التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 03:24 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| بلد "الذهب الأحمر" تتحول إلى "شيكاغو الصعيد" بسبب انتشار الأسلحة بأسيوط

 يعتبر مركز ومدينة البداري ، احد أهم واكبر مراكز محافظة أسيوط ، والذي يقع في الجنوب الشرقي من محافظة أسيوط، ويبعد حوالي 40كم تقريباً جنوباً ، كما يحده من الجنوب مركز سأقلته التابع لمحافظة سوهاج، ومن الشمال مركز ساحل سليم ،ومن الشرق الصحراء الشرقية ،ومن الغرب نهر النيل، كما يربطه بغرب النيل عبَّارة ساحل سليم / أبوتيج .



و ينقسم مركز ومدينة البداري ، إلى قطاعين أحدهما حضري ويشمل مدينة البداري ،والآخر قطاع ريفي يضم 7 وحدات محلية قروية وتتراوح المسافة بين مدينة البداري والقرى من 3كم إلى 20كم وتعتبر الزراعة هي النشاط الرئيسي للسكان في مركز البداري والقرى التابعة ، وقد بلغ إجمالي عدد السكان 262.917 ألف نسمة عام 2013م، وإجمالي المساحة الكلية 96.02كم2 وهي تمثل 5.64% من إجمالي مساحة المحافظة  .


 


وحصل مركز البداري، على لقب أخطر مركز في صعيد مصر ، بل أطلق البعض عليه لقب "شيكاغو الصعيد" – حسب أحد التقارير الأمنية -، وذلك نظرا لكثرة الخصومات الثأرية بين العائلات و التى أدت إلى إسراع  العديد منهم إلى شراء الأسلحة وتخزينها،والتسلح  ضد بعضهم البعض.


 


"دوت مصر" توجهت إلى مركز ومدينة البداري ، والذي يتميز بزراعة الرومان ، والذي يعد المصدر الرئيسي للرزق فيها ، ويتم تصديره إلى الأسواق العربية والأوربية ،  حتي أطلق أهل البداري على الرومان لقب " الذهب الأحمر" .



 ومن أشهر العائلات التى تقطن مركز البداري و قراه " النواصر   - آل علام بالعقال البحرى  - عمار ومهران  - آل هريدى  -  ابوشامة  - عزيز   - الزاويدة – زليتم – مواجر -  الشعايبة - العقايلة   - العواشير – العيون - الزناتية - الكتيبات (العقال البحرى ) - الشويخات - الديابة - العصوص ( آل العص )   مكى و بدوى و عيسى و طليبه و شاهين و سنان وطوع الشرابله و الشعانه ".



 


يقول الحسيني محمد على ، أحد أبناء مركز البداري ، أنه يبحث عن فرصة عمل ولم يجد ،وذلك بسبب الخصومات الثأرية وانتشار الأسلحة بين عائلات البداري ، والتي أثرت عليه من الناحية


الاقتصادية ، فقمت بالسفر إلى دولة السعودية ، والعمل لفترة طويل ، ولكنى رجعت إلى المركز   لكي استقر  في عمل مشروع بالبداري ، ولكن أي مستثمر يحتاج إلى أن يكون الأمن والاستقرار  متوفران .


 


وأشار الحسيني ، إلى أن نسبة البطالة والتعليم بين أبناء مركز البداري ، ضعيفة جدا ، بسبب انتشار الأسلحة و تجدد الخصومات الثأرية  داخل المركز ، مؤكدا أن العيب ليس في الحكومة فقط..؟ ولكن المواطن مشارك في ذلك ، بالإضافة إلى غياب التوعية والتحذير من انتشار الأسلحة و الخصومات الثأرية  ، مشيرا إلى  على الرغم من شهرة مركز البداري في تصدير منتج الرومان للدول العربية والأوربية ، إلا انه يعد من أفقر المراكز بمحافظة أسيوط .


