التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 01:40 م , بتوقيت القاهرة

ما حدث في ليبيا.. الفقه أمام السياسة

ما يحدث الآن في ليبيا مجرد عرض لمرض أكبر، ونتائج هامشية لأسباب رئيسية كبرى هي الدافع وراء هذه الفوضى، والأسباب تمثلت بالأساس في حاكم مستبد، نصف مجنون، فتح مخازن السلاح وجعلها في يد الجميع، ورفض الانصياع لرغبات شعبه.


ثم، في طائرات التحالف الدولي بقيادة فرنسا التي دمرت نصف ليبيا، وقتلت 100 ألف ليبي، بحجة إسقاط القذافي ثم تركت الفوضى تعم المكان. وتركت السلاح ينتشر في يد المجرمين على كل شاكلة.


وقامت فرنسا وبريطانيا بتوزيع غنائم الحرب واقتسام آبار البترول على الأرض بنفس النسبة التي تمت في السماء. بنفس نسبة طائرات كل دولة شاركت في القصف.


ها هي اليمن ومن قبلها الصومال وقعتا في ظروف مشابهة، ولكن المجتمع الدولي يصم آذانه طالما لم يكن هناك بترول.. ليست قواعد العدل والإنسانية هي الحاكمة، بل رائحة النفط هي التي تحركهم، وهؤلاء هم السفاحون الحقيقيون الذين يتجنبون الحرب على أرضهم منذ الخمسينات ثم بدأوا في تصديرها للخارج.


والأرقام تُخبرنا أنه من بعد الحرب العالمية الثانية وعقد اتفاقية الأمم المتحدة وخطة مارشال لإعمار أوروبا، نشبت في العالم 200 حرب، خارج الأراضي الأوروبية، ولكن دول أوروبا كانت ضالعة فيها بشكل أو بآخر. فهم يبيعون لنا السلاح، ويصطنعون المشاكل، ثم يتركونا يقتل بعضنا بعضا.. ويحصدون أموال السلاح والنفط.


ثم، في جماعة الإخوان التي جعلت من نفسها فوق الوطن وفوق أرواح البشر وترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات التي رفضتهم وتصر على بقاء مجلسهم المنحل وتتحالف مع الجماعات الإرهابية المسلحة.


ثم، في بعض الدول الإقليمية مثل قطر وتركيا التي تساعد بشكل شبه علني هذه الجماعات. وفي الآخير، يأتي التفسير المتشدد لبعض نصوص الإسلام أو بعض وقائع التاريخ.


المسيحية تقول أحبوا أعداءكم، ولكنه لا أحد يحب أحدا. والإسلام يقول اعدلوا هو أقرب للتقوى، ولكن الظلم ينتشر في كل مكان.


أيضا في الإنجيل على لسان السيد المسيح، "لم آت لأجلب سلاما، بل جئت بالسيف" _ لوقا.. وفي موضع آخر "من لم يشتر سيفا، فليبع ما لديه ويشتري سيفا" " متا."


كلمة السيف لم ترد في القرآن ولا مرة.. بينما وردت في الإنجيل والتوراة بشكل واضح.. فهل تحول المسيحيون إلى أمة السيف..! أم أنهم أمة الاختراع والبحث العلمي والقانون الدولي..!


وهل هذا النص يحرك 2 مليار مسيحي حول العالم..؟ أم أن الواقع السياسي والاجتماعي والدولي أقوى من أي دين..؟


نصوص الدين ما هي إلا غطاء هش وساذج لتصرفات سياسية أكثر تعقيدا ووقاحة. وهؤلاء المعاتيه ما كان لهم أن يفعلوا ذلك في ظل دولة مستقرة ذات سيادة.. بل هم لا ينتشرون إلا في الفراغ أو على مخلفات الحروب أو في الصحراء الموحشة، أو في البيوت الخربة المظلمة.. تلك هي بيئتهم.