التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 01:03 ص , بتوقيت القاهرة

صور| "المنزل للبيع".. هل يغادر السيناويون أرض الفيروز؟

تنتشر عبارة "المنزل للبيع" على جدران كثير من البيوت في حي كرم أبو نجيلة بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء منذ زمن غير قليل يعود إلى ما قبل ثورة 25 يناير بأعوام.


كان مألوفا رؤية عبارات "البيت للبيع" أو "الأرض للبيع" أيضا مكتوبة بخط غير منتظم وبفرشاة وطلاء رديئين دون أن يسبقها أو يلحق بها رقم هاتف للمالك.


لا يلحظ المتابعون لهذه العبارات تغيرا طاريء على المنزل، فلا غادره مالكه، ولا تبدل حائزه. كانت العبارات من هذا النوع وقتها ضرب من "درء الحسد"، كي لا يصيب أهل البيت فاءل السوء.


مع تصاعد الأحداث في شمال سيناء ظهر تطور جديد على الجدران، أصبحت العبارة المكتوبة بطلاء قديم مضاف إليها رقم هاتف بلون جديد، معلنا جدية البائع في ترك منزله لمشتر لا يجيء.



تحدث "دوت مصر" إلى أحد أهالي حي "كرم أبو نجيلة" والذي كتب على جدران بيته حديث البناء أن "العمارة للبيع". رفض البائع ذكر اسمه كي لا يغضب المسؤولون الذين يأملون منه تحمل الظروف الراهنة.


قال "أسامة" (اسم مستعار): "ليش هاقعد.. صار لي سنة تجارتي خسرانة. كان عندي حوالي 15 عامل يعني 15 بيت مفتوحين، بس صرت أخسر. نقلت تجارتي كلها برة شمال سيناء. والعمال ليهم ربنا".


كانت سيارة "أسامة" الخاصة تقف بجوار عمارته ذات الأدوار الثلاثة وتحمل لوحات معدنية لأحدي محافظات القناة. وقال إنه لم يعد من سكان العريش.


يضيف "أسامة" أنه ولولا ظروف دراسة أبناءه لنقلهم على الفور إلى مستقره الجديد، مؤكدا أن هذا هو ما سيحدث مع انتهاء العام الدراسي الحالي، حتى لو لم يتمكن من "بيع المنزل".


تعيش العريش، عاصمة شمال سيناء، تحت حالة حظر التجوال منذ أكتوبر 2014 عقب هجوم "كرم القواديس" بمنطقة الخروبة والذي أسفر عن مقتل حوالي 25 عسكريا من قوات الجيش، وأعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" (داعش- ولاية سيناء) مسؤوليته عنه.


يقول التجار في العريش إن حظر التجوال يضر بتجارتهم، لكنهم في الوقت نفسه يؤيدون أي اجراءات يتخذها الجيش في سبيل إعادة الهدوء إلى بلدهم.


رغم عبارات "منزل للبيع" التي تنتشر على الجدران في حي كرم أبو نجيلة لم تتأثر حركة بيع وشراء العقارات في المنطقة، يقول أحمد مصطفى وهو سمسار بالمنطقة.



"مفيش بيع ولا شرا، ولا حتى الايجارات، كانوا الطلبة بيعملوا حركة، بس حتى الطلبة الحين مش موجودين" يوضح السمسار. يحزن "مصطفى" وضعه الشخصي أيضا فمع غياب الزبائن غابت عمولته.


يثير رحيل البعض عن شمال سيناء مخاوف كبيرة لدى المسؤولين على البوابة الشرقية لمصر. في مقابلة مع "دوت مصر"، قال رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء عبدالله قنديل إن "وجود هؤلاء في شمال سيناء هو أمن قومي" ثم سكت عن الكلام.



منذ ثمانينات القرن الماضي وضعت الحكومة المصرية خططا طموحة لإغراء المصريين بالانتقال للعمل والإقامة في شبة جزيرة سيناء باعتبار العنصر البشري عامل الدفاع الأول عن البقعة الحيوية من أرض مصر.


قليل من التنمية تحقق في أرض الفيروز، يقول مراقبون، ويأمل أهل المنطقة في المزيد لمصلحة المنطقة وصالح الوطن في نهاية المطاف.