التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 07:00 ص , بتوقيت القاهرة

صور| آثار المنيا في الوحل.. تعديات وسرقة وإهمال حكومي مستمر

"المنيا عروس الصعيد".. مجرد عبارة إنشائية، تبتعد كل البعد عن الواقع الأليم الذي تعيشه المحافظة ويعيشه أهلها، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، نتيجة للإهمال الكبير الذي ظلت تعانيه على مدى حكومات متتالية، حولت "العروس" إلى جثة هامدة، بلا مستقبل، رغم ما تحتويه من كنوز يتهافت عليها العالم.



ففي الوقت الذي تمتلك فيه المحافظة ما يقرب من ثلث آثار مصر، وتضم 35 منطقة أثرية متنوعه ما بين فرعونية و إسلامية وقبطية ورومانية، إلا أنها تعاني عدم وجود خطة حقيقية للنهوض بالسياحة، وتطوير المناطق الأثرية، ودائما العذر موجود وهو "معندناش فلوس" أو "الاقتصاد دلوقتي سئ".



"دوت مصر" رصدت أبرز المناطق الأثرية بمحافظة المنيا، والتي تعاني الإهمال الجسيم، وعبث تجار الآثار، و تهالك الأثر نفسه، بسبب عوامل التعرية ومرور الزمان، دون إعادة ترميمه لقلة الإمكانيات، وبعد أن تخلى عنها المسئولون وتركوها تحت رحمة بائعي أملاك وتاريخ الوطن.


ومن أشهر المناطق الأثرية بمحافظة المنيا "تل العمارنة والحاج قنديل بمركز ديرمواس، و دير البرشا والشيه عبادة ودير أبو حنس، و دير أبو فانا، والأشمونين والمسجد اليوسفي، وتونا الجبل ومسجد العسقلاني ومتحف ملوي).



وفي مركز أبو قرقاص هناك منطقة بني حسن وإسطبل عنتر ودير العجايبي وكنيسة الأنبا تاوضروس، ومسجد الفولي ومسجد اللمطي ومسجد الوداع ومسجد شعراوي بمدينة المنيا، و دير أباهور ومقابر فريزر وطهنا الجبل وزاوية الأموات بمركز المنيا، ودير السيدة العذراء والجامع العتيق وكنيسة أبسخيرون القليني، وكنيسة ماري مينا بطحا في مركز سمالوط.


و في مطاي، دير المناهرة وكنيسة الأنبا أثناسيوس، ومدينة الشهداء ( البهنسا ) ودير السنقوريه ببني مزار، ومسجد زياد لن المغيرة وكنيسة ماري جرجس و دير الجرنوس بمغاغة، وجامع القاياتي ودير الأنبا صموئيل بالعدوة .



وعلى الرغم من كثرة المناطق الأثرية بمحافظة المنيا إلا أن عدد السياح الذين يأتون للمحافظة أشبه بالمعدوم، لما يتردد عنها بأنها معقل الإرهاب بالصعيد، خاصة بعد تكرار الحوادث الإرهابية ضد السائحين، مثل حادثي 1996 و 1997، الأمر الذي دفع دول أجنبية لمنع سفر رعاياها إلى المنيا حتى اليوم وعلى رأسها "إنجلترا وأستراليا" .


ومن أبرز تلك المناطق الأثرية التي تشهد حالات تعدي بالبناء و الحفر والتنقيب و الزراعة، منطقة تل العمارنة، والتي وصلت حالات الحفر فيها إلي 150 حالة، وفقا لما أكده رئيس مباحث شرطة الآثار بالمنيا، العميد عبد السميع فرغلي ، والذي قال إن المنطقة تشهد مسلسلا كبيرا من التعديات من قبل الأهالي، و بالرغم من إزالة معظم تلك الحالات، إلا أن المتهمين يعودون من جديد.



أما منطقة أنصنا (أنطونيوبوليس)، والتي تحوي آثارا قبطية ورومانية بمركز ملوي، فقد تحولت إلى متحفا مفتوحا للسرقة والتنقيب على أيدي الأطفال وأهالي القرية أنفسهم، بحثا عن العملات والمومياوات، بجانب قيام مسئولي شركة كهرباء الريف باقتحام الحرم الأثري وتركيب أعمدة إنارة بالمخالفة لقانون الآثار، ورغم تحرير محاضر بذلك، إلا أنه لم تتم إزالة تلك التعديات، ونشأت تلك المنطقة على يد الإمبراطور هارديان، عام 130 ميلادية، وكانت مدينة هامة في العصر الروماني.



ومن أشهر المناطق الأثرية بالمنيا منطقة البهنسا بمركز بني مزار، والتي يطلق عليها "مدينة الشهداء"، وهي تعاني إهمالا قد ينذر بكوارث بعد أن تهالكت عددا من القباب التي ترجع إلى مئات السنين، وتحتاج حاليا إلى ترميم سريع، وهي قباب (أبو سمرة، ومحمد ابن عقبة ابن نافع، وعبيدة ابن الصامت، ومحمد الخرسي، والحسن بن الصالح)، بالإضافة لغياب التنظيم رغم أنها من أشهر المناطق السياحية الإسلامية في العالم، لدفن أكثر من 5000 صحابي من أصحاب النبي – صلي الله عليه و سلم – بها، كما أن العائلة المقدسة زارتها أثناء رحلتها واستظلت أسفل شجرة هناك.



ووفقا لآخر إحصاء بلغت التعديات بمنطقة البهنسا 50 حالة، معظمها تعديات بالزراعة أو إنشاء جبانات للموتى ( قبور).