التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 11:32 م , بتوقيت القاهرة

كاتب بريطاني: أيديولوجية "داعش" حداثية

يرى كيفين ماكدونالد، رئيس قسم علم الجريمة وعلم الاجتماع في جامعة ميديلسكس البريطانية، أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأيديولوجيته، تستمد أصولها من الفكر الغربي الحديث، بعكس ما يؤكده غالبية المحللين والباحثين من أنه يستند إلى العصور الوسطي.


ويضيف الأستاذ المتخصص في علم الاجتماع، في مقال نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية، أن من عوامل جذب الشباب للفكر الجهادي، أنه قادر على وقف سلطة الأجيال الأكبر في مجتمعاتهم، حيث يقدم الجهاديون أنفسهم بأنهم مرتبطون بالدين أكثر من آبائهم المرتبطين بالحضارة التي يعيشون فيها.


ويؤكد الكاتب أن الجهادية المعاصرة لا تستند إلى الماضي، بل تستند إلى أيديولوجية عصرية غير تقليدية، والتي تأثرت بشكل كبير بتاريخ السياسة والثقافة الغربية.


ويشير الكاتب إلى اقتباس أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، في خطبته التي أعلن فيها تأسيس "الدولة الإسلامية" وتنصيب نفسه خليفة لها، من المفكر الهندي أبو الأعلى المودودي، مؤسس حزب الجماعة الإسلامية عام 1941 وصاحب المصطلح العصري "دولة الإسلام".


ويشير الكاتب إلى تأثر المودودي في أثناء تشكيله لفكرة "الدولة الإسلامية" بالأفكار الغربية، حيث أخذ معتقدا مشتركا بين الإسلام وأديان أخرى، وهو أن الله وحده هو له السلطان المطلق على الإنسان، ليعيد صياغة سلطة الله إلى سيادة الله.


واستلهم المودودي أيضا فهمه للعالم من حيث هو محكوم بقوانين طبيعية اعتبرها مظاهر قدرة الله، ومزج ذلك برؤيته عن حكم الله، ليفسر هذا الحكم بمصطلحات سياسية، مؤكدا أن "الله وحده هو الحاكم"، ما جعل الدولة والدين كمفهومين ينصهران.


ويؤكد الكاتب أن هذه الفكرة غير موجودة بالمرة في رؤية العصور الوسطى، بسبب تعدد السلطات التي كانت تحكم في هذه الفترة، بل إن فكرة "الحاكم" لدى المودودي تأتي من نظم الحكم في الدول الغربية، وأيضا مستمدة مما توصلت إليه الثورة العلمية الحديثة.


ويدين المودوي أيضا في رؤيته السياسية، إلى فهمه للثورة الفرنسية التي يرى أنها قدمت للعالم "دولة مؤسسة على مجموعة من المبادئ"، على العكس من الدول المبنية على أساس العرق أو القبيلة أو الديانة، ما أثر في رؤية المودودي للمواطنة في الإسلام.


ويعتبر كاتب المقال أنه، مثلما صنعت الدولة الفرنسية الثورية مواطنيها، حيث لا يمكن التفكير في المواطن خارج الدولة، فإن "الدولة الإسلامية" أيضا تصنع مواطنيها.


ويضيف أن عنف "داعش" كذلك يتسم بالحداثة، تماما كأيديولوجيته، فمقاتلو التنظيم لا يقتلون فقط، ولكنهم يسعون دائما إلى إهانة أعدائهم والتمثيل بجثث قتلاهم، وهو ما فعلته الجيوش في العصر الحديث ولم تقدم عليه جيوش الماضي السحيق.