التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 01:44 م , بتوقيت القاهرة

حريق وسط البلد وانتصار المهدي

دار سينما ريفولي تحترق وما من منجد، النار تأكل أيضا دور ميامي وديانا ومترو وراديو، جروبي يشتعل واكسلسيور والأمريكين... ما كل هذه النيران، عمر أفندي أيضا وفندق شيبرد،.. من وراء هذا الدمار هل هو الملك، لا بالتأكيد هم الإنجليز... إنه حريق القاهرة الذي التهم 700 متجر وكازينو وفندق وبار في وسط العاصمة، خلال ساعات بسيطة في مثل هذا اليوم 26 يناير من عام 1952، واتجهت أغلب الاتهمات ناحية بريطانيا التي كانت تحتل مصر ولها 80 ألف جندي يتمركزون في منطقة قناة السويس، وذلك ردا على إلغاء اتفاقية 1936 والنشاط الفدائي المتزايد ضدها.26 يناير يوم يدور في فلك الاستعمار؛ ففيه من عام 1981، استعادت مصر أغلب أراضي سيناء التي احتلتها إسرائيل عام 1967، على امتداء محور "العريش شمال – رأس محمد جنوبا"، بعد توقيع الرئيس أنور السادات اتفاقية السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في كامب ديفيد بالولايات المتحدة، وترتب على ذلك تطبيع كامل في العلاقات بين الدولة التي استعمرت سيناء لمدة 14 عاما تقريبا، ومصر التي دفعت الثمن غاليا.

إفريقيا لها تاريخ طويل مع الاستعمار؛ ففي 26 يناير من عام 1885 سيطرت قوات الإمام المهدي على العاصمة السودانية الخرطوم، في انتصار كبير على بريطانيا التي كانت تحكم السودان بجنود مصريين، وتتناول الأدبيات تاريخ السودان في هذا الوقت على أنه كان مستعمرا من مصر، رغم أن حاكم الخرطوم كان "هكس" البريطاني، وكانت مصر نفسها تحت الاحتلال الانجليزي... ولم يدم انتصار دراويش المهدي كثيرا؛ حيث أعادت بريطانيا احتلال السودان عام 1896، بعد أن مات الرجل الذي ادعى أنه المهدي المنتظر عام 1885.

في نفس اليوم من عام 1887 كانت قوات الحبشة تهزم الإيطاليين في معركة دوغالي، في واحدة من حلقات النضال الإثيوبي الأرثوذوكسي ضد إيطاليا الكاثوليكية.


لازالت الشعوب تقاوم الاستعمار في إفريقيا... وفي مثل هذا اليوم من عام 1901، صادرت القوات الفرنسية المحتلة للجزائر، أملاك من شارك في ثورة قرية "عين التركي" بوهران، والتي كانت إحدى الانتفاضات الفاشلة التي قمعها الاحتلال الفرنسي.



القارة الأسيوية كانت ملعبا للاستعمار القديم  كإفريقيا... وفي مثل هذا اليوم من عام 1841، كانت بريطانيا قد أحكمت قبضتها على هونج كونج، بعد هزيمتها للجيش الصيني، في واحدة من معارك حرب الأفيون، التي نشبت بسبب رفض الصين استيراد المخدر الذي كانت تصدره إليها بريطانيا من مستعمراتها في الهند.الهند تلك الدولة القارية، عانت كثيرا من الاستعمار الانجليزي الذي دخلها عن طريقة شركة الهند البريطانية، وفي عام 1856 أعلنت المملكة المتحدها أن شبه القارة الهندية تتبع التاج البريطاني مباشرة، وظل الحال هكذا حتى غادرها الانجليز عام 1947، بعد كفاح سلمي طويل قاده المهاتما غاندي، وفي مثل هذا اليوم 26 يناير من عام 1950، أقر الهنود دستورهم الوطني، ليعتبر بعد ذلك عيد الجمهورية هناك.في استراليا الوضع مختلف تماما؛ فتلك الجزر التي يعتبر الغالبية العظمى من سكانها أوربيون، هم مستعمرون قدموا إليها في القرن الثامن عشر، بعد اكتشاف البحارة الأوروبيين لها، ويحتفلون بعيدهم الوطني في مثل هذا اليوم 26 يناير 1788؛ لكونه ذكرى وصول أول أسطول بريطاني إلى هناك، وكان مكونا من 11 باخرة تقل مهاجرين إلى الأرض الجديدة، والتي أبيد سكانها الأصليون "تقريبا"، بعد ضمها للتاج البريطاني... ولذلك فاستراليا لا تحتفل بذكرى استقلالها مثلا أو إعلان جمهوريتها أو ماشابه ذلك من المناسبات التي تجعلها كل الدول تقريبا عيدا وطنيا لها، وإنمايحتفل سكانها بذكرى استعمارهم للأرض الجديدة، على جثث أهلها.