التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 02:26 م , بتوقيت القاهرة

الإيزيدون يقتلون السنة انتقاما من "داعش"

<p><span style="font-size:18px;">انقلب بعض أعضاء الأقلية الإيزيدية في العراق على جيرانهم العرب، ونفذوا عمليات انتقامية دموية ضد سكان قرى سنية، يعتقدون أنه كان لهم دور في الفظائع التي ارتكبها مقاتلو تنظيم "داعش" بحق طائفتهم.</span></p><p><span style="font-size:18px;">ويكشف الإيزيديون العائدون إلى المنطقة التي كانوا يعيشون فيها في الشمال عن مقبرة جماعية تلو الأخرى تمثل أدلة على ما حدث خلال حكم "داعش" منذ أغسطس/آب الماضي حتى تم طرد مقاتلي التنظيم أواخر العام الماضي.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;">الثأر</span><br />بدأ البعض يثأر لهذه العمليات، وقال أكثر من 10 سكان من السنة إن جماعات مسلحة من الإيزيديين شنوا 4 غارات على قراهم في سنجار، قبل أسبوعين، وقتلوا 21 شخصا على الأقل، واختفى 17 شخصا آخرين وأصبحوا في عداد المفقودين.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وقال ظافر علي حسين، البالغ من العمر 41 عاما، وهو من سكان قرية سيباية إحدى القرى التي تعرضت للهجمات "كان عملا انتقاميا من جانب الإيزيديين" وأضاف "الهدف هو طرد العرب من المنطقة حتى لا يبقى سوى الإيزيديين، فهم يريدون تغيير الخريطة".</span></p><p><span style="font-size:18px;">وعانى الإيزيديون بشدة بعد الهجوم السريع لـ"داعش" في العراق العام الماضي، وقتل مئات بأيدي المتشددين السنة الذين يعتبرون الإيزيديين من عبدة الشيطان ووقع آلاف منهم في الأسر، واستبيحت نساؤهم.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;">الانقسام</span><br />لكن العمليات الانتقامية كشفت كيف خلقت هجمات "داعش" انقسامات بين الطوائف الدينية التي تعايشت معا على مدى عشرات السنين وقلبت قرية على الاخرى، وصنعت أعداء من الأصدقاء السابقين، كما أنها تبين مخاطر العنف عندما تتمكن جماعات أخرى أجبرتها "داعش" على النزوح مثل التركمان والشاباك الشيعة والمسيحيين من العودة إلى أوطانهم.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وفي الأسبوع الماضي تم اكتشاف رفات أكثر من 40 إيزيديا في حفرتين مخضبتين بالدماء في شمال غرب العراق.</span></p><p><span style="font-size:18px;">ويقيم سكان قرية سيباية الآن في قرية أخرى على بعد نحو 45 كيلومترا، ويقولون إنهم ساعدوا الإيزيديين على الهرب في أغسطس/آب، وخبأوا حاجياتهم لحمايتها رغم أن الجهاديين عاقبوا الذين اكتشفوا أنهم يفعلون ذلك.</span></p><p><span style="font-size:18px;">لكن الإيزيديين من مجمع كوهبل القريب يقولون إن العرب في القرى المحيطة انحازوا إلى تنظيم الدولة الاسلامية ونهبوا متلكاتهم وشاركوا مشاركة نشطة فيما وصفوه بأنه محاولة إبادة جماعية.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وأقر سكان سنة بأن عددا من الرجال من سيباية انضموا إلى المتشددين لكنهم قالوا إنهم إما قتلوا أو فروا إلى سوريا عندما طردت قوات البشمركة الكردية مقاتلي "داعش" من المنطقة في ديسمبر/ كانون الاول.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وبعد استعادة السيطرة صادرت قوات البشمركة أسلحة من سكان قرى عربية بدأوا يتلقون تهديدات من الإيزيديين بلغت ذروتها في الهجوم على سيباية وشيري يوم 25 يناير/ كانون الثاني.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وفي اليوم التالي نهب مسلحون إيزيديون قريتي خازوكة وصاير العربيتين القريبتين اللتين كان سكانهما قد فروا بالفعل وأشعلوا فيهما النار.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;">يوم الحساب</span><br />وكان معظم سكان سيباية البالغ عددهم 1000 نسمة نياما عندما دوت طلقات الرصاص في اشارة على وصول قافلة عسكرية ترفع العلم الكردي، في البداية اعتقدوا أن قوات البشمركة أو الشرطة السرية الكردية التي تعرف باسم الأسايش وكلاهما يجند إيزيديين محليين تقوم بعملية تفتيش روتينية.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وجاء اثنان من الإيزيديين أحدهما يرتدي الزي العسكري إلى منزل نواف أحمد البالغ 31 عاما وأمره بتسليم مفاتيح سيارته وبطاقة هويته.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وسأله الشخص الذي يرتدي الزي العسكري وهو يشير إلى مولد كهرباء "من صاحبه؟" ورد أحمد قائلا أن صديقا إيزيديا عهد إليه به، وقال الشخص الآخر وهو يضع المولد في سيارة أحمد ويقودها بعيدا "أنتم جميعا الدولة الاسلامية".