التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:11 م , بتوقيت القاهرة

في اليمن 7 أقليات.. تعرف عليها

تنص المادة الثانية من دستور اليمن على أن الإسلام هو دين الدولة، حيث تقدر نسبة المسلمين هناك بـ99 % أي 1.5% من مجموع مسلمي العالم، وهم ينقسمون إلى مجموعتين رئيسيتين هما السنة الشافعية، والشيعة الزيدية، وتبلغ نسبة الشافعية حوالي 60-70%، مقابل زيدية 30 - 40%.

ولأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، فإن قانون الأحوال الشخصية وحقوق الأقليات يخضع لتفسيرات الشريعة، ويشترط الدستور على عضو مجلس النواب أن "يكون مؤديا للفرائض الدينية"، بينما شرط الإسلام واضح في شروط مرشح رئاسة الجمهورية.

الأقليات في اليمن

لو تصفحنا خريطة الجمهورية اليمنية السكانية، لوجدنا الأقليات تكاد لا تظهر بسبب نسبتها البسيطة، والتي لا تتجاوز 0.5% من مجموع السكان، بما فيها الأقلية الدينية من اليهود والمسيحيين والبهائيين، والأقلية المذهبية وهي متمثلة في الإسماعيلية، والأقلية القومية مثل الهنود والصوماليين والأتراك، ولو أن البعض اعتبرها غير قومية.

اليهود

اليهود هم الأقلية غير المسلمة الوحيدة من سكان البلد الأصليين، وتختلف الروايات التاريخية والدينية عن أصل تواجدهم في اليمن، قبل أن يهاجر أغلبهم إلى فلسطين، حيث تم الاتفاق بين حكم الأئمة في صنعاء بنقل اليهود اليمنيين إلى فلسطين، ونقل ما يقرب من 40 ألف يهودي عام 1948م بما يعرف بعملية (بساط الريح)، ولم يتبق منهم إلا القليل في منطقة ريدة، والتي يقدر عددهم فيها بالمئات.

وأثناء حرب الدولة مع جماعة أنصار الله "الحوثي" الشيعية في محافظة صعدة، وقع إشكال بين اليهود وأصحاب المنطقة، وتم نقل ما يقرب من 200 يهودي إلى المدينة السياحية في صنعاء والتي تملكها الدولة ويتم الحصول على معونات من منظمات خارجية.

وليهود اليمن سمعة أنهم من أمهر الصاغة وصناع الخناجر التي تعد أبرز معالم الهوية اليمنية، ويرأس طائفتهم حاليا حاخام يدعى يحيى يوسف موسى.

 

 

 

المسيحيون

تخلو العاصمة اليمنية صنعاء من أي وجود للكنائس، ولهذا فإن المسيحيين يمارسون طقوسهم الدينية في بيوت خاصة.

فيما توجد 4 كنائس في محافظة عدن للمسيحيين، الذين أغلبهم من الأجانب وأقلية هندوسية صغيرة جدا متواجدة في المحافظة ذاتها، من بينها "كنيسة المسيح" الواقعة في مدينة التواهي، والتي يرجع إنشاؤها إلى فترة الوجود البريطاني في عدن، منتصف القرن الماضي، ويوجد في الكنيسة مركز طبي كنسي ملحق بها يقدم الخدمات الصحية.

أما في مدينة كريتر فقد تحولت الكنيسة المعمدانية إلى منشأة حكومية.

البهائيون

وينتمي لهذه الديانة عدد قليل جدا من اليمنيين، حيث يتواجد حوالي 150 بهائيا فقط في البلاد.

الإسماعيليون

وتعد طائفة الإسماعيليين من أكبر الأقليات في اليمن، والتي تنطوي تحتها طائفة المكارمة والبهرة، وتتضارب الروايات حول الظهور الأول لهذه الأقلية، وفيما تشير بعض الروايات إلى انتمائهم للإمام علي بن الفضل، يعتقد البعض بانتمائهم للفاطميين في مصر.

