التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:30 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| مصريون شاركوا "داعش" ذبح الأقباط بليبيا

عادت قضيتا وفاء قسطنطين، وكاميليا شحاتة، لتستخدم كذريعة لاستهداف الأقباط في مصر، وذلك بعد قيام تنظيم "داعش" بليبيا ذبح 21 مصريا مسيحيا، زاعمين الثأر لكامليا ووفاء قسطنطين وأخواتهم "المحتجزين داخل الكنائس" على حد قولهم، ولكن اللافت للنظر أن "داعش" لم يكن أول من يردد هذا الكلام.


وفاء قسطنطين


وفاء قسطنطين هي زوجة كاهن يدعى يوسف معوض، بمنطقة أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، ومع كثرة الخلافات مع زوجها دون حلول، قررت وفاء اعتناق الإسلام للخلاص من زوجها، بحسب رواية البعض، ثم اختفت في ظروف غامضة، ما دفع عدد من شباب الأقباط للتظاهر بالكاتدرائية قائلين أنها أخُتطفت.


فيما انتشرت أنباء عن اعتناقها الإسلام بعد أن قامت بعمل محضر شرطة عين شمس برقم 58 بتاريخ ‏2004/12/1‏، تبدي فيه رغبتها في اعتناق الإسلام.


وبعد استكمال إجراءات تغيير الدين المنصوص عليها في قانون التوثيق والشهر العقاري، والتي تقتضي بإجراء ما يسمى بجلسة "النصح والإرشاد" مع الجهة الدينية المنتمي إليها الشخص قبل تغيير ديانته، قررت وفاء العدول عن قرارها بعد جلوسها مع رجال الكنيسة إذ وعدوها بحل مشكلتها.


فأقرت وفاء أمام النيابة بتاريخ 2004/12/14‏، في وثيقة مكتوبة أنها "ولدت مسيحية وستعيش وتموت مسيحية"، وذهبت لأحد الأديرة لتكمل باقي حياتها هناك بعيدا عن زوجها، وأصدر المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام وقتها في يوم 16 ديسمبر 2004، يسرد فيها التفاصيل لحسم الجدل بشأن هذه القضية، لكن المسألة لم تنته عند هذا الحد.


ورغم حسم المسألة قانونيا إلا أن عددا من المشايخ والمفكرين المصريين المحسوبين على الفكر "المعتدل"، أكدوا أن وفاء قسطنطين أسيرة بالأديرة، بل وصل البعض لادعاء أن الكنيسة قتلتها.


زغلول النجار


كان الاتهام الأشهر هو اتهام الدكتور زغلول النجار، الذي أكد أن وفاء قسطنطين، قُتلت في وادي النطرون بيد رجال الكنيسة، لأنها رفضت ترك الإسلام، وقال النجار، في تصريح لصحيفة "الخميس": "أنا قمت بإهداء آخر كتاب لي إليها وسميتها شهيدة العصر".


مصطفى بكري


كانت صحيفة الأسبوع، التي يرأس تحريرها الإعلامي والبرلماني السابق مصطفى بكري، أكثر الصحف التي تناولت موضوع وفاء قسطنطين حينها، مؤكدة إسلام وفاء، وكان أهم ما نشر بها هو المقال المطول لرئيس التحرير مصطفى بكري، الذي نشره بتاريخ 18 ديسمبر 2004، تحت عنوان "أصل الحكاية"، شكك فيه بما قيل بالنيابة وببيان النائب العام، قائلا: "ما هي ضمانة أن السيدة لم تتعرض للضغط والإرهاب داخل الكنيسة لإجبارها علي البقاء؟ بعيدا عن نجليها وأسرتها؟ هل حضر أحد من الدولة هذا اللقاء، وهل أصبحت سلطة الكنيسة فوق سلطة الدولة تتصرف في البشر كيفما تريد؟"


ورغم صعوبة عودة وفاء لأسرتها بعدما حدث مع زوجها، فقد تسأل بكري في مقاله: "السيدة وفاء ستبقى داخل الكنيسة، وليس خارجها، وهو أمر أيضا يثير تساؤلا هاما، فإذا كانت السيدة قد عادت إلي ديانتها، فلماذا لا تعود إلى أسرتها حرة طليقة".


