التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 04:54 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| السلفية وفتاوى الانتخابات.. "ميكس" وكله بالمزاج

"التناقض والتغيير".. سمة لا تغيب على فتاوى مشايخ الفضائيات، التغيير بحسب الحاجة والنظام وتبادل الأماكن، بين المعارضة والنظام، بين مراكز القوى والضعف.


هذا التباين ظهر جليا في الفتاوى قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011، فالمشايخ الذين حرّموا الانتخابات قبل الثورة، ووصل ببعضهم أن اعتبر أن المشاركة بها كفر وفساد عظيم، دعوا الناس إلى التصويت والمشاركة بها بعدها، بل اعتبروا أن من لا يذهب إليها يعد كاتما للشهادة، بل وأسسوا أحزابا وبدأوا في ممارسة السياسة والنزول في الانتخابات.


برهامي يلخص القاعدة السلفية


يمكن تلخيص فتاوى السلفيين قبل ثورة يناير عن الانتخابات، في رأي نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، فقد قالها صراحة قبل الثورة: "لا يستفتى الجهال ولا العوام الذين لا يعرفون الضوابط الشرعية، بل يرد الأمر إلى أهل العلم والأمانة والديانة، أما أن يوكل الأمر في صناديق الاقتراع إلى الكفار والفساق والفجرة هو منهج منحرف".



ويحدد برهامي الطريق الشرعي للوصول للحكم، وهو أن يختار الحاكم خليفته، كما فعل أبو بكر الصديق باختيار عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويؤكد أن من يعتقدون أن المشاركة في الانتخابات، لأنها الطريق للإصلاح، سيدركون أن ذلك "وهم"، لأنه يتضمن تقديم تنازلات كثيرة جدا عن مبادئ الدين، حسب تعبيره.



العدوي.. والتنازل خطوة  خطوة


الداعية السلفي، مصطفى العدوي، في عام 2010، يصرح بأن الانتخابات برمتها ليست وفق الشريعة الإسلامية، "فلا يساوى فيها بين صوت تقي بر مع شخص فاسق فاجر"، فالساقط الفاجر لا اعتبار له ولا يستشار.



لكن العدوي جاء فى نوفمبر 2011، ليقول بأن التصويت في الانتخابات من باب اختيار أخف الأضرار.



ولم يمض أقل من شهر حتى رد على سؤال كان قد وجه إليه من أحد الأشخاص، برده أن عليه المشاركة والإدلاء بصوته، ناسيا شرطه السابق "بأن التصويت للبر التقي فقط، وليس للفاسق الفاجر".



الحويني ميكس.. "لم أحض" و"أهيب"


قبل الثورة ينكر الداعية السلفي، أبو إسحاق الحويني، ما أشيع على أنه يحض الناس على المشاركة في الانتخابات، فيقول "لم أحض الناس على الانتخابات، ولم أقل ذلك يوما من الأيام"، مضيفا "بل أنا أقول لا يجوز دخول البرلمان، ولا يجوز لأحد أن يعطي صوته لأحد".



بعد الثورة وأثناء الانتخابات الرئاسية في 2012، تحولت "لم أحض" التي أطلقها الحويني قبلها بعامين، إلى "إني أهُيب بكل المصريين أن يكونوا خلف الدكتور محمد مرسي، ولا أرى مبررا لأحد أن يتخلف عن تأييده، ولا أن يبطل صوته، ولا أن يقعد في بيته في انتخابات الإعادة".



مع أن الحويني قبل الثورة كان يرفض مشاركة المرأة في الانتخابات، ويرى أنها لا تجوز، وقد نقل عنه الداعية السلفي أحمد النقيب هذا الكلام... لكن للضرورة أحكام.



المقدم وحماية الدعوة


رئيس الدعوة السلفية، الشيخ محمد إسماعيل المقدم، يرى أن قضية الانتخابات ليست هي النهر الأساسي، فالأساس عندهم هو الدعوة، والانتخابات رافد أو ترعة من الروافد، لكن بعض الأخوة اجتهدوا ليجدوا موطئ قدم في الساسية لـ"يحموا الدعوة فقط".



سبب التحول


بعد ثورة يناير 2011، ونتيجة التغيير الواضح في الفتاوى، بدأ أنصار المشايخ يسألونهم عن سبب هذا التحول، فكان لكل منهم حجة مختلفة، فالداعية السلفي محمد عبدالمقصود، يقول إنهم غيروا كلامهم وفتاويهم لأنه من الناحية الشرعية مع كل سؤال لا بد أن نجتهد مرة أخرى، والعلماء لهم مع كثير من المسائل أكثر من قول، ولا شيء في ذلك.



أما الداعية مصطفة العدوي، فيقول إن السبب أنه قبل ثورة يناير كانت الانتخابات مزورة، والمجلس يقر قوانين فاسدة، لكن بعد الثورة "تغيرت وجهة الأخوة" بدخول مجلس الشعب "لأننا نريد أن يدخل عددا كبيرا لانتقاء أشخاص صالحين لوضع الدستور حتى يقاد الناس بكتاب ربهم وسنة نبيهم بدلا من أن يأتي وثني أو ملحد يتحكم في وضع القوانين"، وفق قوله.