والإسماعيليون هم البهرة، وهي طائفة إسلامية شيعية تتخذ من الهند مقرا لرئاستها، وهناك اكتسبت اسمها، الذي يعني باللغة الهندية في مقاطعة كجرات الهندية (التاجر)، وأطلق الاسم على الطائفة بسبب عمل أغلب أفرادها بالتجارة، وينصب جل اهتمامها على الأمور الدينية والخيرية، وتنأى بنفسها عن الصراعات السياسية، كما يوجد عدد لا بأس به من هذه الطائفة في الهند والسعودية وعمان ومصر.

وفي اليمن، يرأس الطائفة، محمد برهان الدين، الذي يعد الداعية الـ52، وهي متواجدة الآن في جبال حراز بقرية الحطيب، وفي القرى المجاورة، حيث وجود القبر الخاص بإمامهم.

كما يتواجد الإسماعيليون في مناطق أخرى بمحافظة إب، مثل قرية المزاحن، كما يوجد للبهرة في صنعاء مركز كبير يسمى مثلما تسمى بقية مراكزهم في بقية أنحاء العالم، مقر الفيض الحاتمي، ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة تمركزهم ومحاولة انتقالهم إلى مدينة صنعاء مديرية أزال (حي نقم)، وذلك حول مقر الفيض الحاتمي، المسجد الذي يقيمون فيه معتقداتهم.

وتشير كثير من الدراسات إلى أن عدد المكارمة أو البهرة أو الإسماعيليين تجاوز الـ15 ألف نسمة أي ما يعادل 0.05% من عدد السكان في اليمن.

الهنود

أثناء الاستعمار البريطاني، كان اليهود يشكلون أوسع جالية في عدن، وقد أسهمت أفراد كتيبة المشاة المستقرة حينئذ هناك في توسيع هذه الجالية.

لكن الباحث الفرنسي، لويس سيمونان، يفسر كثرة الهنود في عدن بأسباب أخرى تتجاوز السياسة البريطانية، وذلك لتوقف الهنود في هذه المدينة العربية في طريقهم إلى الكعبة، أو عند عودتهم من الحج أو أثناء عملهم في التجارة.

الحياة الاجتماعية لسكان عدن، صبغت بالعادات والتقاليد الهندية، سواء كان ذلك في الملبس أو في المأكل أو في الموسيقى، حسبما يقول الباحثون، ومازالت حتى اليوم بدليل وجود المعبد الهندي.

ومع ظهور أجيال حديثة، تلاشت الأقلية الهندية شيئا فشيئا، حتى اندمجت تماما مع المجتمع اليمني العدني.

الصوماليون

من المعروف أن الإسلام دخل الصومال عن طريق اليمن، وليس إلى الصومال فحسب، بل إلى أغلب دول أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا، ونتيجة لقرب مقديشيو من صنعاء، كانت ومازالت علاقة البلدين مرتبطة بالسلم والحرب، حتى إن احتلال الصومال من قبل الاستعمار الإنجليزي جاء عن طريق مدينة عدن، التي تتواجد فيها هذه الأقلية حاليا، حيث اندمجت تماما مع سكانها وتكاد تكون مختفية.

ويؤكد الباحثون أن الصوماليين ارتبطوا بعدن، خاصة أثناء التجارة ومرورهم بها خلال الحج إلى مكة، وذلك واضح في كثير من الكلمات الصومالية الموجودة في المدينة، والتي ينطقها العدنيون حتى الآن.

الأتراك

غزت الدولة العثمانية اليمن 3 مرات منذ عام 1538م، كان آخرها في الحرب العالمية الأولى عام 1918م، حين لقي الأتراك آخر هزائمهم، بحسب المؤرخين.

واندمج كثير من الأتراك مع اليمنيين وتزاوج بعضهم البعض، ووجد بعض الأفراد الذين فضلوا البقاء بعد خروج العثمانيين من اليمن، في بعض المناطق خاصة في العاصمة صنعاء، وآثارهم مازالت شاهدة حتى اليوم كما في جامع البكيرية والمدرسة التركية وغيرها من الآثار، لكنهم تلاشوا مع الزمن ومع ظهور أجيال جديدة.