التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 04:28 م , بتوقيت القاهرة

اكتشف الفيلم الذي عشقه "عبد الناصر"

قرر الشاب الأسمر "جمال" عام 1949، أن يشاهد أحد أفلام السينما، وبالفعل دخل فيلم "إنها حياة رائعة" لفرانك كابرا، ليخرج بعد انتهائه، ويشتري تذكرة جديدة، وفي اليوم التالي عاد، ومعه صديقه "عبد الحكيم" ليشاهده مرة جديدة.


وعندما أصبح "جمال" أحد الضباط الأحرار، كتب مقالا عن الفيلم بعنوان "قصة أثرت في حياتي" في مجلة آخر ساعة بتاريخ 4 مارس 1953، حكى فيها عن تأثير الفيلم للدرجة التي تمنى فيها أن يشاهده الجميع قائلا "لو استطعت أن أخذ معي كل مواطن إلى دار السينما لما ترددت''.



لكن الفيلم الذي صنف بعد ذلك من قبل معهد الأفلام الأمريكية، في المركز 11 ضمن لائحة أفضل 100 فيلم أمريكي على الإطلاق، واعتبر عام 1990 أثرا تاريخيا من قبل مكتبة الكونجرس الأمريكية، ولم يلق إقبالا جماهيريا ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم، ورفع من دور عرض السينمات، قبل أن يمر أسبوع على تاريخ عرضه.


لذا كان من أول الأشياء التي فعلها "ناصر" بعد ثورة يوليو أنه اتصل بالشركة التي أنتجت الفيلم، وطلب نسخه منه وعرضها في معسكرات الجيش. 


لكن لماذا عشق "ناصر" الفيلم لهذه الدرجة؟، يكشف سر ذلك عبر مقاله عن الفيلم فيقول "الفيلم تصويرا صادقا لإحساسي بقيمة الفرد، وبإيماني أن فردا واحدا يستطيع أن يغير تاريخ أمة، وربما وجه تاريخ العالم''.


الفيلم الذي رشح لعدة جوائز أوسكار، وأصبح من أكثر الأفلام مشاهدة في ليلة عيد الميلاد، مقتبس من قصة "الهدية الأعظم" للكاتب فيليب فان دورين ستيرن.


تأثر "جمال" بالبطل "جورج بايلي" الذي قام بدوره الممثل جيمس ستيورات، والذي كرس حياته لخدمة الآخرين، لكن مع لحظات اكتئاب قرر في ليلة عيد الميلاد الانتحار، لينقذه ملاك، ويعرض عليه مشاهد لمن ساعدهم.


الفيلم لم يؤثر في "جمال" وحده بل أن مخرجه فرانك كابرا استقبل الآلاف من الخطابات شرحوا له كيف غير الفيلم من حياتهم، من ضمنهم 1500 خطاب أرسلوا له من قبل محتجزين في سجن سان كونتينو.


وفي فبراير من عام 1987 كشفت مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت ماكفرلين، في حوار مع جريدة نيويورك تايمز، بأن بعد محاولة انتحاره التي فشلت نصحه أحد الأشخاص بمشاهده الفيلم فشاهده ومن وقتها، تغير فكره لقيمة الحياة.