التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 06:39 م , بتوقيت القاهرة

السعودية والإمارات.. كيف تشاركان مصر في مواجهة الإرهاب؟

29 قتيلا و45 جريحا من رجال الجيش المصري وبعض المدنيين المصريين، هي الحصيلة الكاملة للهجوم الإرهابي الذي شنته عناصر مسلحة في منطقة رفح والشيخ زويد في سيناء، الخميس الماضي، أعقبه خطاب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، توعد من خلاله التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة بالنيل من عناصرها، واسترداد حقوق شهداء الواجب الوطني المصري.


ولم تلبث أصداء الأخبار المتداولة عن شهداء وضحايا الهجوم الإرهابي في سيناء من الانتشار، حتى أعلنت السعودية والإمارات وبعض البلدان العربية الأخرى  تعازيها ومساندتها للجيش والحكومة المصرية في ردعها للإرهاب، الذي يحاول أن يفرض وجوده في سيناء، لكن كيف تشارك كلا من السعودية والإمارات مصر في حربها ضد الإرهاب خلال المرحلة المقبلة؟


إمداد عسكري


أوضح رئيس تحرير صحيفة "الخليج" الإماراتية، حبيب الصايغ، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن التعاون المصري الإماراتي، هو خيار استراتيجي بالنسبة للدولة الخليجية، خصوصا أن أمن مصر مهم بالنسبة للمنطقة العربية أجمع، مشيرا إلى أن العلاقات والتاريخ المشترك بين البلدين، يوجب على الإمارات الالتزام بالوقوف إلى جانب مصر في كل خطوة تخطوها لمحاربة الإرهاب، ودعمها بكل الوسائل المتاحة لذلك.


وأشار الصايغ إلى تصريحات الوزير الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، الذي وصف الأعمال الإرهابية على مصر بـ"الجبانة"، ودعوته للمجتمع الدولي بأهمية دعم مصر لردع الهجمات الإرهابية.


ولفت رئيس تحرير "الخليج" إلى أن دولة الإمارات لديها خبرة في الكشف عن المخططات الإرهابية، من خلال أجهزة أمنية وتقنية مهمة، التي تستطيع من خلالها تقديم المساعدة للكشف عن العناصر المتطرفة، إضافة إلى الدعم الأمني والمناورات العسكرية، وكذلك الدعم المادي، معلنا أن دعم الإمارات لمصر مؤكد، خصوصا بعد استعادة مصر حكمها من أيدي جماعة الإخوان.


واعتبر الكاتب الإماراتي خلال حديثه لـ"دوت مصر"، أن الهجمات الإرهابية المتكررة على سيناء هي قضية مهمة للإمارات والإماراتيين، باعتبار مصر شقيقة كبرى، وأن قضية مصر ضد الإرهاب محورية في الوطن العربي، مضيفا أنه إذا فشلت مصر في حربها فهذا فشل للعرب جميعا، وإذ استطاعت أن تنجح في ردع هؤلاء المتطرفين في هذه المرحلة، واستعادة دورها العربي والإسلامي والإنساني، فهذا فخر واعتزاز للعرب جميعا.


كما أوضح أن مواجهة مصر للجماعات الإرهابية في داخل أراضيها هي جيدة، لكن مطلوب جهدا أكبر لمواجهة الإرهاب، حتى لا تصبح سيناء ملاذا لتنظيمي داعش والقاعدة، ما يهدد أمن المنطقة العربية، قائلا: "مصر هي قلب الوطن العربي وعندما يكون الثقب في قلب الوطن سيكون كله في خطر"، مشيرا إلى أن مصر تعاني من وجود أعباء كثيرة على عاتقها، إضافة إلى بعض الطوائف التي تحرض علنا على الإرهاب من خلال وسائل الإعلام.


ما بين السعودية ومصر سوى "بحر"


من جانبه، أكد مدير تحرير صحيفة "الرياض" السعودية، عبدالله العميرة، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن المملكة تقف قلبا وقالبا مع شعب مصر وحكومتها بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن الإرهاب ليس له حدود ولا دين، خصوصا أن مصر تواجه أكبر تنظيم سري في العالم كما صرح الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه.


وأوضح العميرة أن المشاركة بين مصر والسعودية ستكون من جميع النواحي المعنوية والفنية والعسكرية والمادية، مؤكدا أن هناك تنسيقا كاملا بين البلدين، وأن الدعم سيكون كبيرا بما يتطلبه الوضع الحال، كما أن العلاقة بين مصر والسعودية على مستوى الأمني جيدة على مستوى العقود.


أضاف: "بالفعل هناك تعاونا مشتركا على المستوى الأمني والاستخباراتي والعسكري بين مصر والسعودية، بما يساعد في الاستقرار الأمني، لأن التعاون الأمني بين مصر والسعودية هو خير للعالم أجمع، قائلا: "نحن نمر بظروف صعبة، وكلما كثرت أعمال الإرهاب كبرت حفرته التي سندفنه فيها بأيدينا".


ولفت الكاتب والمحلل السياسي السعودي إلى أن أمن مصر على رأس اهتمامات المملكة السعودية، وعلاقتهما هي علاقة البيت الواحد، مؤكدا أن مصر تفرض بوجودها واستقراراها استقرار الأمة، ما ينعكس عليها ينعكس على السعودية والعكس، قائلا: "وما بين السعودية ومصر سوى "بحر".


تعاون معلوماتي


ويرى الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء طلعت مسلم، أن على الدول العربية أن تشارك مصر عن طريق توفير المعلومات عن العناصر الإرهابية والمتطرفة، التي قد تساعد في القبض عليها والحد من تنقلها بين دولة وأخرى.


وأوضح في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أنه بإمكان الإمارات والسعودية توقيع اتفاقية تسليم المطلوبين أمنيا مع مصر، إضافة إلى تقديم تعاون عسكري لردع الإرهاب عن أراضيها، مشيرا إلى أن الإمارات لديها وسائل مراقبة جيدة ساعدتهم كثيرا في مواجهة العناصر المتطرفة.