وأضاف بكري بنفس المقال: "إن المؤشرات كافة، تقول إن البابا لم يستشر الدولة في هذا القرار الذي ربما يكون قد اتخذه وحده أو ربما بمشاركة السيدة وفاء قسطنطين، وفي الحالة الأولى يكون الأمر هو أقرب إلى السجن ومن يدري إلى أين يصل الأمر بعد ذلك".


سليم العوا


لم يكتف الدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامي، بإتهام الكنيسة باحتجاز وفاء قسطنطين مرة واحدة، بل كتب العديد من المقالات كان أشهرها مقاله في جريدة الأسبوع بتاريخ 19 ديسمبر 2004، بعنوان "تساؤلات مشروعة بشأن وفاء قسطنطين". كما ظهر في عدد من البرامج يقول فيها "إن المسلمين وأنا منهم نشعر أن هذه لطمة وجهت على كل مسلم".


وأشار العوا إلى أن الكنيسة "دولة داخل الدولة"، ولكن أشهر لقاءاته على الإطلاق كان بـ15 سبتمبر 2010، مع المذيع أحمد منصور، على قناة الجزيرة، وفي نفس اللقاء الذي قال فيه أن الكنيسة تخزن السلاح لإعداد حرب ضد المسلمين وتقود مخطط "غير عشوائي" لعمل دولة قبطية، بينما كرر العوا اتهامه للكنيسة باختطاف وفاء قسطنطين، مؤكدا أن الكنيسة "لوت ذراع الدولة وقهرتها".


مع عمرو أديب



مع رولا خرسا



مع حسن معوض



مع أحمد منصور




محمد عمارة


لم ينس الدكتور محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر الحالي، مشكلة وفاء، أثناء حواره مع موقع جريدة "المصريون"، بتاريخ 17 يونيو 2007، وتطرق للحديث عن وفاء كمحتجزة ووصف "جزء من مخطط الكنيسة أو مشروع الكنيسة للتحول إلى دولة".


طارق البشري


فيما ذكر نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، المستشار طارق البشري، ضمن سلسلة اتهاماته للكنيسة والأقباط في كتابه "الدولة والكنيسة" وفي صفحة 27، قال إن الكنيسة مارست سلطة ليست مخولة لها في القانون، مؤكدا أن وفاء قسطنطين تم احتجازها هي وكاميليا بأحد الأديرة، مشيرا أن الكنيسة القبطية تعزل الأقباط عن الجماعة الوطنية بأفعالها.




كاميليا شحاتة


كاميليا شحاتة، هي زوجة كاهن يدعى تداوس سمعان، بمنطقة ديرمواس بمحافظة المنيا، واختفت في ظروف غاضمة في يوليو 2010 بعد خلافات مع زوجها، على حد ما وصف البعض.


فسارع شباب الأقباط بالقرية للتظاهر لعودتها خشية اختطافها، وقام زوجها بعمل محضر اختفاء قبل أن يعثر عليها الأمن، الذي أكدت له ترك المنزل بسبب خلافات مع زوجها، وقام الأمن بتسليمها لأهلها الذين فضلوا أن تذهب في مكان بعيد عن زوجها وأهل القرية لتقضي فترة ببيت مكرسات تابع للكنيسة، حتى عادت كاميليا إلى زوجها.


لم تنته قصة كاميليا عند هذا الحد، فبعد عودتها ظهر الشيخ مفتاح محمد فاضل الشهير بـ"أبو يحيى" ليقول أن كاميليا أسلمت ولجأت إليه، مؤكدا "تم اختطافها واحتجازها من قبل الكنيسة، ما أشعل الموقف مجددا، وبدأت حملة قادها عدد من المشايخ تطالب بالافراج عن كاميليا، وقام عدد من السلفيين بإقامة مظاهرات تحريضية أمام بعض المساجد تحت شعار "عايز أختي كاميليا"، وقاموا بسب الأقباط والكنيسة بألفاظ نابية ورفعوا خلالها الأحذية على صور البابا شنودة، قبل وفاته.


