التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 09:48 م , بتوقيت القاهرة

مصر.. ورباعي الإرهاب !

المشهد الحالي في شرق مصر وغربها يبعثر الأمن القومي. الإرهاب يفرض على مصر أن تكون لها ذراع طُولى قوية وقادرة ليس فقط لردع داعش وفجر ليبيا وأنصار الشريعة غربا وأنصار بيت المقدس وكتائب القسام وحماس شرقا، لكن الأهم أن نتصدى لمن يقف وراءهم.. يؤيدهم بالمال والسلاح والدعم السياسي في المحافل الدولية.


ما فعلته قطر مؤخرا مع مصر يؤكد أنها ترعى الإرهاب.. وتُنفق عليه بسخاء.. ضربت باتفاقها مع الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز عرض الحائط.


لقد فُرضت الحرب على مصر.. ولكن شن الحرب لا يجب أن يكون بقرار عشوائي يغرسنا في مستنقع كما حدث لقواتنا فى اليمن فى الستينات واستدراجنا إلى حرب 1967 أو الأوحال التي غرست فيها واشنطن في جبال أفغانستان وهي تقاتل طالبان.


الخطة التي ترسمها بدقة واشنطن بمساعدة تركيا رأس حربة حلف الأطلنطي ومساعدة القاعدة العسكرية الأمريكية والخنجر المغروس فى ظهرنا وهي قطر، تستهدف توريط الجيش المصري وإضعافه ومن ثم الانتهاء من الشوكة القوية التي تُحبط مخططات الهيمنة والتقسيم.


مصر قبل أن تُحارب عليها أن تُدرك أن زرع التطرف على حدودها الشرقية والغربية لم يكن اعتباطا.. ولكنه مخطط مرسوم بإحكام.. وسأضرب مثالا بليبيا التي قامت 40 دولة بقرار من مجلس الأمن بشن 30 ألف غارة جوية مدعمة بـ17 قمرا صناعيا وأربعة أساطيل بحرية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا).. ماذا حدث لشعبها؟!  قتل منهم 5 آلاف شخص وتم اعتقال 40 ألفا وحملت 4 آلاف امرأة سفاحا من الدواعش الأنذال.


إذن نحن نحارب سياسيا الولايات المتحدة، وعلى أرض الواقع سنجد أنفسنا في اشتباك مباشر مع طائرات تركيا وقطر التي تحمل أسلحة ومؤنا للمتطرفين.


الطائرات القطرية- لمن لا يعلم- كانت تهبط في مطار غرب العلمين في عهد الإخوان، ثم تقلع بعد تزويدها بالوقود إلى قواعد عسكرية في ليبيا لتقديم الدعم المباشر للإرهاب ومثلها تركيا طبعا.


إنَّ مصر مطالبة قبل حربها على الإرهاب أن تُحيي مشروعا عربيا قوميا يُفعّل اتفاقية الدفاع المشترك ويدعم الحكومة الشرعية الليبية.. لابد أن تكون الضربات المقبلة لمصر مدعومة دوليا وعربيا.. لابد من غطاء غربي وليكن إيطاليا وفرنسا مثلا وغطاء عربي من دول الخليج وشمال إفريقيا.


الإرهاب إذا انتصر سيندثر الخليج وتسقط مصر ويخضع الوطن العربى للتقسيم من أمريكا وإيران، وتُطبع إسرائيل علاقتها الاقتصادية مع كل الدول الجديدة بالمنطقة سواء المتأسلمة أو العميلة أو الخانعة.


من ثم فإذا حاربت مصر يجب أن يكون الصف العربي قويا كما كان في حرب 1973 وفيصل العظيم والقذافي المجنون وبومدين المتحمس وروسيا القوية فى حلف واحد مع مصر وسوريا.. الحرب القادمة على الإرهاب إذا شُتت الصف العربي، وبذرت بذور الفتنة والفرقة فقل على العرب السلام!


