التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 08:38 م , بتوقيت القاهرة

"عم مصطفى".. حكاية أب فقد ابنته بدعوى "برودها الجنسي"

في أحد الأيام، تفاجأنا بقدوم "عم سعيد" أحد أصحاب المعارض الكبرى للدرجات البخارية بقرية "أم اخنان" بالحوامدية، إلى منزلنا، ليطلب مني يد ابنتي "ياسمين" لأحد العاملين معه بالمعرض، مستعطفا له بعبارة "الواد ده غلبان وجدع ومعاه 3 عيال من زوجتين قبل كدا"، لكني لم أعرف أنه سيقتل "نور عيني" بهذه الطريقة البشعة.. هكذا لخص مصطفى سعيد، حكاية ابنته "ياسمين" التي خنقها زوجها.

يقول مصطفى سعيد لـ"دوت مصر"، بعد زواجهما بأسابيع تفاجأت بعدم ذهاب زوج ابنتي "أحمد. ف" إلى عمله، رغم إلحاح صاحب المعرض "عم سعيد" عليه للعودة للعمل، ليجلس عاطلا لا يجد ما ينفقه على أولاده.

مشاجرات لقمة العيش

"انزل هات لقمة عيشك عشان تعرف تأكل ولادك وأنا مش مهم.. أبويا كفيل بيا، انت مش مريض عشان تقعد في البيت"، عبارة شهيرة نطقت بها الزوجة "ياسمين" بعد أن فاض بها الكيل من زوجها، وكانت سبب نقمته عليها، ونقلها عنها أبيها في حديثه لـ"دوت مصر".

يقول والد الضحية: "بعد تعدد المشاجرات بين المتهم وابنتي، قررت استئجار منزل صغير لهم في قريتي على حسابي الشخصي، لأخفف عنه عبء استئجار مسكن، وليكتفي فقط بالصرف على أولاده وابنتي، ومع ذلك لم يكن هناك تطور ملحوظ في أفعاله.. وأصبحت ابنتي هي الكفيلة بعد ذلك على علاج أولاده، تذهب بهم إلى المستشفيات لعلاجهم".

يضيف الرجل الخمسيني: "لم أكن أعرف أن ابنتي ستدخل إلى حياة لاتقل عذابا عن الجحيم، وفي أحد الأيام تلقيت مكالمة هاتفية من ابنتي تبلغني فيها أنها تعرضت للضرب والسب، فأرسلت لها نجلي الكبير "وليد" ليأخذها من منزل زوجها.. وبالفعل ذهب إلى شقيقته ليأخذها، وأثناء ذلك هدده "أحمد" بالقتل هو وشقيقته، وعندما أبلغني ابني بذلك، قلت له "ماتاخدتش الكلام من شخص تافه معندوش عقل"، وجاءت ابنتي إلى بيتي وارتمت في أحضاني".

 في هذ الوقت قرر الأب عدم إرسال ابنته مرة أخرى لمنزل زوجها، وطلب منه الطلاق، لكن وساطة "كبار القرية" الذين طلب منهم المتهم إرجاع الزوجة نجحت، بحسب رواية الأب.

عجوز و"3 صنايع"

رغم أن مصطفى سعيد رجل خمسيني، لكنه كان يضرب بنفسه المثل كثيرا أمام زوج ابنته، لكي يعود مرة أخرى للعمل، فكان يردد أمامه أنه رجل في نهاية أيام حياته، ويعمل في ثلاث وظائف، موظفا بمبنى محافظة الجيزة، و"سباك" وعامل في هيئة النظافة، بحسب ما أخبره لـ"دوت مصر".

ونفى والد المجني عليها ما قاله المتهم في النيابة العامة، من أن ابنته كانت تعاني من "برود جنسي" أتعبه وكان أحد أسباب قتله لها، قائلا إنها كانت تعاني من مشاكل في الإنجاب، لكنها تعالجت، وماتت وهي حامل في شهرها الثاني.

يوم الجريمة

عن يوم الواقعة، يقول مصطفى: في الصباح، استقيظت من النوم، وأعطيت لابنتي الثانية "هبة" نقودا لتشتري طعاما للإفطار لها ولأختها "المجني عليها"، وعندما ذهبت لإعطائها الطعام، وجدتها منبطحة على الأرض، ويدها متصلبة "مخشبة"، وسط اختفاء زوجها وأولاده من المنزل، فجاءت وأخبرتني.

ذهب الأب إلى منزل ابنته، فرآها في حالتها، فاقدة للنطق، وتوجد علامات زرقاء على رقبتها، فاتصل بطبيب، وعندما جاء وفحصها، قال إنها فارقت الحياة، وطلب إبلاغ الشرطة لاشتباهه في وجود شبهة جنائية، بسبب العلامات الزرقاء التي حول رقبتها، وهو ما حدث بالفعل.

يقول "وليد" شقيق المجني عليها: قبل وقوع الجريمة بيوم واحد، كان الجو باردا، وطلبت أختي القتيلة أن أشتري لها "كرنب" لعمل "محشي"، كما طلبت من أبي أن يشتري لها سماعات "سب ووفر"، لسماع أغان وهي تعد الطعام، ولدى دخولي إلى بيتها لإعطاءها ما طلبت، سمعت زوجها "المتهم" يتحدث مع آخرين، وينصحانه بالتراجع عن قراره و"يخلي باله من ولاده ومراته"، ولم أكن أعرف أن قراره هذا هو قتلها.

كانت قوات الشرطة قد ألقت القبض على الزوج المتهم، تحت إشراف مدير أمن الجيزة، اللواء كمال الدالي، حيث كان يختبأ في بيت أحد أصدقائه، وبعدها اعترف أمام مدير نيابة البدرشين، المستشار محمد عبد السلام، بارتكابه الجريمة، نتيجة معايرته لعدم عمله، وقال إنها كانت تعاني من برود جنسي.

وأنهى الأب المكلوم  حديثه مع "دوت مصر"، قائلا "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، فياريت العدالة تعدمه وتريحنا منه، وإن شاء الله هحرق قلب أسرته زي ما حرق دمنا.. حسبنا الله ونعمة الوكيل".