التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 07:21 م , بتوقيت القاهرة

لماذا اختار الجيش المصري "درنة" للرد على "داعش"؟

بعد أقل من 24 ساعة على بث تنظيم "داعش" في ليبيا شريطا مصورا يظهر ذبح 21 مصريا  كان قد اختطفهم في وقت سابق، أعلنت القوات المسلحة المصرية اليوم، الاثنين، شن ضربات جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر التنظيم داعش بالأراضى الليبية.



وفيما أفادت شبكة "سكاي نيوز عربية" أن الضربات الجوية، التي بلغ عددها 8، أسفرت عن مقتل 7 على الأقل من أعضاء التنظيم وتدمير عدد من مقراته، في مناطق حي السيدة خديجة و منطقة شيحة، وشركة الجبل مقر المحكمة الشرعية للتنظيم في مدينة درنة، نقلت قناة "العربية" عن رئيس أركان سلاح الجو الليبي، العميد ركن صقر الجروشي، اليوم، الإثنين، إن قواته شاركت الطائرات المصرية في توجيه ضربات ضد أهداف التنظيم تركزت في ذات المدينة، ليأتي السؤال لماذا درنة؟


أول المبايعين


درنة، المدينة الساحلية في شمال شرق ليبيا، والواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع مصر، كانت أولى المدن الليبية التي شهدت مبايعة علنية للتنظيم، عندما نشر مسلحو "مجلس شورى شباب الإسلام"، في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، شريطا مصورا يظهر فيه مبايعته لزعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وسط استعراض للقوة بشوارع المدينة، في سيارات تحمل اسم "الشرطة الإسلامية"، وتحمل مسلحين ملثمين وبأعلام التنظيم، معلنين لأهالي درنة عن خبر انضمام مدينتهم لـ"دولة الخلافة".



ملك لداعش


"العلم الأسود لداعش يرفرف فوق جميع المباني الإدارية..  سيارات الشرطة تحمل شارة هذا التنظيم.. ويستخدم ملعب كرة القدم لعمليات الإعدام العلنية"، هكذا كانت شهادة صحفيي شبكة "CNN".


وبحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، فقد "أصبح بالمدينة الساحلية محاكم تطبق القانون على أساس الشريعة الإسلامية وشرطة إسلامية تقوم بدوريات في الشوارع، كما تم بناء جدار فاصل بين طالبات وطلاب الجامعات مع إزالة الاختصاصات في مجالات القانون، والعلوم الطبيعية واللغات، وكل من يعارض النظام القائم يعرض نفسه للموت، لتصبح درنة معسكرا للإرهاب".



معقل المتشددين


ويعتبر بعض المراقبين الغربيين والمحللين مدينة درنة معقلا تاريخيا فعليا للمتشددين في ليبيا، وبحسب وكالة "رويترز"، تحول ميناء المدينة - الذي يقع في منتصف المسافة بين مدينة بنغازي الليبية والحدود المصرية - إلى نقطة تجمع للمتشددين والمتعاطفين مع القاعدة.


فيما قال مسؤولو أمن مصريون أن 15 من عناصر داعش - بزعامة مواطنين أحدهما مصري والآخر سعودي - توجهوا الى درنة قادمين من سوريا في سبتمبر/ أيلول الماضي في محاولة لحشد تأييد واقامة فرع للتنظيم في ليبيا.


نقطة تمدد


وبحسب "CNN"، فإن عدد مقاتلي داعش في درنة يبلغ 800 عنصر ويديرون نحو 6 مخيمات بأطراف المدينة وفي الجبال القريبة حيث يتم تدريب عناصر من مختلف دول شمال أفريقيا، حيث استغل التنظيم، ولا يزال، الفوضى السياسية في البلاد ويقوم بالتوسع غربا على امتداد الشواطئ الشمالية بليبيا.



خارج السيطرة


وتعتبر درنة فعليا "إمارة إسلامية" خارج سيطرة السلطات الليبية، حتى قبل إعلان "الدولة الإسلامية"، فقد استقطبت العديد من المقاتلين الأجانب بانتظام منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، ليتم تدريبهم قبل إرسالهم إلى العراق أو سوريا أو مالي، حسبما تقول صحيفة "الحياة" اللندنية.



منطقة خطر


من جهته، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي ليبيا، برناردينو ليون، في مقابلة تليفزيونية مع قناة "CNN" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من تزايد أعداد الموالين لـ"داعش" في درنه، الواقعة على بعد 300 كم من أوروبا، مشيرا الي انّ ذلك سيصبح مشكلة كبيرة في المستقبل.


ليون قال "بالفعل هناك مجموعات في درنة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، ولا نعتقد أن عدد هؤلاء كبير، لكن المهم هو أن داعش بدات تصل إلى ليبيا، وعندما نصر علي أن الوقت يداهم الليبيين، نحن بحاجة ماسه للتوصل الي اتفاق سياسي، حيث إنه مع مرور الوقت سيصبح حل المشكله أصعب".