بعنوان: "حرمة الدماء المعصومة"، حذر المفتي الشرعي لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، الشيخ حارث النظاري، اليوم الجمعة، من مغبة سفك الدم الحرام بغير حق، مؤكدا أن قتل النفس المحرمة يعد أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، قائلا: " قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا، تفنى فيها جبال الحسنات من الأعمال الصالحة".

وقال النظاري، في مقطع فيديو مسجل له ألقاه على عدد من عناصر التنظيم اليوم الجمعة: "نبرأ إلى الله من كل دم حرام يسفك ونعوذ بالله من مضلات الفتن، مطالبا المجاهدين أن يكونوا أشد الناس حرصا وورعا وخوفا من إراقة دم المسلم".

وأضاف: "نحن هنا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نؤكد على منع التفجير واستعمال ما يعم به القتل في المساجد وأماكن المسلمين العامة كالأسواق أو الملاعب مهما كان الهدف، ضبطا للأمور واحتياطا وتحاشيا عن الخطأ الضرر".

وشدد النظاري على ضرورة منع العمل بفتوى التترس (احتماء العدو في المسلمين لتجنب سهام القتل)، لافتا إلى ضرورة عدم الإقدام عليها إلا في الضرورة التي يحددها أهل العلم المتخصصين.

وحدد النظاري شرطين لمن يحق له الإفتاء في مسائل العمليات الفدائية أولهما الرسوخ في العلم الشرعي والعناية بمقاصد الشريعة وفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد، ثانيهما المعرفة الصحيحة بواقع هذه الأعمال وملابساتها ودوافعها.

وقال النظاري: على قيادات المجاهدين الاعتناء بتفقيه الأخوة المجاهدين والفدائيين وتعريفهم بما يلزم من فقه المجاهد الذي يقدم على مثل هذه العمليات، فلا يقدم على عمل مشبوه أو مشكوك فيه أو محل جدل ونقاش، ولا يقدم الا إذا تأكد 100% ان الهدف مشروع وان الاقدام رضا لله.

وتابع: ننصح قيادات المجاهدين أن ينصحوا الاستشهاديين ويحذروا من إرسالهم الى أهداف مشبوهة أو مشكوكة فيها، مضيفا: "نذكر الفدائيين إذا أقدموا على غزوة بدون تثبت وعلى غير بصيرة فانهم مقصرون فكم من طالب للخير لم يدرك"

وأكد الناظري أن أوامر الأمير أو القائد ليست مبيحه للدم المحرم وليس لها عذرا عند الله، قائلا: "الأمر والمأمور في النار، فالأمر بقتل المسلم ظلما وعدوانا شريكا في الجرم متلطخا بالدم والمفتي بقتل المسلم بغير الحق من أشدهم جرما وأقبحهم ذنبا".

يأتي هذا المقطع في الوقت الذي تشهد فيه اليمن اشتباكات على يد جماعة أنصار الله الحوثي والمعروفة بالحوثيين والتي أودت بحياة 40 شخصا وحاصرت قصر الرئاسة مما دفع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى الاستقالة.

ويذكر أن المفتي الشرعي للقاعدة بجزيرة العرب الشيخ حارث الناظري أعلن عن مسؤولية التنظيم في الحادث الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية "شارلي إبدو" وأسفر عن مقتل 12 شخصا.