فيديو أبويحيى



التظاهرات



 








ظهور كاميليا


وبعد كثير من الأقاويل، قررت كاميليا أن تظهر في فيديو تؤكد فيه أنها مسيحية ولم تفكر في اعتناق الإسلام. وقالت في الفيديو الذي تم بثه على موقع يوتيوب: "أنا موجودة بمكان آمن لأريح أعصابي من الصخب الذي حدث عقب اختفائي"


تجديد أزمة كاميليا


رغم نفي الأزهر مجيئ كاميليا إليه، إلا أن عددا من القيادات السلفية شككت في كونها مجبرة على الظهور، والبعض الآخر شكك في كونها كاميليا من الأساس.
فيما عاد أبويحيى إلى المشهد من جديد ولكن هذه المرة بعد "25 يناير"، إذ ادعى أن رئيس جهاز المخابرات، عمر سليمان، آنذاك طلب منه تمرير موضوع كاميليا، وقال له "عديلنا موضوع كاميليا وأنا هبقى راجل في ضهرك"، بحسب أبويحيى.



و قام عدد من السلفيين بحصار الكاتدرائية مطالبين بظهور كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين، بينما قامت قوات الأمن بتكثيف تواجدها خوفا من حدوث صدام بين شباب الأقباط والسلفيين.



ظهور آخير لكاميليا


وبعدها فترة قررت كاميليا الظهور مرة أخرى، ولكن هذه المرة على قناة الحياة الفضائية التبشيرية في حلقة استمرت لأكثر من ساعة تؤكد أنها تعيش مع زوجها وأبنها بعد انتهاء الخلافات بينهم.



وطيلة تلك الفترة شارك عدد من مشايخ السلفية والإسلاميين في تصعيد أزمة كاميليا شحاتة، والتأكيد على أن الكنيسة اعتقلتها هي وعدد من الأسيرات بالأديرة، كان أبرزهم ياسر برهامي وأبو أسحق الحيوني والشيخ محمد الزغبي وحسام أبوالبخاري وأبو إسلام.


ياسر برهامي
لم يكن نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، في ذلك الوقت عضوا بحزب النور أو لاعبا في المشهد السياسي، فقد تحدث عن موضوع كاميليا مؤكدا أن "ما حدث غصة في حلق كل مسلم".
وقال خلال المقطع الذي بثه في يوم 24 سبتمبر 2010، "تنازل الدولة عن هيبتها وعن واجبها وعن مسؤوليتها أمر غير مقبول، وتتنازل لصلاح من؟ لصالح أقلية مجرمة معتدية ظالمة كافرة تعتدى على حق الأغلبية"، مضيفا "لا يجوز للمسلمين أن يمر هذا الأمر كما مر أمر وفاء قسطنطين"، ودعا في آخر المقطع لدراسة مقاطعة الأقباط.



فهمي هويدي
أما المفكر الإسلامي، فهمي هويدي، فأكد أنه غير متأكد من مسألة إسلام كاميليا، لكنه انتقد ذهاب كاميليا لبيت للمكرسات، وصفا إياه بأنه "مكان اعتقال تحتجز فيه السيدات اللاتي يراد تقويمهن".


و أضاف في حواره مع قناة "الجزيرة" أن هناك "الدولة تظهر بصورة أضعف مما ينبغي، في حين أن الكنيسة تمارس سلطات وكأنها دولة داخل الدولة".



الحويني


حذر الشيخ أبوأسحق الحويني، من إحتراق البلاد بسبب ما أسماه "اختطاف كاميليا"، مضيفا أن الأقباط "أقلية محسودة"، مضيفا خلال إحدى دروسه "نحن نطالب أن يكون لنا من الحقوق مثل النصارى".



الزغبي


وكان أكثر الدعاوى خطورة هي الدعوة التي أطلقها الداعية السلفي، الشيخ الزغبي، عندما قام بحشد عدد من التظاهرات ضد الكنيسة، ودعا لاقتحام الكنائس، إن لم يتسلموا كاميليا خلال أيام.