التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 01:13 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا لو نجحت واشنطن في دمج الجماعة ؟!

ما الذي تريده واشنطن من إصرارها على دعم جماعة فاشية يبغضها غالبية المصريين على نحو مطلق؟ تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن عزلها الشعب عن الشارع السياسي وفقدت قدرتها على الحشد والفعل، وتكاد المساندة الأمريكية تشكل بالنسبة لها نفس الحياة الوحيد الذي يعطيها فرصة الاستمرار في جرائمها الإرهابية؟!


وما الذي يُمكن أن يترتب على إعادة دمج  جماعة الإخوان المسلمين في حياة مصر السياسية رغما عن أنف الشعب المصري! الذي يعتقد بصدق ومن خلال تجربته المرة مع حكم الجماعة أنها جماعة إرهابية تكفيرية مستبدة، ولغت كثيرا فى دماء المصريين، وقتلت- دون حق- المئات من أفراد الشرطة والجيش؟!


وأخيرا هل تعي إدارة الرئيس الأمريكي أوباما حجم الكلفة الباهظة التي سوف تتحملها مصر والعالم العربي وكل منطقة الشرق الأوسط، إذا ما تحقق المستحيل، ووجدت جماعة الإخوان نفسها مرة ثانية شريكا في حكم مصر على أسنة رماح الأمريكيين؟!


أسئلة مهمة وصعبة من حق المصريين أن يظفروا بإجابات أمريكية واضحة لها، لأن الطريق إلى تحقيق أهداف واشنطن وعر ومخيف ومدمر!، يجلب كوارث عديدة على المنطقة من جراء الفوضى العارمة، التى يمكن أن تترتب على سياسات أمريكية  خاطئة وفاشلة، تعيد إلى الأذهان صورة الأمريكي القبيح الذي يفرض على المصريين عنوة حكم طغمة باغية، ملكت فرصة حكم مصر لفترة لم تطل أكثر من عام، بدأت بترحيب واسع من كل فئات الشعب المصري على أمل أن يصبح محمد مرسي رئيسا لكل المصريين، وانتهت فى أقل من عام بموقف كارثي لم يشهد له تاريخ الاستبداد مثيلا، عندما أعلن مرسى نفسه إلها يحصن قراراته من الطعن عليها أمام القضاء فى الحاضر والماضى والمستقبل.


ومع الأسف صمتت واشنطن عن أخطاء جماعة الإخوان وهي في الحكم، كما صمتت عن جرائمها الإرهابية بعد أن عزلها الشعب المصري في مشهد ديمواقراطي فريد، أعاد إلى الأذهان صورة الديمقراطية المباشرة في أثينا، عندما خرج أكثر من 30 مليون مصري إلى الشوارع في كافة أرجاء البلاد وفي سابقة لم تشهدها البشرية، يطالبون بإسقاط حكم المرشد والجماعة، لكن واشنطن رفضت رؤية الحقيقة ولا تزال تصم آذانها عن أسئلة خطيرة يعرف المصريون جيدا إجاباتها الصحيحة!


يعرف المصريون أولا أن الجماعة فسدت من رأسها إلى أخمص قدمها، ولم تعد تصلح للمشاركة في حكم مصر، ليس فقط لأنها جماعة دينية أساءت الخلط بين الدين والسياسة وكانت المعطف الذي خرجت من تحته كل جماعات العنف والإرهاب! ولكن لأنها تحمل فى أعماقها كراهية عميقة لهذا الشعب، بعد أن عزلها عن السُلطة، تظهر واضحة فى جرائمها التي تستهدف تدمير مقدرات هذا الوطن، ابتداء من أبراج ومحولات الكهرباء إلى محطات وقطارات السكك الحديدية إلى مرافق النقل العام.


كما تظهر بوضوح في استهدافها لرجال الشرطة والأمن تقتلهم غِيلة وغدرا كي تضرب استقرار مصر وأمنها، والأشد فجورا وغرابة استهدافها الشعب المصري في الأحياء الشعبية الكثيفة السكان توزع عليهم قنابل المسامير وشحناتها الناسفة !.


ويعرف المصريون ثانيا من خلال تجربتهم المرة مع حكم الجماعة، أنه ليس صحيحا بالمرة أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة معتدلة تقبل بتداول السلطة وشراكة الأخر! لأن الجماعة في جوهرها جماعة تكفيرية إرهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام، ترتبط بتحالف بغيض مع كافة تنظيمات الإرهاب فى المنطقة، وضح جليا فى جبهة سيناء كما وضح فى ليبيا وسوريا، لا تنقصه المزيد من الأدلة خاصة بعد أن باركت تحويل سيناء إلى إمارة ضمن الخلافة الداعشية واستمر تعاونها مع جماعة أنصار بيت المقدس!


ويعرف المصريون ثالثا أن الجماعة لا يحركها الآن سوى الرغبة فى الثأر والانتقام، وأن وصولها إلى الحكم مرة أخرى  يكاد يكون فى حكم المستحيل! لأن عليها قبل الوصول إلى هذا الهدف أن تبيد الجيش والشرطة وكافة مؤسسات المجتمع المدنى ابتداء من القضاء إلى الإعلام، وتعمل القتل فى صفوف الشعب المصري كي تفرض سلطتها المستبدة، لأنها لن تحس الأمن إلا أن تتخلص  من كل النخبة المصرية، ابتداء من المثقفين والمهنيين والفنانين وكل مواطن حر يرفض استبداد الجماعة! وبدلا من محمد مرسى العياط رئيسا، سوف تلجأ الجماعة إلى كبيرها خيرت الشاطر كي يضع المصريين أمام خيار مر، يلزمهم قبولهم حكم الجماعة المستبد أو تعليقهم شنقا على أعمدة الشوارع!


ويعرف المصريون أخيرا أنه لو صح المستحيل وتمكنت جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر مرة ثانية، فسوف تستمر الجماعة في التآمر على كافة الأنظمة العربية! لأنها تعتقد أنها أنظمة هشة آيلة للسقوط!، وأنها القوة الوحيدة المؤهلة لحكم العالم العربي كي تقيم خلافة إسلامية جديدة تضاهى خلافة داعش في محافظة الرقة السورية!


وكما خانت الجماعة السعودية ودول الخليج بتحالفها مع صدام حسين فى غزوه للكويت، سوف تعيد الجماعة الكرة مرة أخرة، إذا ما تهيأ لها فرصة الوثوب إلى السلطة في أي بلد عربي خاصة أنها تملك تنظيمات سرية فى معظم هذه الدول هدفها الوحيد التآمر على الحكم!


تلك هى الإجابات الصحيحة على الأسئلة التي يود المصريون لو أنهم سمعوا لها إجابات أمريكية صحيحة، لكن واشنطن سوف تلتزم الصمت ولن تجيب عن هذه الأسئلة رغم كل الشواهد التي تؤكد فشل سياسات أوباما فى الشرق الأوسط التي تقوض استقرار المنطقة، وتساعد جماعات الإرهاب على الانتشار وتعجل بفرص الصدام بين الغرب والإسلام.