التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 10:50 م , بتوقيت القاهرة

كيف لعبت "أبو ظبي" دورا في صفقة الرافال؟

ربما ذهب التعاون العسكري بين مصر والإمارات إلى أبعد من المناورات العسكرية أو التدريبات المشتركة التي يقوم بها الجيشان من حين لآخر، إلى أن تساهم العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بشكل غير مباشر، في مرحلة ما بعد إتمام  صفقة طائرات الرافال الفرنسية التي يجري التفاوض عليها منذ 5 أشهر.  


لماذا الرافال؟ 
"ستساعد الطائرة المقاتلة الفرنسية، مصر على تأمين قناة السويس ومكافحة الإرهاب في سيناء، والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي"، هذا ما جاء على لسان وزير الدفاع الفرنسي لودريان، حيث أشار إلى الرئيس السيسي لديه ضرورة استراتيجية لتأمين قناة السويس التي يمر عبرها جزء كبير من التجارة العالمية، وهذا هو السبب الأول للحاجة الملحة أن يكون لدى مصر وسائل حماية بحرية وجوية للاضطلاع بهذا الدور.


كما أشارت صحيفة الليموند الفرنسية إلى "الحدود المتوترة من جهة ليبيا والوضع في سيناء خطيران جدا وخصوصا في ليبيا، وأصبح لا بد من إتمام الصفقة لمنع تقدم داعش باتجاه مصر"، خلاف حاجة مصر لتنويع مصادر السلاح؛ فتم الاتجاه إلى الرافال بعيدا عن طائرات F16 حيث سيطرة واشنطن. 

أبو ظبي وما بعد الرافال؟ 
انطلق في العاصمة الإماراتية اليوم الأحد مؤتمر أبو ظبي الدولي للدفاع بمشاركة مئات من شركات الأسلحة العالمية وعدد من ممثلي وزارات الدفاع في الدول ويمثل مصر فيه رئيس أركان القوات المسلحة، الفريق أول محمود حجازي على رأس الوفد العسكري. 


يقول رئيس هيئة الدفاع والاستشارات الدولية الفرنسية، جان ميشال بلاجوس، المشارك في مؤتمر أبو ظبي، إن التركيز الآن منصب على عقد بيع مقاتلات رافال وفرقاطة لمصر، والمقرر أن تتولى الهيئة إعداد العاملين على الفرقاطة، بحيث يكون الفريق جاهزا في حال قررت السلطات المصرية إشراكها في افتتاح أعمال توسيع قناة السويس.

وأوضح بلاغوس أن الإعداد والتدريب يحصلان في فرنسا وفي الدول المعنية، وهذه من نقاط القوة التي نتميز بها لأننا نقدم تأهيلاً مطابقا لتأهيل القوات الفرنسية على أراضينا وفي الخارج، بحسب صحيفة الحياة. 


وعبر عن قناعته بأن "الدول التي نعمل معها تدرك أن التأهيل الذي نقدمه يوازي نوع وجودة ما نقدمه للجيش الفرنسي الذي يعد احد أفضل الجيوش في أوروبا والعالم"، موضحا إلى أن "الدول التي نتواجد فيها ليست زبائن بل دول صديقة تقدر قيمة ما نقوم به وعلاقاتنا مبنية على الثقة المتبادلة"، وجاءت هذه التصريحات على هامش فعاليات مؤتمر أبو ظبي الدولي للدفاع. 



أهمية المؤتمر 
يقول رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض ومؤتمرات الدفاع الدولي "آيدكس2015"  اللواء الدكتور عبيد الكتبي، في تصريحات صحفية "الشركات العالمية تتسابق للمشاركة في أيدكس لعرض أحدث تقنيات الصناعات العسكرية في هذا المعرض الذي أصبح أحد أكبر معارض الدفاع إقليميا ودوليا، مما تطلب زيادة مساحات العرض من دورة لأخرى حتى تستوعب هذا الكم الهائل من المشاركين والعارضين والاعلاميين والزوار ليشمل كل جوانب الصناعات العسكرية البرية والبحرية والجوية".
وأضاف الكتبي أن هذه الدورة تشهد انطلاق معرض ومؤتمر الأنظمة غير المأهولة "يومكس" بالتزامن مع آيدكس ونافدكس، لعرض أحدث ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية في مجال الأنظمة غير المأهولة الذي يطرح منصة احترافية ومتخصصة لكل من مصنعي ومزودي الأنظمة غير المأهولة لعرض أحدث الابتكارات في هذا المجال الدفاعي.



رقم قياسي للرافال
وبعودة مرة أخرى  للرافال، فإن المفاوضات بين الحكومة المصرية والفرنسية خلال 5 أشهر للمرة الأولى في تاريخ الصفقات العسكرية بين البلدين، وهي فترة قياسية تؤكد الحاجة الملحة للجيش المصري إلى استخدام طائرات "رافال"، وهو ما أكده "لورديان".


واستبشر الفرنسيون خيرا بعد توقيع عقد بين مصر وشركة داسو الفرنسية لصناعة الطائرات لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة واحدة، في صفقة تبلغ قيمتها 5.2 مليار دولار، لتكون بذلك أول صفقة لشراء طائرات رافال في تاريخ الشركة منذ بدء إنتاجها قبل نحو عقدين.