التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 05:45 م , بتوقيت القاهرة

محللون أمريكان: لقاء واشنطن بالإخوان وضعها في حرج

أبرز بيان جماعة الإخوان الصادر باللغتين العربية والإنجليزية، الإزدواجية التي تتمتع بها حيث دعت كوادرها في بيانها باللغة العربية إلى تبني العنف والانتقال إلى مرحلة جديدة من حمل السلاح ضد الدولة، بينما تبنى خطاب الجماعة باللغة الإنجليزية دعوة للتصالح ونبذ العنف، وهى في هذا البيان تخاطب الغرب بحثاً عن تجميل صورتها خارجياً ومحاولة لاكتساب تعاطف دولي حتى وإن كان تحت غطاء الكذب والتضليل


وأشارت مصادر دبلوماسية، إلى أن الجماعة لم تستطع في بيانها الصادر باللغة العربية مواصلة محاولاتها لإخفاء وجهها القبيح بالادعاء أنها تنبذ العنف والإرهاب، حيث خرج علينا الموقع الرسمي للجماعة، ببيان واضح يدعو كوادرها لمرحلة جديدة من الجهاد واستخدام العنف وانتهاج الطريق المسلح ضد الدولة المصرية وشعبها.


وتابعت المصادر، "أن البيان انطلق يذكر كوادر الجماعة بوصايا حسن البنا وكلماته حول استخدام العنف ورفع السلاح وضرورة إعداد الكوادر نفسيا وبدنيا لتكون قادرة على انتهاج طريق القوة وحمل السلاح لتحقيق أهدافهم، حيث يشير البيان إلى منهج مؤسس الجماعة حسن البنا على النحو التالي: "حرص الإمام المؤسِّس على تشكيل "فرق الكشافة" التي هي مظهر اللياقة والانضباط، وتشكيل "النظام الخاص" الذي هو أبرز ملامح القوة"، حيث يكشف البيان حقيقة فكر الجماعة التي طالما ادعت الاعتدال ونبذ العنف، وأظهر عقيدتهم الحقيقية التي تعتبر العنف جزءا لا يتجزأ منها".


وقد أكد أحد كبار المحللين المهتمين بقضايا المنطقة وهو الباحث بمركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إريك تريجر، تلك الازدواجية في الخطاب الإخوانى مشيراً إلى الاختلاف بين النص العربي لبيان العنف والعودة لحمل السلاح، والنص الإنجليزى الذي يدعو إلى نبذ العنف،


 كما أشار "تريجر"، إلى أنه تبع صدور هذا البيان بيومين سلسلة من الهجمات الإرهابية التي وقعت بشمال سيناء واستهدفت عناصر الجيش والشرطة المصرية، مؤكداً أيضا أن الإخوان مارسوا العنف لسنوات طويلة بما في ذلك خلال فترة رئاسة محمد مرسي، حين قاموا بتعذيب المتظاهرين أمام القصر الرئاسي، كما دأبوا على مهاجمة رجال الأمن والممتلكات العامة منذ إبعاد مرسي عن الحكم، مشيرا إلى أن إعلان الجهاد من قبل الإخوان ليس بالضرورة تحولا تكتيكيا ولكنه بمثابة تحول في الخطاب.


كما علق الخبير الأمني باتريك بول على الفقرة التالية من بيان الإخوان: "على الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة، نستدعي فيها ما كمن من قوتنا، ونستحضر فيها معاني الجهاد، ونهيء أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه، ونطلب فيها منازل الشهداء"  قائلا إن الجماعة لم تكن بهذا الوضوح من قبل في اختيارها لنهج العنف وهو ما يضع المتعاطفين معها وعلى رأسهم مسئولي الإدارة الأمريكية في حرج بالغ.


ويشير كل من إيريك تريجر وباتريك بول، إلى أن هذا البيان يضع الخارجية الأمريكية في حرج كبير، ويعطي أرضية لنظريات المؤامرة حول علاقة الجماعة بالإدارة الأمريكية، التي أصدرت خارجيتها تبريرا للاجتماع الذي عٌقد قبل أيام قليلة مع قيادات الجماعة بأنهم يلتقون بمختلف ممثلي الطيف السياسي في مصر، كما امتنعت الخارجية الأمريكية عن إعلان أي تفاصيل حول هذا الاجتماع، إلا أن الإخوانية مها عزام والتي كانت أحد الحاضرين في الاجتماع المزعوم وصفته بأنه كان اجتماعا مثمرا.


وأعربت المصادر عن استغرابها قائلة: "لا نفهم لماذا لم يعمل الإخوان في العراق ضد الاحتلال الأجنبي ولماذا توقفوا منذ سنوات طوال عن الجهاد في فلسطين، بل وقمعوا من رغب في المقاومة من الفصائل الأخرى، مقدمين للاحتلال ما لم يستطع تحقيقه في عقود طويلة وهو شق الصف الفلسطيني، وغير ذلك من أمثلة كثيرة كان فيها الاخوان أشداء على بني جلدتهم رحماء مع الأغراب والمحتل والمتآمر الأجنبي".


 وأكدت المصادر "أن الشعب المصري يدرك مخطط هدم مصر عبر جهاد كاذب ضال ضد أبناء الشعب الطيب من البسطاء والمؤمنيين ورجال جيش وشرطة مصر، آخر أقوى الجيوش العربية المتبقية فى المنطقة، تنفيذاً لخطة إنهاك الدولة وجيشها وتطبيقاً لمخطط خبيث أخذوا الضوء الأخضر للبدء فيه خلال تحركاتهم في العواصم الكبرى" مؤكدة. "أن الربط واضح بين تحركات الجماعة الأخيرة دوليا والدعم الذي تتلقاه من الخبثاء الراغبين في استكمال هدم المنطقة باستخدام المتاجرين بالدين، وهو ما يجب أن يأخذ الشعب المصري حذره منه ويواصل تماسكه ووقوفه في وجه الإرهاب الأسود المدعوم من قوى الشر الدولية".