التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 02:08 م , بتوقيت القاهرة

لماذا تدعم الإمارات الأردن بعيدا عن التحالف الدولي؟

أعلنت دولة الإمارات، اليوم السبت، عن إرسالها سربا جويا من طائرات "إف 16"، إلى الأردن لدعم العمليات ضد تنظيم "داعش"، كأول دولة تسلك هذا المنحى.


إرسال السرب الإماراتي للأردن أثار العديد من التساؤلات، لا سيما وأن أبوظبي تشارك بالفعل في العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هناك أنباء عن انسحاب إماراتي وشيك من التحالف الدولي، ما أثار تساؤلا بشأن إمكانية أن تكون المشاركة الإماراتية مع الأردن ضد "داعش"، تمهيدا لأجواء الانسحاب من التحالف الدولي.


رسالة سياسية


الإعلامي الأردني، الدكتور هاني البدري، اعتبر أن "المبادرة الإماراتية أثلجت صدور الأردنيين ليس في الأوساط السياسية فحسب، بل في الأوساط الشعبية كذلك"، مشيرا إلى أن الخطوة الإماراتية بإرسال سرب الطائرات يعكس رسالة تضامن سياسية وعسكرية قوية، ربما هي الأقوى والتي تستقبلها المملكة الهاشمية في أعقاب ارتكاب داعش لجريمته الوحشية بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالحرق حيا".


وأوضح البدري، في تصريح خاص لـ"دوت مصر" من عمان، أن السرب الإماراتي الذي سيتمركز في الأردن، يوجه رسالة قوية للتحالف الدولي ضد "داعش"، والذي تواجه عملياته ضد التنظيم باتهامات عديدة بعدم الفاعلية، كما أنه يعكس سخطا إماراتيا من نوع ما على التحالف الدولي، على حد قوله.


وسبق تسريب أخبار عديدة في وسائل إعلامية إماراتية عن رغبة أبوظبي في الانسحاب من التحالف، إذا شاركت طهران فيه، بعد البوادر التي تشير إلى تفاهم أمريكي إيراني في هذا الشأن.


وشدد البدري على أن المبادرة الإماراتية ربما تفتح أبوابا عديدة لدول أخرى باتخاذ نفس الخطوة، لا سيما مع انتشار حالة التعاطف الشعبي مع الأردن في حربه ضد "داعش" ليس في المنطقة العربية فحسب، ولكن في العالم بأسره، على حد قوله.


التزام جديد


وأوضح باسل الرفايعة، الكاتب الأردني، مدير تحرير جريدة "الإمارات اليوم"، أن القرار الإمراتي الأخير جاء في إطار الالتزامات السابقة للإمارات التي أعلنت عنها في أكثر من مناسبة لمواجهة "داعش"، مشيرا إلى أن القرار يؤكد أن أبوظبي ماضية في هذا التوجه، كما أنه يعكس "وجود التزام إماراتي من نوع جديد لمواجهة إرهاب داعش، ليس تحت غطاء التحالف الدولي هذه المرة".


وعما إذا كانت المشاركة الإماراتية لعمليات الأردن ضد "داعش" بديلا عن الجهود الإماراتية في التحالف الدولي، قال الرفايعة: "لا أحد يستطيع الجزم بذلك، لأن أبوظبي علقت عملياتها الجوية ضد داعش في آخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد وقوع الكساسبة في أيدي التنظيم، وكان القرار الإماراتي حرصا على سلامة طياريه"، مقللا من أهمية ما يقال عن أن الانسحاب الإماراتي جاء للتفاهم الأمريكي الإيراني.