التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 04:26 ص , بتوقيت القاهرة

صور| من هو "شهيد كينج" المحرض على الانفجارات في مصر؟

تفجيرات متفرقة اجتاحت شوارع القاهرة في الأيام الماضية، استهدفت بعض المنشآت العامة ومقرات الشركات والمحال التجارية، لتغير من طبيعة العمليات الإرهابية في مصر، التي طالما استهدفت المراكز الشرطية وكمائن الجيش وخطوط السكك الحديدية.


صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت في تقرير لها أمس السبت، عن هوية الشخص المتورط فى الحث على هذه الطريقة الجديدة من العنف، الذي أسفر عن مقتل اثنين وإصابة تسعة، كما أفردت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا كبيرا تحدثت فيه عن بولسن.



هو مواطن أمريكي يدعى شهيد كينج بولسن، ولد في مدينة دينفر بكولورادو الأمريكية في عام 1971، وخلال طفولته شعر بمأساة غياب العدالة الاجتماعية والفجوة بين الفقراء والأغنياء في أمريكا، وبعد قراءة لكتب مارتن لوثر كينج وغاندي، درس بولسن العلوم السياسية، وأصبح جزءا من العديد من المشاريع الاجتماعية، حتى تحول إلى الإسلام عام 1997 بسبب رؤيته سخاء هذا الدين تجاه الفقراء، وسمى نفسه "شهيد"، وزار عدد من الدول العربية منها مصر وفلسطين.



فُصل بولسن عقب ذلك من الجامعة التي كان يلتحق بها في أمريكا، وبدأ في نشر كتاباته الإسلامية في الفترة بين 1999 و2001، وفي عام 2001، انتقل للعيش في مدينة آن أنبور، في ميتشيجن، وسط الجالية الإسلامية، كما قام بإنشاء إذاعة IANARadio وهي إذاعة تقدم أخبار إسلامية ولها موقع بنفس الاسم.


تزوج شهيد من فلسطينية وأنجب خمسة أبناء، وبدأ في مجال العمل الدعوي، حتى اعتقد أن المخابرات الفيدرالية "إف بي آي" تطارده، فترك أمريكا في 2003 وانتقل للعيش في الإمارات، وهناك تشاجر مع يهودي ألماني وقتله عن طريق الخطأ، وأودع السجن حيث التقى هناك ببعض الإسلاميين الذين شجعوه على الكتابة باللغة العربية، رغم أنه لم يكن يتقنها بعد.


وخلال فترة السجن، تحول بولسن إلى إمام، وأطلق مسابقة القرآن، وأصبحت قصة حياته متداولة في العديد من المنتديات الإسلامية وأطلق متعاطفون موقع لمنحه العفو، وفي أواخر عام 2013 قررت المحكمة العليا إخلاء سبيله مقابل دفع الدية لأن القتل لم يكن عمدا، وانتقل للعيش في مدينة اسطنبول التركية.



من تركيا بدأ "شهيد" في نشر أفكاره التحريضية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبمساعدة الشيخ السلفي محمود فتحي، مؤسس حزب "الفضيلة" وبعض قيادات الإخوان الهاربين إلى تركيا، والذين كانوا يتضيفوه على قنواتهم الفضائية، أصبح "شهيد كينج" شخصية شهيرة، يتابع آرائه أكثر من 57 ألف متابع.




أفكار "شهيد" تتلخص في مناهضة الرأسمالية والدعوة للاشتراكية، مع عقيدة دينية تكفر المخالفين، ودعوات مختلفة للتخريب، لا تعتمد فقط على القتل والتفجير، وإنما التدمير الاقتصادي.



ونقلت "نيويورك تايمز" رأي بولسن في أن مطاعم كنتاكي قد تكون أداة لخلع الرئيس عبدالفتاح السيسي من منصبه، حيث شرح أن استهداف تخريب المطاعم سيؤدي إلى وصول أعمال العنف للشركات المساهمة في المطاعم، التي بدورها ستقتنع أن نظام الحكومة الحالية غير قادر على حماية منشآتها في مصر.


يستهدف بولسن التخريب الاقتصادي منذ فترة طويلة، ويخطط بعمق لذلك، معتبرا ما يفعله إبداعا.



ويتوعد "شهيد" المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده الشهر الجاري بشرم الشيخ، فيعتبره فرصة كبرى لتحقيق استهدافه للاقتصاد المصري، حتى أنه وضع عدا تنازليا للمؤتمر منذ عدة أشهر.




ويرد "شهيد" على خبر اتهامه بالتحريض على أحداث العنف الأخيرة في مصر، من خلال تدوينة على حسابه بـ"فيس بوك" قائلا: " غير دقيق تماما أن يدعى بأنني أدعو للعنف، ما لم تعتبر خسارة أرباح الشركات الآن مثل نفس الشيء عن الخسائر في الأرواح البشرية، أم هو فقط كل ما هو ليس استسلاما كاملا يتم تعريفه بالعنف؟".



وأضاف في تدوينة لاحقة أن من يضحي بالأبرياء للوصول إلى السلطة، يضحي بالأبرياء للاحتفاظ بالسلطة، "النضال يكون من أجل البعض البعض، وليس ضد بعضنا البعض".