التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 02:56 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| سفيرنا بصنعاء: الصراع في اليمن له أبعاد دولية.. وباب المندب أمن قومي

تصوير - رقية نشأت:


قال سفير مصر في اليمن، يوسف الشرقاوي، إن موقف مصر من باب المندب واضح، وأكد أن أمن مصر مرتبط بأمن اليمن، التي تمثّل محطة إستراتيجية مهمة.


"دوت مصر" حاور الشرقاوي، وتحدث إليه عن الصراع في اليمن، والمخاطر التي تهدد مضيق باب المندب، والأمن القومي المصري، والمبادرة المصرية لاحتواء الأزمة، والعديد من القضايا المهمة. 


نبدأ من النهاية.. ما تداعيات إغلاق السفارة المصرية في اليمن؟


في ظل المرحلة الانتقالية، ورغم عدم تأثر العمل السياسي لطاقم السفارة واللقاءات التي يعقدها، فإن العمل اليومي صعب للغاية، حيث نواجه العديد من المشاكل، ما دعى لتعليق عمل السفارة ليوم واحد مؤخرا، على خلفية صعوبة وصول العاملين إلى المقر، وإغلاق الطرق المؤدية إليها.


كيف يؤثر ذلك على الجالية المصرية في اليمن؟


لم يؤثر ذلك سلبا على الجالية المصرية،  أو الجالية اليمنية في مصر، خاصة أن فجاليتنا هنا جزء من النسيج الاجتماعي في اليمن، ونحذرهم دائما  من الوجود في أماكن الصراع.



 لماذا تأخر قرار إغلاق السفارة؟


هناك سفارات أغلقت منذ عامين، إلا أن ذلك يعود لتقدير كل دولة، ووفق أبعاد مختلفة أمنية وسياسية.


ما موقف مصر  مما قام به الحوثيون؟


وجهة النظر المصرية تقوم على وحدة اليمن وسلامة أراضيها، ونحن نحترم إرادة وتطلعات الشعب اليمني، ومن المهم تنفيذ الأسس الثلاث التي تمثل المرجعية الأساسية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وهي: تنفيذ آليات المبادرة الخليجية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تم الاتفاق عليها، وتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة برعاية الأمم المتحدة.


والموقف المصري قائم على دفع الحوار والتفاهم والتركيز على تنفيذ المبادرات الثلاثة، ومن الملاحظ أن مصر لم تتخذ أي إجراء داخلي في اليمن.


هل يعني ذلك أن مصر ضد ما قام به الحوثيون؟


لا أستطيع أن أعلّق على ذلك، فالموقف المصري المعلن هو ضرورة التوصل إلى توافق سياسي.


مضيق باب المندب.. لماذا هو مهم لمصر؟


باب المندب يدخل في إطار الترابط الإستراتيجي بين مصر واليمن، وهو جزء حيوي من الأمن القومي المصري واليمني والعربي، ومنطقة إستراتيجية وبوابة لقناة السويس ومركز لوجستي، يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس الجديدة التي تعد أساس النهضة الاقتصادية المقبلة لمصر.



هل تغير الموقف المصري بعد تهديد باب المندب؟


موقفنا واضح في حوارنا مع جميع الأطراف اليمنية، أن أمن مصر مرتبط بأمن اليمن، واليمن محطة إستراتيجية مهمة.


هل ما لمسته من الوضع هناك مُطمئن بالنسبة لباب المندب؟


كل طرف يؤكد أنه لا تهديد لأمن باب المندب، أخذا في الاعتبار أنه ليس قضية مصرية أو يمنية فقط، وإنما خليجية ودولية، لارتباطه بالتجارة العالمية، التي يمر نحو 38% منها عبر مضيق باب المندب، وبالتالي فإن القوى الدولية الأخرى لن تقبل أي تهديد لأمنها.



ما ضمانات الأمن المصر الإستراتيجي في اليمن والمصريين هناك؟


أي تهديد للأمن القومي المصري يؤخذ في الاعتبار على مستويات مختلفة.


هل سبّب لقائكم بالحوثيين أي حساسية بالأجهزة الرسمية؟


كل الأطراف التي التقيت بها، كانت بالأساس جزءا من البرلمان اليمني، وبالتالي نتعامل مع الأطراف السياسية وهم أيضا  جزء من المبادرة الخليجية وجزء من مخرجات الحوار الوطني وجزء من اتفاقية السلم والشراكة والتي تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة، ولم التقِ الحوثيين فقط، وإنما التقيت أولا بالتنظيم الوحدوي الناصري.


كيف يرى الحوثيون الموقف المصري؟


يرى الحوثيون دور مصر متوازنا، فهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وتتجه لأن تبني على ما توصل إليه الحوار اليمني، وبهذا الشكل يكون الموقف المصري متباينا عن الموقف الخليجي الذي يطالب صراحة بعودة الشرعية للرئيس هادي.


