التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 02:50 م , بتوقيت القاهرة

كاتب بريطاني: ضربة السيسي لليبيا كشفت ازدواجية الغرب

أكد الكاتب البريطاني دان جلازبروك، أن رفض الدول الغربية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعمه في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أثبت ازدواجية الغرب، وعدم اهتمامها بإعادة الاستقرار إلى ليبيا، بعدما أدى تدخلهم السابق لحالة عدم الاستقرار التي يعاني منها الشرق الأوسط بأكمله في الوقت الحالي.


وقال جلازبروك، في مقال نشره موقع "روسيا اليوم"، إن الدول الغربية تردد مؤخرا أن داعش هو الأكثر تهديدا للحضارة الإنسانية في هذه الفترة، مدعين أنهم ملتزمون تماما بهزيمته، ولكنهم يستغلون وجوده في مناطق شاسعة من سوريا والعراق ذريعة لتوطيد تدخلهم في الشرق الأوسط.


وأضاف: "بما أن ليبيا يبدو أنها تتبع نفس طريق سوريا، حيث أدت الحرب الدائرة بين الميليشيات المعتدلة، المدعومة من قبل الدول الغربية، والنظام السوري الحاكم إلى تعبيد الطريق لسيطرة تنظيم داعش. إلا أن بريطانيا والولايات المتحدة لا يحبذون مواجهة داعش في ليبيا، ما أدى بهم إلى تجاهل طلب السيسي لتشكيل تخالف دولي لوقف تقدم وسيطرة التنظيم، ولكن تجاهل الدول الغربية لطلب السيسي أوضح الازدواجية التي يتبعها الغرب تجاه داعش".



وأشار إلى أنه حذر من قبل من سيطرة الإسلاميين المتطرفين على ليبيا، قبل أن يعلن تنظيم داعش سيطرته على ثلاث مدن ليبية، وفي هذا السياق أورد الكاتب جزءا من حوار مع الرئيس السابق لليبيا معمر القذافي، نشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية، في 6 مارس 2011، أي قبل بداية قصف حلف الناتو لليبيا بسبعة أشهر.


قال القذافي في الحوار: "أريد أن أؤكد: إذا ما تم تهديد ليبيا وفقدت استقرارها ستجدون فوضى في البلاد، وستجدون بن لادن وفصائل مسلحة، هذا ما سوف يحدث، سوف تجدون هجرة غير شرعية، آلاف الناس سوف يغزون أوروبا عبر ليبيا، ولن يوجد أحد قادر على وقفهم".


وأوضح جلازبروك أن القذافي حذّر أيضا من مدينة درنة، التي ضربتها القوات الجوية المصرية هذا الأسبوع، قائلا إن الكثير من الانتحاريين في العراق يأتون من درنة، وإنها سوف تصبح "إمارة إسلامية" على شاطئ البحر المتوسط.، ولقد سخر الإعلام الغربي من تحذيرات القذافي وقتها، حتى نوفمبر العام الماضي حينما أعلن داعش أنه سيطر على مدينة درنة الليبية.


وأضاف الكاتب البريطاني أن ضربات السيسي الجوية ضد داعش في ليبيا تهدف إلى عكس دور الدول الغربية في تعزيز صعود داعش، الذي جاء عبر التدخل في سوريا، ودعم المعارضة السورية المعتدلة ضد النظام السوري، مضيفا أن السيسي يريد أن يوقف تمدد سيطرة داعش في ليبيا حتى لا يتحول الموقف هناك إلى ما يشبه العراق وسوريا.