</span></p><p><span style="font-size:18px;">وبدأت سيارات مدنية تتوافد من اتجاه مجمع كوهبل ونهب رجال قال سكان القرى العربية إنهم إيزيديون من المنطقة ما استطاعوا من الأجهزة المنزلية والسيارات والماشية.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وقالت نساء إن المهاجمين الذين كان بعضهم يرتدي الزي العسكري والبعض الآخر الملابس المدنية أخذوا عنوة الخواتم من أصابعهن وسرقوا الأشياء الثمينة من جيوبهن. وفر كثيرون اختبأ بعضهم في واد قريب. وقال من بقوا إنهم شاهدوا الرجال ينتشرون في سيباية ويسكبون البنزين قبل أن يشعلوا النار في القرية وأحرقوا عدة مسنين في منازلهم.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وكان خضر أحمد وهو راع عمره 35 عاما يعاني من اعاقة عقلية يرعى قطيعه على مشارف سيباية عندما أسرعت سيارة نحوه. وراقب شقيقه الأكبر إدريس من على بعد رجلا خرج من سيارة وأطلق الرصاص على خضر وهرب بأغنامه.</span></p><p><span style="font-size:18px;">واصطحب إدريس شقيقه خضر في وقت لاحق إلى المستشفى في مدينة دهوك الكردية حيث يرقد مصابا بجرح في جانبه الأيمن منذ الأسبوع الماضي.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وفي نفس الجناح بالمستشفى يرقد ستة آخرون من سكان القرية أصيبوا في الهجوم بينهم رداد البالغ 11 عاما الذي ضرب بالرصاص مرتين. وقال والده "كأن يوم الحساب جاء".</span></p><p><span style="font-size:18px;">وبينما كانت سيباية تحترق انتقل مسلحون إلى شيري التي تبعد كيلومترين إلى الجنوب حيث راقب عبد الله محمد (60 عاما) الدخان المتصاعد من القرية المجاورة.</span></p><p><span style="font-size:18px;"> ووجه أحد المتشددين ماسورة بندقية آلية نحو صدر محمد وأمره بالخروج. وقال محمد وهو يتذكر إنه سأله "أين أذهب ؟" ورد عليه قائلا "إلى جهنم". وقال محمد "نحن الدولة اليزيدية" مضيفا انه نجا لان أحد المهاجمين كان يعرفه شخصيا وسمح له بالفرار.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وكان جمعة مرعي أقل حظا فقد قتل بالرصاص أمام زوجته. وقالت "شاهدت ما حدث بعيني."</span></p><p><span style="font-size:18px;">وعندما حل الليل وانسحب المسلحون عاد سكان من القريتين لانتشال قتلاهم في حماية البشمركة.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وقال سكان إنه من بين 10 جثث تم انتشالها من سيباية ثلاث منها لنساء مسنات، وكانت أربع جثث محترقة أحداها لأحد المسنين المقعدين. وعثر على 11 جثة في قرية شيري.</span></p><p><span style="font-size:18px;"><span style="color:#FF0000;">ما بعد الكارثة</span><br />اتهم القرويون المقاتل الإيزيدي قاسم شيشو بالتورط في الهجمات، وشيشو القريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني أكد أنه كان في سيباية وشيري لكنه نفى أن رجاله هم المسؤولون عما حدث.</span></p><p><span style="font-size:18px;">قال أحد القرويين "تقاليدنا لا تسمح بهذا النوع من السلوك" وحمل "متطرفين" يخدمون أجندة أجنبية المسؤولية وذلك في اشارة إلى حزب العمال الكردستاني المنافس وكذلك الفصيل المنبثق عنه في سوريا الذين يقاتلون في سنجار وشكلوا ميليشيا يزيدية هناك.</span></p><p><span style="font-size:18px;">ويقول حزب العمال الكردستاني إنه ليس له علاقة بما حدث.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وحمل المدنيون الإيزيديون السلاح أثناء الحصار الذي فرضه مقاتلو "داعش" واستمر عدة شهور لجبل سنجار في العام الماضي، ولقوات البشمركة الكردية وميليشيا الأسايش وجود في المنطقة.</span></p><p><span style="font-size:18px;">ويتفق العرب واليزيديون أن سنجار لن تكون أبدا كما كانت قبل مجيء "داعش" عندما كانوا أصدقاء يزرعون الارض معا. ولم يعد كثير من الإيزيديين يثقون في البشمركة للدفاع عنهم بينما العرب الذين نزحوا حديثا وجميعهم من عشيرة الجحيش قالوا إنهم سيعودون إلى قراهم فقط إذا فصلت قوات كردية فعليا بينهم.</span></p><p><span style="font-size:18px;">وقال رجل إيزيدي عمره 60 عاما من كوهبل كان يجلس داخل خيمة في معسكر بإقليم كردستان "لم يعد ممكنا بالنسبة لنا أن نعيش معا بعد الآن." وأضاف "لا يمكن الثقة في العرب وخاصة الجحيش: الجحيش أعداؤنا."</span></p><p><span style="font-size:18px;">وقال إن القرى العربية تستحق أن تهاجم "لقد دمروا منازلنا ولذلك نريد أن تدمر منازلهم أيضا."</span></p>