لماذا لم تتبنّ مصر مبادرة أو حوارا بين الأطراف اليمنية؟


بالفعل التقيت الناصريين والقوى الاشتراكية وأنصار الله، بناء على طلب منهم، واستمعت لرؤياهم، وأوضحت الموقف المصري القائم على الحفاظ على الوحدة اليمنية، وأهمية الحل السياسي للأزمة بعيدا عن الحل العسكري، لأن فرض أي فصيل بالقوة سوف يؤدي لنتائج كارثية، ليس على اليمن فقط وإنما كذلك على المنطقة بأسرها، وأكدت لهم أن الثلاث بنود هي المرجعية الأساسية للخروج من الأزمة الحالية في اليمن.



كيف يتم الاتصال بين مصر والحكومة اليمنية؟


في الفترة الماضية، كانت هناك رسائل تم توصيلها من الرئيس السيسي إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، كما التقى وزير الخارجية اليمني الرئيس السيسي الذي أكد دعم مصر لليمن وجميع المؤسسات في اليمن.


وتلقى الأزمة اليمنية اهتماما في المباحثات التي يجريها الرئيس ووزير الخارجية مع نظرائهما حول العالم، لحل التحديات التي تواجهها اليمن، وهو ما بدأناه على المستوى الثقافي والتعليمي، حيث التقيت وزيرة الثقافة أروى عثمان، وتم الاتفاق على إطار للتعاون.


الحكومة اليمنية المقالة محسوبة بشكل أو بآخر  مع الإخوان.. كيف كتعاملتم معها؟


بشكل عام، التعامل يتم مع الدولة اليمنية بجميع أشكالها، طالما أنه محسوب على الحكومة اليمنية المنتخبة من الشعب، لأن السياسة المصرية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالنسبة لليمن، نسعى للحفاظ عليه، والتأكد  من سلامته وسلامة أراضيه، دون النظر إلى هوية أفراد الوزارة، وبالتالي فإن هذا لم يشكل أي حساسية في التعامل.


من يحكم اليمن الآن؟


اليمن تمر بمرحلة انتقالية سياسية صعبة للغاية، والفراغ الذي تسبب فيه هادي ثم عودته بعد استقالته، وكذلك استقالة رئيس مجلس الوزراء، ثم الوزراء، صعوبات ما زالت قيد النقاش برعاية جمال بن عمر ممثل الأمم المتحدة في اليمن.


وهناك قوى متعددة تعمل في إطار تسيير الأمور هناك، ولم يتبلور الوضع السياسي والمؤسسي في مرحلته الانتقالية حتى الآن، ونؤكد أن الأزمة اليمنية لن يتم حلها إلا من خلال شعبها وقبائلها.


ولكن الدور القبلي كان مشكلة في ليبيا.. فكيف يكون الحل في اليمن؟


الوضع في اليمن مختلف عن ليبيا فرغم النزعة القبائلية والطائفية والمناطقية في اليمن والأزمة بين التيارات السياسية المختلفة إلا أن الوضع المذهبي لم يظهر بعد في اليمن فرغم وجود الطوائف شافعية وزيدية إلي الآن هذا الاستقطاب لم يظهر على الأرض حتى الآن ولا يمكن القول بأن ما يحدث هو صراع مذهبي ديني ولم يصل مرحلة الاستقطاب المذهبي وهو ما يعزز من فرص الحل.


ماذا عن دور إيران في الصراع في اليمن؟


هناك علاقات قوية لإيران باليمن، خاصة الأطراف الفاعلة في اليمن في الوقت الحالي والسياسة تحكمها المصالح وكل دولة لها مصالح في اليمن تتدخل لحماية مصالحها ونرى استمرار تواجد السفارة الإيرانية في اليمن حتى الآن رغم تعرض السفير الإيراني منذ حوالي شهر لمحاولة اغتيال مباشرة.


إذن ما يحدث في اليمن هو صراع قوى إقليمية وليس صراعا داخلي؟


صراع اليمن له أبعاد داخلية وإقليمية ودولية وهو ما يسبب الصعوبات حول التوصل لحل في اليمن.


ما الدور الذي من المفترض أن تقوم به مصر تجاه اليمن؟


هناك دور نشط للدبلوماسية المصرية وطفرة في العلاقات الخارجية، خاصة العربية ولكن لابد من تدعيم التواجد المصري في اليمن فليس من الطبيعي أن تكون مصر من المشاركين الأساسيين في حرب اليمن وليس لديها تواجد لمؤسسات مصرية هناك.


ماذا عن المشاركة اليمنية في مؤتمر مصر الاقتصادي؟


خلال الأسبوعين الماضيين التقيت بعدد من رجال الأعمال الذين وعدوا بأنهم سيحضروا المؤتمر الاقتصادي وهناك محاولات لإقامة شركة مشتركة للصيد وشركة للنقل البحري، وشركة الصيد من الموضوعات المهمة خاصة أزمة الصيادين المستمرة في المياه الإقليمية اليمنية وهو ما يدفع لإقامة مشروع قومي لتنمية الثروة السمكية وحماية حقوق الصيادين والاهتمام بالاستزراع السمكي وأن نعيد مجد مصر في الإنتاج السمكي.