التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 09:37 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| الإفتاء ردا على "داعش": الصحابة لم يهدموا الأهرامات

أدانت دار الإفتاء المصرية، ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من تدمير للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية، في متحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق، بدعوى أنها أصنام.

وأكدت دار الإفتاء، في بيان اليوم الجمعة، أن الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في  هدم الآثار، واهية ومضللة، ولا تستند إلى أسانيد شرعية، وقالت إن  هذه الآثار كانت في جميع البلدان التي فتحها المسلمون، ومع ذلك لم يأمر الصحابة الكرام بهدمها.

واستندت الإفتاء إلي عدم هدم الصحابة الآثار المصرية البارزة مثل الأهرامات وأبو الهول، عندما جاءوا إلى مصر، إبان الفتح الإسلامي، ولم يصدروا فتوى أو رأيا شرعيا يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة.

وأضافت الإفتاء أن الآثار من القيم التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع والأمة، لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالي فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تدل علي جهل بالدين الإسلامي الحنيف.

وأضافت الدار أن الحفاظ على الكنوز الرائعة من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية، التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري. مشدّدة أن الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرّمه الدين، بل شجع عليه وأمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم.

وقالت الإفتاء في معرض ردها علي هذه الفتاوى الشاذة، التي استند إليها تنظيم "داعش" الإرهابي، إنه يوجد العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تنهى عن هدم تراث الأسلاف، مشيرا إلى أنه عند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا كما تركوها وأن دعوات التدمير تشير إلى جهل أصحابها.

وردت دار الإفتاء على الآراء المتطرفة التي تدعي أن الإبقاء علي هذه الآثار مُحَرَّم لأنها من ذرائع الشرك وتؤدي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، مؤكدة أنها دعوى واهية؛ موضحة أن الشرع لم يَمنع من مُطْلَق تعظيم غير الله، وإنما يَمنع ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون الله، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام فهو جائزٌ.

وطالبت الإفتاء جميع الدول والمنظمات المعنية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف أي اعتداء أو تدمير يطول التراث الثقافي أيا كان انتماؤه أو موقعه، مؤكدة ضرورة الالتزام والمحافظة على التراث الثقافي طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإسلامية.

كما طالبت الإفتاء علماء الدين وأئمة المساجد وقساوسة الكنائس أن يكونوا على قدر المسؤولية لتوعيه الناس بضرورة الحفاظ على تراثهم الحضاري والتصدي للفتاوى الشاذة التي تدعو لهدم الآثار مشددة على أهمية سن قوانين تحفظ سلامة التراث الحضاري، والتصدي لمن يقدم على تخريبها.