التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 12:24 ص , بتوقيت القاهرة

"ستراتفور": المرحلة المقبلة في ليبيا "سوداء"

رسم مركز "ستراتفور" للدراسات والأبحاث الجيوسياسية الإستراتيجية، وهو الذراع البحثي لجهاز الاستخبارات الأمريكي، صورة سوداء للمرحلة المقبلة في ليبيا، مع توقعه استمرار تناحر الفصائل المسلحة لعقد آخر.


وجاء في التقرير الإستراتيجي العالمي الخامس لمرحلة (2015-2025)، والذي نشر اليوم الإثنين، أنه ستتواصل حالة التشظي والانهيارات القومية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يصفه التقرير بأن الدول القومية في تلك المنطقة، التي أسستها قوى أوروبية في القرنين الـ19 والـ20، معرضة بشدة لخطر الانهيار والتفكك والعودة إلى حالتها الأولى التي تتحكم فيها الجماعات الصغيرة من قبائل وفصائل وعشائر ذات مصالح مختلفة.


وأكد التقرير على حالة التشظي والتفكك في الدول القومية، التي يتنبأ بها من خلال الأحوال التي تشهدها حاليا بعض البلدان في الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا وليبيا قائلا: "إن هذه الدول الثلاث شهدت عمليات من تفكك الدولة إلى عدة فصائل تخوض الحرب ضد بعضها الآخر".


وأعطى التقرير مثالا شارحا لمثل هذه العمليات من التفكك والانهيار بحالة لبنان بعد الحرب الأهلية، 13 أبريل 1975- 13 أكتوبر 1990، التي قال إنها نموذجا قياسيا لما يمكن أن تنتهي إليه الأوضاع في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط.


واعتبر أن الحرب الأهلية في لبنان لم تنته، بل تم تهدئتها فقط، وأن تلك الحالة في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، أضعفت تماما الدولة اللبنانية، ونقلت صلاحياتها الرئيسية إلى العديد من الفصائل المتنازعة، وهو ما يتوقع التقرير حدوثه في العديد من بلدان الشرق الأوسط خلال العقد المقبل، حتى تصل هذه البلدان في النهاية إلى وضعية لا يتمكن أي طرف فيها من حسم الصراع نهائيا.


وقلل التقرير من خطورة الجماعات المسلحة في العالم العربي، على المدى الطويل، على عكس موجة الهلع المتزايدة منها حاليا، وذهب إلى أن هذه الجماعات ستتمكن من اكتساب المزيد من المساحات للعمل فيها، إلا أنه في النهاية سيتم احتوائها من خلال العوامل والفصائل الداخلية المختلفة والمتصارعة.


ورأى التقرير أن نشاط هذه الجماعات لا يمكن إيقافه أو قمعه من خلال قوى خارجية، حيث إن حجم القوات المطلوبة، والمساحات المتطلب الانتشار فيها، يتجاوز قدرة الولايات المتحدة.


كما رأى أن هذا التطور الذي تشهده الدول العربية، الواقعة جنوب تركيا، يمثل خطرا على الاستقرار الإقليمي، وستقوم الولايات المتحدة بالعمل على تخفيف الأخطار المتوقعة من فصائل بعينها في المنطقة، وذلك من خلال استخدام القوة على نطاق محدود جدا، لكنها بأي حال لن تقوم بنشر واسع النطاق لقوات متعددة في المنطقة.