 


وقال احمد محمد عبد العال ، من أبناء مركز البداري، أنه في الاونه الأخيرة  انتشر بين عائلات المركز عادت الأخذ بالثأر ، وبدل ما يتنافس المواطنون في فعل الخير ، اتجهوا إلى إراقة الدماء التى حرم الله تعالى قتلها  .



وأوضح أحمد محمد،أنه بدل أن يستثمر العائلات أموالهم  من عائدات تصدير منتج الرومان للدول العربية والأوربية ، اتجهوا إلى شراء الأسلحة والذخائر  وتخزينها  و التناحر والتقاتل والأخذ بالثأر  ، مشيرا إلى أي ثأر هذا  يتم أخذه و قد حرمه الله تعالى ،فلابد من تحرك لجان المصالحات والأجهزة الأمنية  لحقن الدماء وتوعية المواطنين  بخطورة عادت الثأر .


 


وقال يسرى عطا سليمان ،مدير مدرسة إعدادية بالبداري ، انه بيعاني من انتشار الأسلحة و الثأر بين العائلات ، مع الأطفال والشباب ، لدرجة أنه إذا نشبت مشاجرة بين الطلاب وبعضهم داخل المدرسة ، يقوم الطالب بالذهاب  إلى منزله و اخذ البندقية و العودة بها إلى المدرسة للتشاجر مع زميله .


وأشار يسرى عطا ، إلى انتشار الأسلحة بمركز البداري عقب الثورات العربية وخاصة بعد سقوط معمر القذافي و بدء تجار الأسلحة بتهريب السلاح من ليبيا إلى مصر و خاصة البداري ، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية بمركز شرطة البداري تقوم بتنفيذ العديد من الحملات لضبط حائزي الأسلحة ولكن ما يتم ضبطه اقل بكثير من اللي موجود مع الأهالي .



ويقول "تاجر أسلحة" رفض ذكر اسمه،إن الخصومات الثأرية بين كبري عائلات مركز البداري، تعد العامل الأساسي لطرح كميات كبيرة من السلاح الآلي و البنادق الإسرائيلية ، والتي لقت رواجا وإقبال كثيف نظرا لتراوح  سعر البندقية الآلية بدءا من 19 ألف جنيه ، خاصة مع الأسلحة التى تأتي مهربا من ليبيا ، بالإضافة إلى ضعف الإقبال على البندقية الهندية والخرطوش ، بعد أن تم إغراق السوق بالأسلحة الصينية الصنع .



واستكمل "تاجر أسلحة" حديثه لـ"دوت مصر"  أنه وعقب ثورات الربيع العربي و ما شهدته المنطقة العربية في الأربع سنوات الماضية ، من انفلات أمني و ضعف الرقابة على الحدود ، تعد دولتا  "ليبيا و السودان" ، هما أكثر  المصدران الرئيسان لدخول الأسلحة إلى مصر و خاصة محافظة أسيوط ، حيث يستغل بعض القبائل الليبية و السودانية و المهربون ، ضعف الرقابة على الحدود الملاصقة مع مصر ، و خاصة بعض المناطق ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، والتي يتم استخدامها لإدخال الأسلحة عبر تلك الدروب والمدقات الصحراوية ، أو من خلال قرب الجبال بمركز البداري  مع مدينة الغردقة على البحر الأحمر ، أو  من خلال إخفاء بعض الأسلحة و إدخالها عبر مراكب نهر النيل .



وأوضح "تاجر أسلحة" إلى تفاوت أسعار السلاح مابين ارتفاع ونزول حتي و صل سعر البندقية الآلية الروسي مابين 16 إلى 20 ألفا ، و سعر الطلقات الروسي جملة 11 جنيها و قطاعي 15 جنيه ، و بينما بلغت البندقية الإسرائيلي 24 ألفا و البندقية الصيني من 2000 إلى 3 آلاف جنيها ،  والطبنجة 9 حلوان بـ  17 ألفا و الطبنجة الصيني 1500 جنيها ، و الطلقة 9ملم وصل سعرها إلى 14 جنيها ، و فرد الخرطوش  1300 جنيها ، و الجرينوف بـ 76 ألفا ،والصاعق الكهربائي رجالي 700 و950 للحريمي .  


