن بدا اعتزاز بعضهم بمنوفيتهم مستفزا في بعض الأحيان، وبغض النظر عن أن باقي المصريين ليسوا بالضرورة ملائكة وفيهم من العاهات النفسية ما يكفي وطنين تلاتة ويفيض، إلا أن كونك منوفيا في مصر يعني أن تتعرض طوال الوقت للكثير من السخرية والدعابات الثقيلة، أو على أحسن تقدير، الكثير من الغمز واللمز والتلسين والتلقيح - تلقيح الكلام مخك ميروحش بعيد - إلا أن ما يثير التساؤل حقا، هو كيف تمكن أهالي المنوفية والنازحون منها إلى العاصمة، من شق طريقهم للسيطرة على الكثير من مراكز صناعة القرار في مصر، حتى ليكاد الأمر يتحول لقاعدة: "أي مسؤول منوفي إلى أن يثبت العكس"؟


تأمل معي، رئيس جمهوريتنا الحالي وسابقه المؤقت ووزير دفاعه ووزير داخليته الجديد منايفة، مبارك منوفي، السادات كذلك، وكذلك الجنزوري ورئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، دا حتى الدكتور مصطفى محمود منوفي، وعلى الأرجح، صديقه الملحد كان منوفيا أيضا.


هنا يأتي السؤال: المنوفية ليه؟


هل هناك عامل جيني/ ديموغرافي يجعل مواليد المنوفية أكثر قدرة على/ أوفر حظا في الوصول للمناصب الهامة؟ هل هناك عاملا خفيا في تربية المنايفة لأبنائهم يؤهلهم للوصول للمراكز القيادية والمناصب الرفيعة؟ هل هناك مدرسة سرية خفية منوفية لإعداد القادة يذهب إليها أبناء المنوفية جميعا واحنا نايمين؟


لا ندري، ولكننا ندرك جيدا أن انضمام ابن جديد من أبناء المنوفية لدائرة أولي الأمر في مصر عادة ما يُستقبل بالتندر والسخرية والمشاعر السلبية العميقة، حتى لأتساءل، هل نكره المنايفة لأنهم منتشرون في السلطة أم نكره السلطة لأن أغلبها منايفة؟


قبل أن نعلق في تلك الدائرة العبثية من التساؤلات، دعني أعترف أنني - شخصيا - لم أجد أبدا مشكلة في التعامل مع شخص ما لمجرد أنه منوفي، غالبية المنايفة الذين تعاملت معهم ولاد حلال وكويسين، كما تعاملت أيضا مع من يمكن وصفهم على طريقة الشيخ محمد عبده بـ"منايفة بلا منوفية"،  وأراهن أنّك مثلي - أقصد زيي مخك ميروحش بعيد - مدين للمنايفة بالكثير، ففي النهاية، من المنوفية أتى دلع ماجدة الخطيب، ومنها جاءت وسامة صلاح ذو الفقار، وعبقرية توفيق الدقن، وختاما وإذا لم يشفع هذا كله، وإذا كنت من رابطة كارهي المنايفة دون سبب واضح، فدعني أذكرك أنك في كل مرة تنقلب على ظهرك ضاحكا أمام "مدرسة المشاغبين" أو "العيال كبرت"، تدين بكل هذه البهجة لفخر شباب المنوفية، سعيد صالح، وكفى به شفيعا لكل المنايفة في العالم.