التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 04:29 م , بتوقيت القاهرة

من محمد نجيب إلى السيسي.. ماذا يقرأ الرؤساء؟

أعباء الحكم تثقل كاهلهم، ,والمسؤولية تملأ حياتهم، فالرئيس يملك وقتا محدودا بطبيعة الحال، لكن يختلف كل رئيس في الوقت الذي يمنحه للقراءة، فلكل حاكم هواه في الكتب، لتعكس تلك المؤلفات مرآة تفكيره، فكتب الرئيس ليست أمرا شخصيا، لكنه تقليد يعطي مؤشرا عما يدور في ذهنه.


في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، يرفع الرئيس مؤشرات الأكثر مبيعا، حين تعلن الرئاسة عن "لائحة كتب الرئيس"، وهي واحدة من تقاليد البيت الأبيض خلال العطلات الرئاسية، حيث يقوم أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض بإبلاغ وسائل الإعلام بقائمة الكتب التي سيقرأها الرئيس خلال العطلة، ثم تقوم وسائل الإعلام بفرد مساحات طويلة للنقاد لتحليل هذه الكتب.


في تلك السطور، يبحث "دوت مصر" خلف عقل الرئيس فيما يقرأه، وأيضا فيما ترك بعضهم من مؤلفات بين دفتي كتاب:


محمد نجيب:


الرئيس الأول للجمهورية محمد نجيب كان محبا للقراءة والإطلاع وألف كتابه "كنت رئيسا لمصر" الذي تحدث فيه عن حياته، وكان نجيب يقضي معظم وقته في غرفته أثناء فترة إقامته الجبرية، والت كانت مهملة وبها سرير متواضع يكاد يختفى من كثرة الكتب الموضوعة عليه، وكان في هذه الحجرة الفقيرة يداوم على قراءة الكتب المختلفة في شتى أنواع العلوم، خاصة الطب والفلك والتاريخ، ويقول محمد نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" : "هذا ما تبقى لي، فخلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن أمامي إلا أن أصلي أو أقرأ القرآن أو أتصفح الكتب المختلفة".



جمال عبد الناصر:


أكثر من مائة كتاب قرأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت الأغلبية منهم في فترة دراسته الثانوية والكلية الحربية، لم تنفك أغلبها بطبيعة الحال عن دوائر السياسة والحرب، فقرأ ناصر "بونابرت حاكم مصر" للكاتب شارل رو، وكتاب "مطلع حياتي" لـ"ونستن تشرتشل"، وقرأ عن تاريخ الثورة المصرية بأجزائه الثلاثة لـ"عبد الرحمن الرافعي".


ووفقا للموقع الإلكتروني للرئيس، فأبرز الكتب العسكرية في ذهن ناصر التي شكلت وجدانه الحربي هى "الحرب الحقيقية" لـ"ليدل هارت"، والحرب الآلية لـ"ماجور فولر"، والسيرة الذاتية لـ"هتلر"، إضافة إلى رواية أهل الكهف لـ"توفيق الحكيم".



أنور السادات:


القرآن الكريم كان الأقرب للرئيس الراحل محمد أنور السادات، صورة له وهو يقرأ القرآن، وأخرى بجوار الشيخ الشعراوي، تبدو أيضا بقراءة القرآن في أحد جلسات البرلمان الأوروبي، مارس السادات الكتابة في خلال فترة سجنه بالقلعة لفترة سنتين ونصف السنة منها عام ونصف العام وحيدا فى الزنزانة 54 قبل أن تظهر براءته، وأثناء فترة حبسه، بدأ يمارس كتابة الأدب الساخر، حتى إنه أصدر مع رفاقه فى السجن صحيفة ساخرة بعنوان"الهنكرة والمنكرة"، فضلا عن إذاعة خاصة داخل السجن، ومسرحية بعنوان "سهرة في قصر هارون الرشيد" جسد فيها السادت ذاته شخصية هارون الرشيدي، وكان يقرأ جرائد المقطم والمصور والأهرام.



كما ألف السادات عددا من الكتب أبرزها سيرته الذاتية "البحث عن الذات"، وهو يروي في هذا الكتاب تفاصيل حياته، والتي هي في نفس الوقت قصة حياة مصر منذ 1918. ويروي السادات فيها قصة حياته، إضافة إلى وثائق عن حرب أكتوبر، ومعاهدة السلام، إضافة إلى مؤلفات أخرى مثل "قصة الوحدة العربية"، و"يا ولدي هذا عمك جمال"، و"وصيتي".



حسني مبارك:


لم يهتم مبارك كثيرا بالكتب، ليتناقل المقربون منه أنه يعكف على قراءة القرآن الكريم من حين لآخر، حيث ظهر ممسكا بالمصحف أكثر من مرة أثناء جلسات محاكمته، ومن الأمور التي تم الكشف عنها من رجال قصر الرئيس الأسبق حسني مبارك أنه لم يكن يقرأ الصحف، كما كان يذاع بين الناس خلال فترة حكمه، ورغم افتتاحه لمعرض الكتاب كل عام، وتناولت أخبار قراءة مبارك لـ"قصص الأنبياء" لأبن كثير أثناء مكوثه في المستشفى.



محمد مرسى:


عدد من الكتب عن جماعة الإخوان المسلمين، عدد المؤلفات التي قرأها الرئيس الأسبق مرسي تتعلق بفكر الجماعة، فضلا عن مجموعة كتب من دراسته، بجانب عدد من المؤلفات التي تتعلق بدراسته بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ووفقا لأخبار متداولة من داخل محبسه، نقلت قراءة مرسي لكتب قانونية تتناول الإجراءات القانوينة والعقوبات وأخرى عن تطور الدستور المصري، وتهتم بدراسة موقفه القانوني حاليا من كل القضايا التي يحاكم فيها.



عبد الفتاح السيسي:


القرآن الكريم يظل الكتاب الأقرب للرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى كتب في الدراسات العسكرية الأمريكية بحكم دراسته، إضافة إلى نهمه الشديد للقراءة للكاتب "محمد حسنين هيكل"، فضلا عن متابعة الصحف والجرائد بشكل يومي، وفقا لمصادر مقربة من السيسي.