وقال حسنى فولى حمدان ، مدير عام بالأزهر الشريف ، وعضو لجنة المصالحات بمركز البداري ، إن لجنة المصالحات تسعى جاهد في إنهاء العديد من الخصومات الثأرية بين عائلات مركز البداري ، مشيرا إلى إن لجنة مصالحات المحافظة نجحت في خلال السنوات الماضية في إنهاء عدد كبير من الخصومات الثأرية بين عائلات البداري و كان أبرزها إتمام المصالحة بين عائلتي " زليتم" و"الزوايدة" بمركز البداري ، بعد خلاف على قطعة أرض زراعية  منذ عام 1956 ، راح ضحيتها أكثر من 50 شخصًا من أبناء العائلتين ، مشيرا إلى أن لجنة المصالحات تعمل على إنهاء خلافات بين عائلتين أخري بالمركز .


وقال العقيد أحمد كشك ، نائب مأمور مركز شرطة البداري ، إن الوضع الأمني بالمركز مستقر و تحت السيطرة ، و نجد تعاونا كاملا بين العائلات في إنهاء الخصومات الثأرية ، مؤكدا  إلى أن رجال الشرطة يعملون على بث الأمن والاستقرار لدي المواطن الأسيوطي و خاصة أبناء مركز البداري ، مشيرا إلي شن العديد من الحملات الأمنية لضبط تجار الأسلحة النارية الغير مرخصة و البلطجة ، والعمل على القضاء على البؤر الإجرامية في المحافظة .



وأوضح العقيد أحمد كشك، أنه تم ضبط أكثر من 46 قطعة سلاح و مخدرات ، بالإضافة إلى  ضبط 50 كيلو حشيش و ضبط ارض زراعية مزروعه بنبات البانجو المخدر ، خلال شهر يناير الماضي .


قال سامح عبد العليم رئيس مركز ومدينة البداري،  إن المركز يعد من المناطق المحرومة والفقير للمشاريع الاستثمارية ، وذلك بسبب انتشار الخصومات الثأرية بين العائلات وخاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 ، و أحداث التى وقعت في  ليبيا  ، حيث انه كان يوجد أكثر من 100 ميكروباص  كان يتم نقل أبناء المركز إلى ليبيا ، مما أدي إلى وقت الانفلات الأمني في ليبيا  وخاصة ضعف الرقابة على الحدود الصحراوية مع مصر ، ساهم في استغلال المواطنين بالدخول بالأسلحة المهربة إلى مصر وخاصة مركز البداري .



وأشار رئيس مركز ومدينة البداري ، إلى أنه يوجد ترسانة  حربيه أسلحة مع المواطنين من الجرينوف ، و البنادق الآلية، ما أدي إلى إنفاق العائلات كل أموالهم على شراء الأسلحة ،خاصة وان المركز يعد الأول في تصدير منتج الرومان إلى الدول العربية و الأوربية ، مشيرا إلى أن كثرة الأسلحة تسببت في إعاقة قطار التنمية داخل المركز ، حيث أنه يتم إغلاق الشوارع التى يوجد بها خصومات ثأرية بين العائلات ، مطالبا الأجهزة الأمنية بتكثيف الحملات الأمنية لضبط حائزي الأسلحة الغير مرخصة .


 

وأوضح سامح عبد العليم ، إلى أنه تم تخصيص 40 فدان بقرية عرب مطير التابعة لمركز البداري ، لإنشاء مدينة صناعية ، يتم تقسيمها لخدمة منتج الرومان ، و توفير فرص عمل لأبناء المركز  والحد من نسبة البطالة .