مهم أن تدعم مصر الشرعية الليبية.. والأهم أن تدعو الجامعة العربية إلى اتفاق في القاهرة ينهي الحرب الأهلية في ليبيا مثلما فعلت السعودية عام 1990 في اتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية.. الإرهاب تغير.. والزمن تغير.. والملوك والرؤساء العرب تغيروا،  لكن المبادئ والثوابت الاستراتيجية ينبغى أن تبقى راسخة لا تلين.


وتبقى إيران التي تلعب في اليمن لعبه قذرة على يد الحوثيين حلفائهم في محاولة لإغلاق باب المندب المدخل الوحيد للبحر الأحمر وقناة السويس.. لو تم إغلاقه ستضيع قناة السويس وتتهدد وحدة الأراضى السعودية.. من أجل هذا تجرى المناورات السعودية المصرية البحرية حاليا لرفع الكارت الأحمر في وجه إيران التي تسعى لنشر المد الشيعيّ في المنطقة ودحر معاقل السُنّة في الأراضي المقدسة والأزهر.. هذا ما يجب أن يعيه القادة العرب وينّحوا جانبا خلافاتهم وشواغل صدورهم. 


الوضع خطير لا شك في ذلك والمصريون متخوفون من أن يتفتت الجيش في حرب الإرهاب شرقا وجنوبا وغربا وربما شمالا ناحية تركيا.. لكن القيادة السياسية والعسكرية المصرية رأت ببعد نظرها تشكيل ما يُسمى بقوة تدخل سريع وهي عبارة عن جيش خاص صغير محمول جوا ويتكون من قوات مظلات وصاعقة وكوماندوز، بالإضافة لدبابات ومدافع ميدان.. جيش تحمله ثلاث طائرات داخل الوطن أو خارجه لحماية المصريين والأمن القومي العربي.. القوات المسلحة المصرية العظيمة يمكنها أن تُشكل أكثر من جيش صغير كامل التجهيز يكون في موقع الاشتباك "مسافة السكة" وبأقصى قدر من التمويه والتضليل.


قوات التدخل أو الانتشار السريع المصرية قادرة على حماية الحدود البحرية والبرية للدول العربية جميعها، وسيتم قريبا نقل التجربة إلى دول الخليج الصديقة لمصر وتدريب قواتها على التواجد في مطاراتها العسكرية للتحرك مع القاهرة فى ساعة صفر محددة بين الجيوش العربية.


وأخيرا إنها الحرب الخبيثة تلك التي تدار عبر البحار، بيننا وبين الأمريكى البائس المضطرب قلقا من نهضة مصر، فعساه يقول وهو يهزي بضربات التلويش الداعشية، كمن يلقى بالحجارة عبثا على قطار مصر المنطلق نحو الخلاص من التبعية والانعتاق منها صوب النهوض.


 عساه الأمريكي يقول: كم ضيعتني الأيام بعدما كنت سيدا للأرض.. كم أهانتني الأيام بعدما كنت أصارع جبابرة الأرض ودولا كبرى محتشدة، إذا بي أُطاحن وأشاغل دولة صغيرة فى العالم الثالث.. كم هي الأقدار أتعستني وخيبتني، إذ جعلتني أضحوكة الدنيا بين الأمم بعد أن كنت حكيما يُسمع لقولي .. كم هو بؤسي حين تكون عدتي في الحرب حفنة من الأوغاد الأجلاف المتأسلمين ممن أعددتهم لهذا اليوم – الإخوان وبغال الدواعش – إذ خيبوا رجائى بحماقة، وليس لي سواهم من جند ينازلون خصمى العنيد _ مصر).


لكن مصر الأبية الصامدة المرابطة، هي من تصدت لهذه المعارك القذرة، مصر ستخلص العالم من تلك البغال التي أطلقها الأمريكي الموتور الغاضب، بل هي مصر من ستنهي جولة الشيطان الصهيو أمريكى في الشرق كما أنهت جولة المغول والصليبيين أسلافهم، ولمن أراد أن يجرب، فلن تكون إلا تلك النتيجة ( مصر مقبرة الغزاة ).