التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 11:33 م , بتوقيت القاهرة

التدخين "كيف".. فهل يعرفه رؤساء مصر؟

بعد أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي زيادة الضريبة على السجائر، للمرة الثانية خلال 7 أشهر، قرر عدد من المواطنين البدء في محاولة الإقلاع عن التدخين، في حين اعتبر آخرون أن السجائر "كيف بيذل"، لا يمكن الاستغناء عنه، ولو أصبح ثمنه 100 جنيه.


ورغم أن تفسير كثيرين للقرار، بأنه رغبة من الرئيس في إقلاع المدخنين عن السجائر، لأنه جل رياضي، إلا أن القرار ليس جديدا، حتى مع رؤساء شاركوا الشعب "كيف التدخين".



عبدالناصر.. البداية


كان الرئيس الراجل جمال عبدالناصر أول من رفع الضريبة على أسعار السجائر، رغم أنه أممّ مصانع التبغ البريطانية والفرنسية، لكن في عام 1954 ظهر في خطاب تليفزيوني، قائلا: "سعر علبة السجائر سيرتفع لدعم المجاهدين في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي"، واعتبره الشعب "موقفا تاريخيا".


وعُرف عن عبدالناصر أنه كان مدخنا شرها، حتى أنه أصيب بتصلب في الشرايين، وطلب منه الأطباء الإقلاع عن التدخين، وفقا لما ذكره الطبيب المعالج لناصر في أحاديث صحفية، وهو ما وافق عليه فورا، قائلا: "لو أن هذا الأمر يتعلق بي شخصيا لجادلتك.. ولكنه يتعلق بمصير مصر".



وذكر الفنان محمد صبحي في حوار تليفزيوني، أنه تعلم تدخين السجائر من عبدالناصر، عندما حضر فيلما هنديا في سينما قصر النيل، وكان في سن الرابعة عشر، وقبل بداية الفيلم شاهد عبدالناصر في أحد أخبار "الجريدة الناطقة" يدخن، ولأنه كان متيما بالرئيس، قرر تقليده، فخرج من السينما واشترى سيجارتين.


السادات.. "كيف الملوك"


لم يكن الرئيس الراحل أنور السادات يدخن السجائر كثيرا، لكنه كان مولعا بـ"كيف من نوع آخر"، يطلق عليه الخواجة ويليام بايب "دخان الملوك".


يقول ويليام، أحد أقدم وأشهر باعة البايب "الغليون"، في حديث صحفي سابق، إن جيهان السادات كانت تشتري لزوجها منه، حتى قبل أن يتولى رئاسة مصر، وكان يفضل الماركة الإنجليزية.



وفي عام 1977، كان للسادات عدد من القرارات الاقتصادية، من بينها رفع أسعار السجائر، ضمن مجموعة إجراءات برفع أسعار عدة سلع أخرى، تسببت في مظاهرات عُرفت حينها بـ"انتفاضة الخبز".


مبارك.. عدو الدخان


عكس سابقيه، كان الرئيس الأسبق حسني مبارك عدوا للتدخين، فلم يُشاهد، على طول فترة حكمه، مرة يُدخن سيجارة، وفي أحد الحوارات الصحفية، قال قائد طائرات الرؤساء الأسبق، "إنه كان يمنع التدخين في طائرة الرئاسة، ويكره دخان السجائر".



ورفع مبارك أسعار السجائر أكثر من مرة، وشهد عهده أول ارتفاع كبير في أسعارها، حتى الأنواع المحلية منها، وآخر زيادة أقرها كانت في يوليو 2010، موحدة على جميع علب السجائر المحلية والأجنبية بمقدار 150 قرشا.


مرسي.. الزيادة الأكبر


كانت الزيادة التي أقرها الرئيس الأسبق محمد مرسي، الأكبر في سعر السجائر، حيث زادت في ديسمبر 2012 بنسبة 50% من سعر البيع للمستهلك، إضافة إلى 250 قرشا على العبوة، وذلك بالنسبة للسجائر المستوردة، أما السجائر المحلية، فتمت إضافة 200 قرش على سعرها، لكنه تراجع عن قراره بعد ذلك.


ولم يكن الرئيس الأسبق مرسي يدخن السجائر، لكن نجله الأصغر اتُهم بتعاطي الحشيش. ويعد قرار رفع سعر السجائر، من أول القرارات الاقتصادية التي اتخذها مرسي.



وحسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، الصادر في مايو الماضي، فإن عدد المدخنين في مصر يقدر بـ14 مليونا.


وأوضح التقرير أن حجم الإنفاق الأسري على التدخين بلغ 4.1%. وحسب تصريح وزير المالية، فإن عائدات ارتفاع أسعار السجائر الأخيرة تبلغ 5.5 مليار جنيه، أكدت وزارة الصحة ذهاب جزءا منها لصالح التأمينات الصحية، والباقي لدعم الموازنة.


وتلجأ أغلب الحكومات التي تعاني عجزا اقتصاديا، إلى رفع الضرائب على بعض السلع، ويكون الخيار الأسهل هو السجائر والكحوليات، باعتبارها ليست من السلع الأساسية، ولتصدير فكرة الحد من التدخين، وهو ما يتضح عدم صحته في كل مرة.